دعا المتدخلون، السبت، في اختتام فعاليات الملتقى الوطني حول دور المدارس القرآنية في الحفاظ على مقوّمات الهوية الوطنية في طبعته الثانية، المنعقد ببلدية القرارة في ولاية غرداية، لإنشاء مجلس أعلى للتعليم القرآني على المستوى الوطني، مع ضرورة إرجاع المكانة السامية للمدارس القرآنية، وتطوير مناهجها؛ للتماشي مع المعطيات الجديدة المتعلقة بالفكر الديني، ومواجهتها لكل عفن ذهني من شأنه أن يضر بمصالح الأمة وهويتها. وحثّ المحاضرون القائمون على المدارس القرآنية بحماية متمدرسيها من الأفكار المستوردة باسم الدين، وصياغة الجيل المعاصر بمنهج الوسطية والاعتدال، الذي يتجلى فيه التوازن بعيدا عن طرفي الغلو والتفريط، مع وضع دراسات إستراتيجية، واتخاذ آليات عملية للنهوض بمستوى المدارس القرآنية، إضافة إلى التمسك بنشر العقيدة الإسلامية الصحيحة في الزوايا والمدارس القرآنية، بالتعاون بين أصحاب المذاهب الفقهية والمدارس الفكرية، من أجل بناء مدارس قرآنية فكرية متزنة بعيدة عن الاختلاف الهدام، ووضع فلسفة تربوية مشتركة بين المدارس القرآنية، سواء داخل أو خارج الوطن، لتوضيح مبادئ هذا التعليم وأسسه وقيمه وأهدافه الكبرى، من خلال التنسيق بين المدارس للاستفادة من التجارب والتقارب في البرامج والمقررات والأهداف التربوية، تحقيقا لتوحيد المرجعية في التعليم القرآني، وأبرز المتدخلون أيضا في الملتقى وجوب مراعاة البعد التكافلي للزوايا والمدارس القرآنية، فضلا عن المطالبة بإعطاء الاعتبار لشهادات الطلبة المتخرجين من المدارس القرآنية وتسويتها بباقي الشهادات الأكاديمية، والحرص على إعداد الفكر الوطني لدى طلبة المدارس القرآنية وفقا لمناهج علمائها على غرار الشيخين عبد الحميد بن باديس، وإبراهيم بيوض. ويطمح المنظمون لهذا الملتقى إلى العناية بمخطوطات الزوايا والمدارس القرآنية، ومتابعة أعمال الملتقى لتنفيذ توصياته، علاوة على تثبيت تنظيم الملتقى كل سنة، وإحداث جائزة للملتقى. وقد عرفت التظاهرة العلمية حضور المشايخ والأعيان، وكذا الدكاترة والأساتذة القادمين من مختلف ولايات الوطن على غرار ورقلة، الوادي، باتنة، قسنطينة، العاصمة، البليدة، الجلفة، إلى جانب السلطات المحلية لبلدية القرارة، التي ثمّنت أشغال الملتقى، لما سيكون لها من آثار إيجابية على إنشاء مواطنين صالحين يخدمون الجزائر.