جدد وزير الداخلية، نور الدين بدوي، التزام الحكومة بالتكفل بانشغالات سكان المناطق الحدودية، معلنا عن إطلاق برنامج تأهيلي لتنمية تلك المناطق وإعادة بعث الحركية الاقتصادية بها قبل نهاية السنة، يموّله صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية. اصطدم بدوي، خلال زيارة قادته إلى ولاية سوق أهراس يومي الخميس والجمعة، بجملة النقائص التي تشهدها الولاية تنمويا، ورفع سكان الدوائر والبلديات التي زارها كسدراتة، أم العظايم والمنطقة الحدودية مع الجارة تونس "الحدادة"، إلى وزير الداخلية انشغالاتهم. ولفتوا انتباهه إلى أن الولاية التي تمثل معقل القاعدة الشرقية لم تأخذ حقها من التنمية رغم المقومات التي تزخر بها في المجال الفلاحي والتي تؤهلها لأن تكون ولاية مصدرة بامتياز. كما اشتكوا البطالة الخانقة وجمود الحركية الاقتصادية. كما طالب سكان بلدية الحدادة التي لا تبعد إلا بنحو عشرات الأمتار عن المدينةالتونسية ساقية سيدي يوسف، برفع الغين عنهم، وتزويدهم بمرافق رياضية ومدارس ابتدائية جديدة وخلق فرص عمل للشباب البطال. وكان رد الوزير أن تعهد بإعادة تأهيل المناطق الحدودية في مقدمتها دائرة الحدادة، لتحريك عجلة التنمية مضيفا: "أعدكم بأنه سيتم التكفل بانشغالاتكم، لكن لا نريد أن يتم مقارنة الجزائر بجيرانها، لأن بلدنا عاش ظروفا أمنية صعبة حالت دون استكمال مسار التنمية لكنها اليوم عازمة على ذلك". وخلال ترؤسه لقاء مع ممثلي المجتمع المدني لسوق أهراس، قال بدوي إن الحكومة استجابت لطلب الوالي بداوي عباس، بضخ ميزانية إضافية في خزينة الولاية قدرت ب360 مليار سنتيم لاستكمال المشاريع وخلق 15 منطقة نشاطات بالولاية والتكفل بحاجيات السكان، كما لفت إلى أن الولاية ستستفيد من دعم خاص من صندوق الهضاب العليا الذي تقرر إعادة بعثه عبر قانون مالية 2018. واستغرب بدوي، افتقار سوق أهراس لفندق واحد في الولاية، مشيرا إلى أن هذا غير مقبول فكيف لولاية حدودية لا تجد أين تستضيف زوارها، وهو المطلب الذي رفعه الوالي، عندما وجه دعوة إلى المستثمرين لإنجاز مرافق سياحية في الولاية، متعهدا بتقديم كل التسهيلات المطلوبة. والملاحظ من تدخلات بعض ممثلي المجتمع المدني بروز وضع اجتماعي ضاغط، وظروف معيشية صعبة يعانيها مواطنو المنطقة. وقال أحد المتدخلين: "سيدي الوزير شبابنا يعاني بسبب غياب مشاريع تنموية في المنطقة، كما أن كل المصانع أغلقت.. والأراضي الفلاحية بقيت بورا ولم تجد من يستثمر فيها .. ونحن مجبرون على التنقل إلى ولاية عنابة لاقتناء تذكرة سفر لأنه لا توجد وكالة للخطوط الجوية الجزائرية عندنا.. "، في حين ذكر آخر: "رغم أنني شيخ هرم إلا أنني لا أزال أعيل أولادي الأربعة لأنهم من دون عمل".