دخل الإضراب الذي شنّه أساتذة مختلف الأطوار التربوية أسبوعه الثاني على المستوى الوطني، حيث لقي هذا الإضراب استجابة واسعة بالطور الثانوي لأساتذة الثانويات بالولاية المنتدبة تقرت، والذي أدخل قلقا كبيرا لدى الأولياء حول مصير أبناءهم قبل أيام معدودة عن امتحانات الفصل الثاني. عبّر العديد من أولياء التلاميذ بمختلف ثانويات الولاية المنتدبة تقرت وخاصة المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا عن قلقهم الكبير من تواصل الاضراب بالثانويات الذي دخل أسبوعه الثاني وقبل أياما معدودة من اجتياز امتحانات الفصل الثاني. ولا يزال أكثر من 20 ثانوية بولاية ورقلة من أصل 50 ثانوية وملحقة مشلولة ومعظمها بالمقاطعة الادارية تقرت، وما زاد من قلق الأولياء هي النتائج الكارثية المسجلة في الفصل الأول، والتي تراجعت كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية، وهو الأمر الذي جعل الأولياء ومديرية التربية، يدقون ناقوس الخطر وتسارع لعقد اجتماعات للبحث عن الحلول العاجلة لإنقاذ الموسم الدراسي من الرسوب شبه الجماعي للتلاميذ في ظل هذه المعطيات المعقّدة، حيث تحصل 39.96 بالمئة فقط من تلاميذ الأقسام النهائية على المعدل 10 أو أكثر في الفصل الأول. وشهدت نتائج الفصل الأول للتلاميذ بثانويات المقاطعة الإدارية تقرت معدلات كارثية، حيث تحصل 1684 تلميذ فقط على المعدل من أصل 4214 تلميذ نظامي في الأقسام النهائية بنسبة 39.96 بالمئة بتراجع نسبي ب 6.05 بالمئة على الفصل الأول للسنة الفارطة التي سجلت فيه 46 بالمئة، وتمكن تلاميذ شعبة الرياضيات من تحقيق أعلى نسبة من بقية الشعب في الحصول على المعدل 10 أو أكثر، وكانت نسبة الحصول على المعدل بهذه الشعبة ب 64 بالمئة تليها شعبة اللغات الأجنبية ب 60 بالمئة وبعدها شعبة الأداب والفلسفة ب 42 بالمئة ثم شعبة العلوم التجريبية ب 39 بالمئة، وبعدها شعبة التسيير والاقتصاد ب 27 بالمئة وأخيرا شعبة تقني رياضي ب 19 بالمئة. وسجلت ملاحظات على هذه النتائج بسقوط محسوس في مواد التخصص سواء كانت علمية أو أدبية لأغلب التلاميذ، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول عملية التوجيه المدرسي والمرافقة البسيكولوجية والامتحانات الاستدراكية التي يعبر من خلالها عدد معتبر من التلاميذ إلى المستوى الموالي رغم محدودية مستواهم، مثلما هو عليه الحال في السنة الأولى ثانوي التي عرفت هي الأخرى نتائج متواضعة رغم حصول 65 بالمئة من التلاميذ على المعدل. ويخشى الأولياء تدهور نتائج أبنائهم أكثر في هذا الفصل الثاني الذي تميّزه الإضرابات، كما سبق وأن عبّر الأولياء عن تذمرهم الكبير لإسناد الأقسام النهائية للأساتذة الجدد الذين يفتقرون للفاعلية، ويحتاجون لمزيد من الخبرة والتكوين أو للأستاذات المقبلات على عطلة أمومة، بالإضافة إلى التسيّب في عدد من المؤسسات التربوية لنقص المشرفين التربويين ولعدم اتخاذ إجراءات ردعية ضد التلاميذ المؤثرين على سيّر الدراسة سلبيا، مطالبين الوصاية الولائية بالتدخل ومعالجة هذه المشكلات لتجنب موسم دراسي فاشل لأبناءهم.