قال الشيخ عبد الله المطلق، العضو البارز في هيئة كبار العلماء السعودية والمستشار بالديوان الملكي، إن المرأة ليست ملزمة بارتداء العباءة تحديداً ما دامت تستر نفسها بملابس محتشمة، في إشارة جديدة على مساعي المملكة نحو المزيد من "الانفتاح". وقال المطلق في برنامجه التلفزيوني، الجمعة: "أكثر من 90 في المائة من المسلمات الملتزمات في العالم الإسلامي ما عليها العباءة.. ولا يعرفن العباءات ونحن نراهن في مكة والمدينة، نساء ما شاء الله ملتزمات من حفظة القرآن ومن الداعيات إلى الله، لكن ما عندهن عباءات". وتابع قائلاً: "ولهذا أحبتي في الله، ما نلزم الناس بالعباءات.. إذا سترت المرأة نفسها بعباءة أو بغير ذلك.. فالمقصود الستر". ولا يشير ذلك بالضرورة إلى حدوث تغيير، لكن هذا هو التصريح الأول من نوعه الذي يصدر عن رجل دين بارز في المملكة، ويتسق أيضاً مع نمط "تحديثي" ظهر في الآونة الأخيرة بالتزامن مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء. https://www.youtube.com/watch?v=bKLkh2QlTbg وأثارت تصريحات "المطلق" مواقف متباينة بين السعوديين، وتصدر هاشتاغ #المطلق_العبايه_غير_الزاميه قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة. واعتبر سعوديون أن القرار له علاقة بالتحولات السياسية التي تشهدها المملكة، لا سيما بعد وصول الملك سلمان إلى الحكم، وتولية ابنه محمد منصب ولي العهد. حيث سبق وأن تعهد الأخير بمزيد من الانفتاح في السعودية. تغريدة تغريدة تغريدة تغريدة في المقابل قوبلت تصريحات الشيخ المطلق بتأييد من مغردين سعوديين، مشيرين إلى أن الشيخ "لم يدعو إلى السفور بتصريحاته بعكس ما فهمه البعض"، ودعا بعضهم إلى عدم إجبار المرأة بلبس زي محدد طالما أنها تحقق "الستر". تغريدة تغريدة تغريدة تغريدة ولا يسمح إلا للعلماء الذين تعينهم الحكومة في هيئة كبار العلماء بإصدار الفتاوى، وتفسيراتهم للشريعة الإسلامية تشكل أسس النظام التشريعي في المملكة. وفي السنوات الأخيرة بدأت سعوديات في ارتداء عباءات بعضها بألوان فاتحة أو زاهية في تناقض صارخ مع الأسود التقليدي. وفي بعض المناطق، بدأت تنتشر العباءات المفتوحة التي توضع على تنورات طويلة أو على سراويل من الجينز. ويمثل ذلك تغيراً كبيراً خلال السنتين الماضيتين في المملكة. ففي 2016 احتجزت امرأة لخلعها العباءة في شارع رئيسي في الرياض. وذكرت وسائل إعلام محلية وقتها، إنها احتجزت عقب بلاغ تلقته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وشهدت المملكة قرارات لتوسيع حقوق المرأة في الآونة الأخيرة من بينها قرار السماح للنساء بحضور أحداث رياضية مع الرجال والسماح لهن بقيادة السيارات. وعلى الرغم من ذلك، تواجه المملكة انتقادات لاستمرار فرضها قيوداً على المرأة. وانتقد نشطاء استمرار تطبيق نظام الولي الذي يتطلب موافقة رجل من أفراد العائلة على دراسة المرأة في الخارج وسفرها وأنشطة أخرى.