أكدت المديرية العامة للأمن، الأحد، استحالة حجب المواقع الخطيرة التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي والتي تروج للانتحار والاختطاف واستعمال العنف وغسل دماغ المراهقين، مع شحنهم بالأفكار السلبية، وأرجعت ذلك إلى التطور التكنولوجي الذي يسمح بفتح الآلاف من الصفحات في ثانية واحدة، كاشفة عن خطتها لمواجهة الخطر. كشف عميد الشرطة بشير السعيد رئيس مصلحة الجريمة الإلكترونية بمديرية الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن، خلال ندوة إعلامية حول "مخاطر الاستعمال السيء للانترنت والألعاب الإلكترونية على الطفل"، أن التحقيقات مفتوحة بخصوص قضايا انتحار 5 مراهقين وأطفال بسبب لعبة الحوت الأزرق في كل من سطيف وبجاية، وقال "إلى حد الآن لم يثبت ذلك والحالات التي تم تسجيلها صنفت على أنها "وفاة"، إلى أن يثبت العكس". وذكر بشير السعيد أن تحقيقات عديدة تم فتحها من طرف فرق مكافحة الجريمة المعلوماتية، بخصوص الألعاب الإلكترونية الخطيرة التي تعتمد على غسل دماغ المراهقين والأطفال وتنويمهم مغناطيسيا وشحنهم بالأفكار السلبية مثل الضياع والكراهية وبث الإحساس بعدم جدواهم بداخلهم مع تكليفهم بعدد من المهام الغريبة مثل مشاهدة أفلام الرعب والاستيقاظ في ساعات الفجر والعمل على إيذاء النفس والوقوف على الأسطح العالية وغيرها والتي تدفع الطفل مباشرة إلى الانتحار والانتقام. وأسفرت التحقيقات حسب المتحدث إلى تسجيل العديد من الحالات التي تم فيها استغلال الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودفعت بهم إلى تسريب أسرار وصور عائلاتهم وتقديم رقم هواتف أوليائهم. وبلغة الأرقام، كشف رئيس مصلحة الجريمة الإلكترونية بمديرية الشرطة القضائية، عن تسجيل 1500 قضية تتعلق بالجريمة الإلكترونية ما بين الفاتح جانفي والفاتح أكتوبر، تورط فيها 54 قاصرا، فيما ذهب 95 آخر ضحية مواقع التواصل الاجتماعي بسبب استغلالهم من طرف أشخاص مجهولين. ودعا ممثل المديرية العامة للأمن، الأولياء إلى القيام بدورهم من خلال مشاركة الطفل اختياراته، وتبصيره بخطر الألعاب الإلكترونية، وعدم الإفراط في تركه يمارس هذه الألعاب الرقمية في غفلة أسرية تامة، وجهل عما تقدمه، فيقع الطفل ضحية لها. وأعلن المسؤول الأمني عن انطلاق حملة تحسيسية بالتنسيق مع وزارة التربية تشمل جميع المؤسسات التربوية بخصوص خطر التردد على المواقع الخطيرة عبر شبكات الأنترنيت. وكشف مسؤول بالشرطة القضائية أمس ل"الشروق"، على هامش الندوة الصحفية أن جميع المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الجرائم السيبرانية شرعت في مراقبة دقيقة لعدد من مواقع الألعاب الخطيرة التي تروج لأعمال العنف والانتقام والانتحار. وذكر من بين المواقع اللعبة "قروند ثافت أوتو"Grand Theft Auto هي واحدة من الألعاب الخطيرة، وفيها ينخرط الطفل في قلب الوسط الإجرامي داخل عالم مفتوح مستباح فيقتل فيه المارة بالشوارع، ويعتدي على أقسام الشرطة باستخدام السلاح، وكذا "بولي "Bullyوهي لعبة، تدور أحداثها داخل المدرسة، وفيها يتقمص اللاعب شخصية الطالب المتمرد الذي يشوه جدران المدرسة، ويكسر أثاثها، قبل أن يجد نفسه صار عضوا في العصابة، إلى جانب لعبة "مافيا 2"، حيث تدفع الأطفال إلى الانضمام إلى منظمة إجرامية تقوم باغتيال وقتل وخطف، كما تم وضع لعبة "دوم Doom3"، الخطيرة تحت المراقبة الأمنية وهي لعبة تحمل الكثير من الرعب من خلال تدمير الشياطين التي تحاول غزو العالم.