انتقد رئيس الوزراء العراقي المنتهية رئاسته نوري المالكي بشدة منافسيه في الانتخابات البرلمانية، واتهمهم بمحاولة تدويل قضية الانتخابات. وقال المالكي، إن وفودا عراقية تحاول نقل قضية الانتخابات من مساراتها القضائية إلى أبعاد عربية ودولية، هم أنفسهم يشكلون خطرا على مستقبل العراق. كما دعا المالكي جامعة الدول العربية إلى عدم الاستجابة لدعوات بعض العراقيين لإحداث ما سماها تدخلات خارجية لإخراج الانتخابات العراقية عن مسارها الطبيعي. تصريحات المالكي جاءت بعد أن دعت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق، إياد علاوي إلى إنشاء حكومة مؤقتة تحت رقابة دولية بعد أن هدد قرار إعادة الفرز في بغداد ومحاولة تنحية مرشحين عنها تقدمها في الانتخابات بفارق مقعدين. واتهمت القائمة العراقية حكومة المالكي بمحاولة تهميشها وطالبت المجتمع الدولي بتنظيم انتخابات جديدة. وفي هذا السياق وصف ظافر العاني القيادي في قائمة العراقية تصريحات المالكي بأنها تنم عن عدم اتزان، أو قلق من ضيا الفرصة من أيدي الحكومة الحالية التي تحاول التشبث بالسلطة لأطول فترة ممكنة. وأضاف العاني في أن القوى المعارضة لم يبق لها شيء سوى إشراك المجتمع الدولي في الإشراف على ما وصفها بالعملية الديمقراطية في العراق. وكان علاوي قال عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأربعاء، إن هناك محاولات للالتفاف على الدستور ومصادرة إرادة الشعب العراقي، من أجل منع قائمته من تشكيل الحكومة. وأضاف أنه طالب الجامعة بالتدخل لدى الأممالمتحدة بصفتها معنية بموجب الفصل السابع، وكذلك مجلس الأمن من أجل مساعدة العراق في تجاوز محنته وتشكيل حكومة تعبر عن نتائج الانتخابات. كما تحدث علاوي عن إجراءات أخرى ستتخذ لمواجهة ما يحدث بحق القائمة، ومنها دعوة طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية لعقد اجتما فوري لمجلس الرئاسة العراقي لبحث هذه التداعيات وإيقاف الاجتثاث. وكانت القائمة العراقية التي يقودها علاوي حلت في المركز الأول للانتخابات التي أجريت في مارس الماضي وتقدمت بفارق مقعدين على ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن هذا الائتلاف نجح في استصدار قرار بإعادة فرز الأصوات في بغداد يدويا، مما قد يتسبب في محو تفوق القائمة العراقية. إضافة إلى ذلك، فإن هيئة العدالة والمساءلة التي أنشئت بهدف منع أنصار حزب البعث من العودة إلى السلطة تنظر في مدى صلاحية الأصوات التي حصل عليها مرشحون لهم صلات مزعومة بحزب البعث وأغلبهم من القائمة العراقية. وبالفعل أبطلت هيئة استئنافية الاثنين الماضي أصواتا حصل عليها 52 مرشحا، حيث كان هذا هو الحكم الأول من بين حكمين على الأقل يتوقع أن يفقدا القائمة العراقية بعض المقاعد، وقد يبعدانها عن تصدر القوائم الفائزة.