كشف ممثل منظمة التعاون الاسلامي في فلسطين السفير أحمد الرويضي عن مسار القمة الاسلامية المنتظرة في تركيا الأربعاء المقبل، وتحدث عن خطورة القرار الامريكي وسبل المواجهة الفلسطينية مع استعراض هام لواقع المدينة المقدسة. كيف ستتعامل منظمة التعاون الاسلامي مع القرار الأمريكي بحق القدس، وما المنتظر من قمة اسطنبول؟ بعد اتخاذ قرار ترامب، مباشرة كانت هناك دعوة لعقد قمة اسلامية ستعقد في اسطنبول الاربعاء القادم، تبدأ باجتماع لوزراء الخارجية يعقبها مباشرة اجتماع القادة، هذه القمة يُتوقع ان تخرج بأدوات عمل تدعم القرار الفلسطيني والخطوات الفلسطينية وبذات الوقت تحدد ملامح عمل الدول الاسلامية والمنظومة الاسلامية خلال الرحلة القادمة لمواجهة هذا الخطر الذي يحدق بمدينة القدس بعد هذا القرار الذي يعتبر لحظة سوداء في تاريخ مدينة القدس وتاريخ فلسطين.
ما هو المطلوب لمواجهة القرار الأمريكي وتعزيز صمود الفلسطينيين في القدسالمحتلة؟ هناك تنسيقٌ يتم الآن بين دولة فلسطين ممثلة بالخارجية الفلسطينية والأمانة العامة وتركيا، ايضا كان هناك اجتماعٌ بين العاهل الأردني والرئيس التركي في اطار التحضير لهذه القمة وبالتالي ما سيجمع عليه القادة ستكون هناك خطوات عملية تتابعها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي.
ما هي توقعاتكم للإجراءات الاسرائيلية بعد هذا التفويض الأمريكي؟ باعتقادي، الاحتلال لم يُرد هذا التفويض لتهويد الأرض والإنسان في القدس، هو يمارس سياسية تطهير عرقي منذ 50 سنة من خلال الاستيطان وهدم المنازل واستهداف المقدسات من خلال الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والحفريات في محيطه، وشهدنا في أوت الماضي وضع البوابات الالكترونية لتغيير الحق التاريخي القانوني في مدينة القدس، الخطر أولا انك تتحدث عن وعد بلفور جديد بعد مائة عام، ثانيا إنه المساس بالحق التاريخي القانوني السياسي في القدس بتدخل الإدارة الأمريكية في مستقبلها السياسي، وتفقد الولاياتالمتحدة دورها كراع لعملية سياسية، لأنه لا يمكن لراع أن يتخذ مواقف تخدم طرفاً ما، وكانت الولاياتالمتحدة دائما بجانب إسرائيل، الآن اتضحت الأمور بشكل جليّ للجميع الذي يعتقد للولايات المتحدة يمكن ان تلعب دورا في العملية السياسية، ايضا تخالف قرارات الأمم المتحددة والقانون الدولي التي أصلا صادقت عليها واشنطن منها قرار عدم نقل سفارات الدول إلى القدس باعتبارها منطقة محتلة، ايضا اتفاق اوسلو نفسه الذي رعته الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي تحدَّث عن القدس في مرحلة المفاوضات النهائية، ويأتي الراعي ليتدخل في مستقبل المفاوضات لصالح طرف هذا يعني المساس بمدينة لها بُعدٌ تاريخي ديني حضاري تفوق أهميتها واشنطن نفسها. الخطوات تبدأ من فلسطين بهذا الموقف الذي عبر عنه الرئيس أبو مازن في خطابه وحالة الغضب التي يشهدها الشارع الفلسطيني الخميس والجمعة، والمسيرة التي خرجت في القدس التي تعبِّر عن موقف واضح للمقدسيين برجال دينهم بما فيها رجال الدين المسيحيين الذي أصدروا بيانا وزع على الكنائس في العالم، الآن الكل يعمل باتجاه إعادة النظر من قبل الولاياتالمتحدة لهذا القرار الخطير.
هل يمكنكم تقديم صورة للوضع الحالي في القدس الشرقية حول التواجد الفلسطيني وأخطر الاجراءات الاحتلالية لتهويد المدينة المقدسة؟ القدس مدينة محاصرة بجدار الفصل العنصري، عليها 12 حاجزا عسكريا يمنع دخول ابناء الضفة الغربية وقطاع غزة، ويقتصر التواجد فيها على أهلها فقط، وهم 360 ألف مواطن مقدسي يحمل الهوية الزرقاء والذين يعتبرهم الاحتلال مقيمين وليسوا مواطنين ويتبع بحقهم إجراءات معقدة لها علاقة بإلغاء الإقامة ضمن أي سبب يراه الاحتلال بما فيها مفهوم مركز الحياة، وأي شخص مقيم خارج حدود بلدية القدس حسب مفهوم الاحتلال يفقد حق الإقامة مع انه صاحب الموطن الأصلي، فضلا عن 20 ألف منزل مهدد بالهدم ونتحدث عن 12% فقط من مساحة القدس الشرقية يسمح البناء فيها للمقدسيين الفلسطينيين، ويسعى الاحتلال لإقامة 60 ألف وحدة استيطانية بنى منها 40 ألف وحدة، والبلدة القديمة كيلو متر مربع واحد تحتوي كل المقدسات الإسلامية والمسيحية بما فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة يقطنها 37 ألف مواطن فلسطيني منهم 5 آلاف مسيحي. الجمعيات الاستيطانية بدعم الحكومة تريد تغيير شكل المدينة بالتالي كل المشاريع والبرامج والخطط الإسرائيلية تستهدف هذه القيمة العربية الإسلامية المسيحية لمدينة القدس وخلق مدينة بإرث يهودي مصطنع. عدد المستوطنين يتجاوز اليوم 250 ألف مستوطن مقابل صفر مستوطن في سنة 1967. منذ 50 عاما وأهل القدس يقاومون الاحتلال ويقدمون الشهداء والجرحى والأسرى وما زالت المعركة مفتوحة مع هذا الاحتلال إلى حين تغير هذه الظروف.