يستعد الأطباء المقيمون الذين دخلوا في إضراب ليومين الأسبوع الفارط لرفع لائحة مطالبهم في جلسة الحوار التي دعاهم إليها وزير الصحة مختار حسبلاوي خلال الأيام المقبلة، وهذا قبل اتخاذ قرار التصعيد في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول أرضية مطالبهم، خاصة بعد تراكم المشاكل التي يعاني منها أكثر من 8 آلاف طبيب مقيم عبر الوطن. وأكد المعنيون في تصريح ل"الشروق" بأنهم لن يتنازلوا عن مطلب تحسين ظروف العمل وخاصة في مصلحة الاستعجالات، حيث تكثر الاعتداءات ضدهم، كما أن قبولهم للخدمة المدنية في مستشفيات الجنوب والمناطق النائية مرهون بتوفير الوسائل والإمكانيات اللازمة للأطباء، فيما اعتبر وزير الصحة بأن إلغاء الخدمة المدنية غير ممكن بأي حال من الأحوال، واعدا إياهم بإيجاد الحلول الكفيلة بممارستهم لمهامهم في ظروف حسنة. وفي سياق متصل، راسل الأطباء المقيمون بمصلحة استعجالات طب الأطفال بمستشفى نور الدين الأتاسي ببولوغين بالعاصمة، حسبلاوي للتدخل لإيجاد حل للظروف المهنية الصعبة التي يعملون فيها، والتي تأزمت يوم الأربعاء الفارط، بعد إقدام أعوان الأمن على كسر قفل الباب الخاص بالغرفة التي يستغلها الأطباء المقيمون وعددهم 24 بذات المستشفى، مطالبين بمغادرة الغرفة وإخلائها فورا. وأوضحت طبيبة مقيمة بذات المصلحة في اتصال ب"الشروق" أنهم يمارسون عملهم في ظروف جد مزرية بالرغم من مرور شهر ونصف تقريبا على افتتاح مصلحة الاستعجالات الخاصة بالأطفال والتي تم تحويلهم لها، لكن دون توفير الوسائل الضرورية للعمل، على غرار عون الاستقبال أو حتى أعوان الأمن لحمايتهم من الاعتداءات وحفظ الأمن، خاصة أثناء المناوبات الليلية، فضلا عن منحهم غرفة صغيرة لا تحتوي على مرحاض أو على خزائن لحفظ أغراضهم، ما دفعهم إلى البقاء في الغرفة الأولى التابعة للمستشفى. وتضيف المتحدثة، أنهم فوجئوا بمنعهم من الدخول لها بطريقة همجية وباستعمال العنف ضدهم، وأفادت بأنه تم إرسال لجنة تحقيق من المديرية العامة للمستشفى بخصوص هذه القضية بناء على طلب ومراسلة من البروفيسور ورئيس مصلحة طب الأطفال، غير أن الأطباء وجدوا أنفسهم في مواجهة أعوان الأمن لمطالبتهم بحق من حقوقهم، وهدد المعنيون بالتصعيد في حال لم يضع وزير الصحة حدا لهذه الممارسات وإعادة الهيبة للأطباء المقيمين.