أفاد رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين يوسف طلفاط أمس عن توقف 35 في المائة من الخبازين عن النشاط على المستوى الوطني منذ جانفي الماضي، بسبب غلاء أسعار المواد الأولية، وكذا إجراءات الرقابة والتفتيش التي تقوم بها المصالح التابعة لوزارة التجارة، التي أفضت إلى فرض غرامات مالية ثقيلة على مرتكبي المخالفات. * وأكد مسؤول اتحادية الخبازين في تصريح ل "الشروق" أن إجراءات التفتيش الصارمة التي يخضع لها الخبازون، أفضت إلى إغلاق ما لا يقل عن 35 % من محل خاص بتحضير الخبز، وهو ما تسبب في أزمة حادة عبر كثير من الولايات من بينها قسنطينة ومعسكر ووادي سوف، بالنظر إلى الغرامات المالية الثقيلة التي فرضت على كل متجر لا يحترم قواعد النظافة وشروط العمل، وهي عقوبات اعتبرها مسؤول النقابة مبالغ فيها، رافضا أن يتم تعريض الخباز إلى غرامة مالية لا تقل عن 30 مليون سنتيم لسبب عدم ارتدائه المئزر مثلا. * وتسبب غلاء أسعار المواد الأولية المستخدمة في تحضير الخبز، مقابل عدم ارتفاع سعر هذه المادة التي تشكل الغذاء الأساسي للجزائريين، في توقف العديد من الخبازين عن النشاط، بدليل تراجع عددهم الإجمالي من 17 ألف خباز سنة 2007، إلى 14500 خباز فقط عند بداية السنة الحالية، وفي هذا السياق ندد رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين طلفاط يوسف بشدة بصمت السلطات العمومية تجاه وضعية هذا النشاط الذي أخذ في التراجع منذ بضعة سنوات، مقابل اهتمامها بارتفاع أسعار الخضر والفواكه واللحوم خصوصا حينما يتزامن الظرف مع اقتراب شهر رمضان. * كما تسبب الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي خصوصا في المناطق الداخلية، إلى بروز ندرة في مادة الخبز، وهو ما كبد الخبازين خسائر فادحة حسب تأكيد يوسف طلفاط، الذي أفاد بأن انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعة واحدة فقط، يكبد الخباز خسارة لا تقل عن 7500 دج، وهي القضية التي تم طرحها على مصالح سونلغاز مؤخرا، التي وعدت بإحالة الملف على وزارة الطاقة، وكانت سونلغاز وعدت بدورها الخبازين السنة الماضية بتعويضهم عن الخسائر الناجمة عن انقطاع الكهرباء، إلى جانب تزويدهم بمولدات كهربائية مجانا، دون أن تجسد ذلك على أرض الواقع. * ويرجع رئيس اتحادية الخبازين انتشار تجارة الخبز على الأرصفة، إلى التضييق الممارس على الخبازين وكذا العقوبات المشددة التي يخضعون لها، وهو ما أدى بالكثيرين إلى تجميد سجلهم التجاري، مقابل الاستمرار في النشاط بصورة غير شرعية، عن طريق صناعة الخبز ليلا وبيعه صباحا على الأرصفة وفي الأسواق. ويتوقع ممثل اتحادية الخبازين أن يواصل 50 في المائة فقط من الخبازين نشاطهم خلال شهر رمضان القادم، بسبب تزامن الفترة مع موسم العطل، فضلا عن تراجع استهلاك هذه المادة في رمضان مقارنة بالأيام العادية.