القرى النائية بالجزائر العميقة سيشرع قطاع التضامن الوطني قريبا في إنجاز وتجهيز الخلايا الجوارية على مستوى كل المداشر والقرى الريفية الكبري عبر ولايات الوطن، مهمتها توفير كل الخدمات الاجتماعية منها والصحية لصالح المعوزين... اضافة الى تزويد هذه الخلايا بصلاحيات الاستماع للمعوزين والتكفل باحتياجات الفئات الضعيفة بالمناطق الجبلية والنائية، على أن تلحق هذه الخلايا بالبلديات حتى تعمل تحت وصايتها، في أعقاب التطهير الذي عرفته قائمة المستفيدين من الإعانات الاجتماعية التي تسلل إليها أزيد من 73 ألف معوز مزيف، حسب آخر أرقام وزارة التضامن قبل مغادرة ولد عباس. وبحسب مصادرنا فإن هذه الخلايا التي ستنتشر عبر كل القرى والمداشر ستوفر قائمة محددة من الخدمات الصحية والاجتماعية والمساعدات الاقتصادية لفائدة سكان مختلف المناطق الريفية، خاصة المعزولة منها، وذلك سعيا لتدعيم استقرارهم في مناطقهم الأصلية، وإعادة إعمار المناطق التي نزح أصحابها بسبب تدهور الوضع الأمني، وفي خطوة نحو الخروج بمفهوم التضامن من إطار المفهوم الذي ترسخ والقاضي بتوفير قفة رمضان كلما حل الشهر الكريم وتوفير الأكل والشرب للمعوزين فقط ليتعداه التضامن إلى توفير الوسائل الضرورية للمعوزين من أجل الاعتماد على أنفسهم وتمكينهم من استحداث مورد رزق لتحرير المعوز من قبضة الحاجة وتقليص فاتورة التضامن التي تذهب في بعض الأحيان للإنتهاز دون أن تخفف العبء الكائن على المجتمع. هذه الهياكل التي ستأوي خلايا التضامن الوطني، التي ستعلن القطيعة مع المرحلة السابقة مع إبقاء صلتها بالبلديات سيراعى في إنجازها وتنظيمها خصائص هذه المناطق حتى تتمكن من أن تشكل نواة حقيقية للحياة بعد تجهيزها بكل المتطلبات اللازمة كالأطباء والمختصين في الشؤون الإجتماعية وغيرهم من الأشخاص الذين يدخلون ضمن العملية التضامية. هذه الخلايا التي ستنجز بأعالي القرى والمداشر سيراعى في تشكيلها الكثافة السكنية حتى تضمن التغطية الإجتماعية اللازمة لخدمة أكبر عدد من التجمعات السكانية الريفية على اعتبار أنها أحد الملحقات التي تعمل تحت سلطة البلديات. وستسهر هذه المصالح على تقديم خدماتها للسكان بداخل هذه الهياكل أو التنقل إلى مختلف العائلات التي تسكن بالمناطق المعزولة بشكل دوري ومتواصل بهدف المساهمة في حل مختلف مشاكلهم الاجتماعية والصحية والاقتصادية اليومية بصفة مباشرة أو من خلال رفعها على مستوى البلديات من أجل النظر معهم في إمكانية إيجاد الحلول المناسبة لكل مشكل بدراسة كل حالة على حدى. وضمن هذا السياق يحرص في تشغيل موظفي هذه الخلايا وفي مختلف البرامج التنموية المشابهة والموجهة للمناطق الريفية في مختلف البرامج التنموية على أن يكونوا من أبناء هذه المناطق لتشجيعهم على الإستقرار. خاصة وأن الهياكل التي ستضم هذه الخلايا المدعمة من طرف الدولة في وسط ريفي منتج يسمح بخلق عوامل الحياة التي تؤدي إلى استقرار السكان وتحفيز النازحين على العودة إلى مناطقهم الأصلية. استحداث خلايا لمساعدة المعوزين، يأتي كخطوة تكميلية لتغطية الفئات التي لا تستفيد من القروض المصغرة التي توجه للشباب المعوز البطال والتي يمثل مقدارها 40 مليونا واجبة السداد، وتبقى بعيدة المنال عن فئة المعوزين التي أحصت في أوساطها أزيد من 73 ألف معوز مزيف.