تفاقمت معاناة شباب قرية أحنيش ببلدية فريكات الواقعة على بعد 47 كلم أقصى جنوب غرب ولاية تيزي وزو، مع الواقع المرير، نتيجة الفقر المتفشي في أوساطهم الناجم عن البطالة الخانقة التي تلازم يومياتهم بسبب انعدام مشاريع تنموية وفرص عمل أو هياكل قاعدية تنتشلهم من الضياع ومختلف الآفات الاجتماعية التي تتربص بهم بسبب الفراغ القاتل الذي يتخبّطون فيه. وأكثر ما لفت انتباهنا هو خيبة الأمل واليأس الذي يعيشه خريجو الجامعات ومعاهد عليا ومتحصلون على شهادات في مختلف الاختصاصات، في حين طالب آخرون يشتغلون بمؤسسات اقتصادية ومديريات في إطار عقود ما قبل التشغيل بضرورة إدماجهم أو إيجاد حلّ لوضعيتهم، خصوصا أنّ أغلبهم أكّدوا أنهم يشغلون مناصب حسّاسة في البلديات ويمارسون عملهم منذ الساعات الأولى للصباح وطيلة اليوم، وكل أمل هؤلاء الشباب هو الظفر بمنصب عمل محترم. وطالب السكان السلطات المحلية بإيجاد البدائل المُرضية للحد من تداعيات الأزمة وانعكاساتها السلبية على شتى المناحي، للتخفيف من معاناتهم. من جانب آخر، أشار شباب آيت حنيش إلى انعدام المرافق الشبانية أو الرياضية وأبسط وسائل الترفيه واللعب والتثقيف لممارسة نشاطاتهم التي يرغبون فيها، حيث يقضون معظم أوقاتهم في المقاهي، كما يتخذ بعضهم حواف الطرقات ملاذا لهم ليقع هؤلاء الشباب في فخ الآفات كتعاطي المخدرات والسرقة، نتيجة غياب المرافق الترفيهية والرياضية، فالمشاريع التنموية التي أدرجت على مستوى البلدية تعرف تأخرا فادحا في أشغال الإنجاز خاصة مشروع إنجاز مساكن اجتماعية بالرغم من الأزمة التي يعاني منها المواطنون لاسيما بعد العراقيل العديدة التي وقفت أمامهم في تجسيد مشاريع مساعدات البناء الريفي والمتعلقة بصعوبة استخراج وثيقة عقود الملكية التي تعدّ شرطا ضروريا للاستفادة من المساعدات التي منحتها الدولة. وقصد فكّ العزلة عنهم، يطالب هؤلاء من المنتخبين المحليين ومن الجهات المعنية ضرورة التدخل العاجل وتخصيص مشاريع تنموية لتدارك العجز بدءا بتعبيد الطرقات والمسالك الداخلية، وربط منازلهم بشبكة الصرف الصحي، كما يناشدون بالتفات المسؤولين إلى منطقتهم لوضع مخطط لها وجعلها ضمن اهتماماتهم، لتستفيد من البرامج المختلفة لدفع عجلة التنمية بها من أجل إخراجهم من دائرة البؤس والحرمان التي يعيشونها منذ عدّة سنوات، مضيفين أنّ غياب وسائل النقل زادتها صعوبة، وأنّ النقل كما هو معروف شريان الحياة ناهيك عن مشكل الصحة الذي تفتقر إليه القرى المعنية الأمر الذي يجبرهم على التنقل للمناطق المجاورة للتداوي في ظل غياب وسائل النقل. من جهة أخرى وفي هذا المجال أكّد بعض السكان في تصريحاتهم للشروق حرمانهم من الغاز الطبيعي، وهي مشكلة قديمة يُعاد طرحها في كل مرة، بحيث يطالبون بربطهم بالغاز الطبيعي وتزويدهم بهذه المادة الحيوية. ويبقى الهاجس الأكبر للسكان معاناتهم مع قارورة غاز البوتان التي أرهقت كاهلهم، بحيث يصل سعر القارورة الواحدة في عزّ فصل الشتاء إلى 500 دج، وفي حديث لأحد السكان أكد أن "هذا الأمر أصبح يثير حفيظتهم خاصة في فصل الشتاء حيث تبرز قساوة الطبيعة". كما اشتكى السكان من غياب الإنارة العمومية، حيث عبّر المواطنون عن المعاناة التي يعيشونها يوميا بسببها، وباتوا لا يغادرون منازلهم خاصة في الفترات المسائية بسبب الظلام الدامس الذي تعرفه بعض قرى بلدية فريكات.