يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي بلعباس، الكاتب المهتم بالشأن الإيراني والحركات الإسلامية يحيى بوزيدي، أن المواجهة المباشرة التي وقعت بين إيران وإسرائيل في سوريا، تجري في إطار الترتيبات الدولية، وسعي القوى الدولية والإقليمية للانتفاع وتحقيق مغانم لها في المشهد السوري، بعد انهيار تنظيم الدولة الإسلامية داعش. هل نحن الآن أمام ردع متبادل أو شرارة مواجهة بين إيران وإسرائيل؟ يمكن إدراج ما حصل في سوريا السبت، في إطار الترتيبات الدولية، وسعي القوى الدولية والإقليمية الانتفاع وتحقيق مغانم لها في المشهد السوري، بعد انهيار تنظيم الدولة الإسلامية داعش، حيث تسعى كل قوة أو طرف لفرض دوره وضمان مصالحه بالمنطقة، كما هو مع تركيا التي تنفذ عمليات عسكرية واسعة تحت مسمى غصن الزيتون في عفرين، وإسرائيل في منطقة الجولان السوري المحتل. وما هي احتمالات حصول مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل؟ كل الاحتمالات تبقى واردة، وما جرى السبت هو أول مواجهة بين طهران وتل أبيب، باعتبار أن النظام السوري تابع بدرجة كبيرة لإيران، حيث أن المواجهات الإيرانية الإسرائيلية تتم بطريقة غير مباشرة، عبر أدواتها لاسيما حزب الله، لكن وجب الإشارة إلى أنه من الصعب الحديث عن حرب شاملة في الوقت الراهن، ويجب انتظار ما تتمخض عنه قرارات الحكومة المصغرة في تل أبيب. منذ الثورة الخمينية عام 79، رفعت إيران شعار الموت لإسرائيل، لكنها لم تدخل في صراع مباشر مع عدوها، لماذا؟ الإستراتيجية الإيرانية في مواجهتها مع إسرائيل، أنها لا تدخل في صراع مباشر أو مواجهة مباشرة كذلك، أو حرب نفوذ، مادامت تحارب أو تواجه تل أبيب عبر أدوات متاحة لها، ومن ذلك حزب الله اللبناني، وعدد كبر من مليشياتها، وبدرجة أقل توظيفها لحركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين، أعتقد أن إيران تردد في سرها مادمنا نواجه عدونا بهذه الطريقة لا داعي للدخول في مواجهة مباشرة واسعة معه. كيف تتوقع ردة فعل الخليج الذي يناصب العداء لإيران، وبالمقابل يُفترض أنه يعادي إسرائيل من منطلق ديني عقائدي؟ لو نعود بالذاكرة إلى حزب 2006 بين حزب الله والعدو الصهيوني، كان هنالك دعم للدولة اللبنانية وحزب الله، الآن بعد كل الذي حصل لا أتوقع موقفا خليجيا داعما لإيران، فأي سلوك يضعف إيران يخدم مصالح الأنظمة الخليجية، بل قد تؤيد أي عمل عدائي تجاه طهران.