أكد وزير الأشغال العمومية عمار غول، أن المشاريع المدرجة في الخماسي الجديد ستوكل عملية إنجازها للشركات الوطنية، في توجه يكشف عن مراجعة الحكومة للسياسة التي اتبعتها في انجاز الطريق السيار شرق غرب، والذي أوكلت مشاريعه لمجمعات أجنبية كبرى. وقال غول في اجتماعه أمس بمديري الأشغال العمومية للولايات ومسؤولي المؤسسات التابعة للقطاع بمقر الوزارة، إن مشاريع الخماسية المقبلة، وفي مقدمتها الطريق السريع للهضاب العليا، الذي يمتد على طول 1300 كلم، والطريقان الاجتنابيان الثالث والرابع للعاصمة، البالغ طولهما 450 كلم إجمالا، وازدواجية العديد من الطرق شمال - جنوب، ستتكفل بإنجازها مؤسسات وطنية. ورصدت الدولة لقطاع الأشغال العمومية في إطار البرنامج الخماسي 2010 -2014 موارد مالية بقيمة 3.100 مليار دينار، وهو المبلغ المالي الذي من شأنه أن يقود إلى فك العزلة عن الكثير من مناطق البلاد، وذلك بربطها بالطريق السيار الذي سيتم تسليمه، حسب الآجال المحددة في دفتر الشروط قبل نهاية العام الجاري، عبر مقاطع شمالية جنوبية. وبرر الوزير غول خيار العودة للمؤسسات الوطنية، بدوافع الاعتماد على الموارد الذاتية والاستفادة من الخبرة المكتسبة في السنوات الماضية، ولا سيما تجربة الطريق السيّار شرق غرب، الذي شكل تجربة ناجحة تمرّست من خلاله الكفاءات الوطنية على مقارعة المشاريع الكبرى، لافتا إلى أن القطاع سينخرط في مسعى التنمية المستدامة والذي سينعكس على إنجاز منشآت ومشاريع لها ديمومة 100 سنة فأكثر. وبلغة الأرقام، أشار وزير الأشغال العمومية إلى أن المنجزات المنتظر تجسيدها في آفاق 2014 تتمثل في سبعة آلاف كلم من الطرق السريعة والاجتنابية، وفك العزلة عن 10 ملايين نسمة خصوصا في الهضاب العليا والمناطق الجبلية والجنوب الكبير، وهي المشاريع التي ستساهم في إنشاء 5000 شركة جديدة و600 مكتب دراسات خلال الفترة ذاتها، كما ستخلق ما يقارب 700 ألف منصب شغل جديد، مقابل 561 ألف وظيفة خلال البرنامج الخماسي 2005 - 2009. وأشار غول إلى أن برنامج الخماسي المقبل، سيمكن من إجراء تسعة آلاف عملية تكوين تهدف الوزارة من خلالها إلى إدخال 50 تقنية جديدة في مجال إنشاء الطرق والمنشآت الفنية، لافتا إلى انه سيتم بدء العمل قريبا ببرنامج معلوماتي جديد على مستوى كل مديريات الأشغال العمومية، من شأنه أن يسهل سير العمل في مشاريع صيانة الطرق.