تمكنت مصالح الجمارك بمطار هواري بومدين أول أمس من حجز 4000 صفيحة من عقار الفياغرا التي تحمل اسم "ملك النمر" تم صنعها بشركة الأدوية العضوية وايسيون بهونغ كونغ كانت موزعة في 400 علبة تحتوي كل واحدة منها على 10 أقراص كانت موجهة للبيع في السوق السوداء. عملية الحجز حسب المصادر التي أوردت الخبر ل"الشروق" تمت في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال إثر تمرير بضاعة المدعو "س.مراد" البالغ من العمر 40 سنة والمنحدر من ولاية برج بوعريريج والقادم من مطار الدوحة في جهاز سكانير، حيث كانت محملة على متن 4 حقائب. التحقيق الأولي معه كشف عن تورطه مع شبكة تقوم بجلب كميات معتبرة من هذا العقار من الصين نحو قطر، ثم الجزائر كمحطة أخيرة، حيث يتم ترويجها بمبالغ مالية تفوق 500 دج للعلبة الواحدة. وقد سبق لنفس المصالح في الشهر الجاري من حجز أكثر من 6000 صفيحة من الفياغرا المغشوشة قادمة من مطار أسطنبول، وكانت تحمل الرقم التجاري للجزائر. وتضيف مصادرنا أن دواء "الفياغرا" تحول إلى سلعة مفضلة لدى المهربين على مستوى المطارات والموانئ وحتى الحدود، وأضحت السلعة الأكثر تداولا بعيدا عن القنوات القانونية، ومصدرا للربح الوفير في السنوات الأخيرة، بعد ما كثر عليها الطلب. والغريب في الأمر أن هذه الحبوب التي دخلت منظومة التهريب في السنوات الأخيرة، بالرغم من دواعي استعمالها وعوارض التعامل مع هذه الأخيرة التي توصف بالسحرية، على الأقل في أوساط أولئك الذين يشتكون من الضعف الجنسي وما إلى غير ذلك من الأمراض النفسية التي كرستها ضغوط العصر، أضحت تزاحم حتى تلك المواد التي كانت تشكل لعشرات السنين أحد أهم ركائز منظومة التهريب بمختلف ولايات الوطن، على غرار قائمة الممنوعات كالسجائر والمخدرات وقطع الغيار والمواد الإلكترونية وغيرها. وبالرغم أيضا من طبيعة هذه الأخيرة المفترض الحصول عليها عن طريق الصيدليات وبناء على وصفات معدة بمقاييس وأوقات محددة حتى لا تتحول إلى عامل سلبي قد يعصف بصحة مستعمليها، فإن الكثير من المصادر تفيد بأن انتشار هذه الأخيرة في عموم المحلات وخصوصا لدى بائعي الأعشاب وغيرها ينطلق من سبب وجيه يتمثل في غلاء هذه الحبة وتوفرها بأسعار زهيدة لدى أصحاب هذه المحلات، ناهيك على ما تدره كميات كبيرة منها من أموال لفائدة المهربين من جهة، ومن جهة أخرى سهولة إخفائها بإحكام عن مصالح الأمن خلال المرور على الحواجز المختلفة.