لست مبتدعا ولا مخالفا وفكرتي تقوم على إحياء ما كاد أن يندثر توصل الجزائري الشيخ الدكتور أحمد شرشال، إلى إعداد مشروع ضخم يتمثل في "المصحف الإمام"، لكن تعسر عليه تحقيقه على أرض الواقع، وهو اليوم يناشد الجهات المسؤولة في الجزائر، على رأسها وزارتي الثقافة والشؤون الدينية أن تتبنياه، بتوفير خطاطين منفذين جزائريين، آملا أن يكون هذا المصحف الفريد من نوعه حاضرا في تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011. وأكد الشيخ شرشال في اتصال مع الشروق، أنه تلقى العديد من العروض من عدة دول عربية وإسلامية تريد أن تحتضن هذا المشروع، لكنه كان ولازال يرفض هذه الطلبات، متمنيا أن تتبناه الجزائر، كما أنه لا يريد له أن تكون فيه أي يد غير اليد الجزائرية وبذلك سيكون حسبه "جزائريا أصيلا 100 بالمائة"، ومن بين الدول التي طلبت المشروع، الأردن متمثلة في الجامعة التي وفرت له منصب عمل بأحد فروعها حتى يكون "انجاز المشروع أمام عيني صاحبه". وعن مبرراته في كتابة هذا المصحف ومحاسنه، فقد قال الشيخ شرشال إنه يريد من خلاله تصحيح بعض المخالفات في الشكل والضبط، وفي الرسم العثماني، وكذا تصحيح في وضع علامات الوصل والوقف، وأوضاع بعض الحروف وطرق تصوير هجائها واستبعاد الدخيل منها، كما يطمح لتصحيح الألوان المستعملة في المصاحف ووضع الإشارة بعلامة إلى رؤوس الآي على جميع مذاهب علماء العد لتقارب مواضع الوقف. وأوضح الشيخ شرشال أنه وضع منهجا لكتابة المصحف الإمام يقوم على عدة أسس منها وضوح الحروف "لأن جمال الخط وروعته ليس في زخرفته وإنما في وضوحه"، والمطابقة التامة بين المكتوب والمقروء في مواضعها ما أمكن، وكذا تجريد المصحف الإمام من جميع المخالفات والأوجه الضعيفة، ونفى محدثنا أن يكون مبتدعا أو مغيرا ومخالفا في مصحفه، بل فكرته تقوم على إحياء لما كاد أن يندثر، وإصلاح وتصحيح لما خالف فيه الناس، وكذا جمع لما صح وتناثر في المصاحف وكتب الرسم والضبط، والتزام بما نص عليه علماء القراءات والرسم، مضيفا أن الخطأ يجب أن يصحح وإن طال زمانه والصواب يجب أن يقبل مهما كان مصدره. وأكد صاحب أول مصحف من نوعه، أن المصحف الإمام لا يعرف الحدود ولا الأمصار ولا المذاهب، بل هو للناس جميعا لما فيه من تبسيط وكذا اعتماده على الطريقة الجامعة الشاملة، كما أنه يحمل بصمة جزائرية خالصة، ولذلك لا يريد أن يشارك فيه غير المختصين الجزائريين من الخطاطين. وعن مطالبه من الجهات الجزائرية المسؤولة، فقد قال إنه لا يرجو أكثر من توفير خطاط متمرس يتفرغ لكتابته، لكن يجب أن ينفذ ما يطلبه منه صاحب المصحف الإمام، مضيفا أنه تلقى عدة نماذج من خطاطين من مختلف دول العالم كالسعودية، فرنسا، مصر.. لكنه لم يعجبه ما قدموه، خاصة وأنه يريد أن يكون جزائريا أصيلا، كما أن هذا النوع من الخطوط غير مقتبس ولا يوجد في كتاب الخطوط، بل هو فكرة نابعة من الزاوية الجزائرية. يذكر أن الشيخ أحمد بن احمد بن معمر بن العربي شرشال ينحدر من ولاية ميلة، متحصل على شهادة الليسانس في القرآن الكريم وعلومه بتقدير ممتاز من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعلى الماجستير في شعبة التفسير بتقدير ممتاز أيضا ومن الجامعة نفسها، هذه الأخيرة التي حصل منها على شهادة دكتوراه بمرتبة الشرف الأولى شعبة القراءات، كما أنه متحصل على عدة شهادات عليا في الكفاءة التربوية في علم النفس، وقد ألف حوالي 15 كتابا ضخما، ونخبة من البحوث القيمة، طبعها له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، بالتعاون مع مركز الملك فيصل بالرياض، وكذا عدة دور نشر عربية، كما نشرت له عدة بحوث في كبريات المجلات المتخصصة، في العالم الإسلامي، نذكر منها مختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح، وهو عبارة عن دراسة وتحقيق يقع في خمس مجلدات، مجلد الطراز في شرح ضبط الخراز للإمام الحافظ التنسي، وأصول الضبط وكيفيته للإمام أبي داود سليمان بن نجاح، كما درس في عدة معاهد وجامعات إسلامية وعربية كموريتانيا، الكويت، السعودية.