يكفينا فخرا بالأخضر حمينة الذي حصد ذهبية "كان" أكدت الممثلة الأردنية صبا مبارك في لقاء خاص جمعها بالشروق اليومي أثناء تواجدها بالقاهرة أنها حريصة على مشاركة المتفرج العربي طقوسه الرمضانية، حيث نزعت رداء ملكة سبأ الأميرة بلقيس لترتدي عباءة الأم الحنونة في مسلسل "وراء الشمس" وتناضل في وجه الكيان الصهيوني في "أنا القدس"، وفي حديثها مع الشروق أبدت صبا إعجابها الكبير بصاحبة رائعة "ذاكرة الجسد" الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، وصاحب سعفة كان الذهبية الأخضر حمينة، منتظرة الفرصة السانحة للمشاركة في عمل جزائري مميز وباللهجة الجزائرية. * كان لك حضور قوي رمضان الماضي في المسلسل التاريخي "بلقيس"، إلى أي حد أنت راضية عن أدائك لهذه الشخصية الأسطورية؟ * من يقول أنه راض عن العمل الذي يقدمه يكون كاذبا، المشكلة أنني أقسى حاكم في التقييم على نفسي، بلا شك أنني بذلت مجهودا عاليا لأداء الدور، لأن الأدوار التاريخية من الأدوار الصعبة فهي وثيقة تاريخية خصوصا مرجعيتها، كما أن بلقيس شخصية مهمة جدا فقد لقبت بالأسطورة والميثيولوجيا والتاريخ ولها علاقة بالثقافة الإسلامية ومذكورة في القرآن، وقبل التصوير جمعنا كل الروايات التي تناولت حياة بلقيس حتى نختار الرواية المناسبة للاشتغال عليها، وفي ظل كل هذه الظروف كنت دائما أحاول دائما تقديم دور في المستوى وانشاء الله أكون وفقت فيه. * * أي دور تحلمين بأدائه بعد بلقيس؟ * حلمي الآخر هو المجاهدة اللبنانية سناء محيدلي، وأنا أعكف حاليا على جمع الوثائق المتعلقة بهذه الشخصية، لكن المشكلة هو دخول المشروع الحيز التنفيذي، لأنها من الشخصيات التي لا تجد أناسا يتحمسون لها، بسبب خطورة الموضوع سياسيا وتحديدا في الوقت الحالي، بالإضافة إلى مخاوف التسويق لمثل هذه الأعمال، ولكنني مصرة على لعب هذا الدور خاصة بعدما شاهدت صور سناء ولاحظت الشبه الفيزيائي بيننا. * * سجلت حضورا مميزا في مسلسل "الاجتياح" مع المخرج التونسي شوقي الماجري، الذي حاز على جائزة الايمي الدولية، حدثينا عن هذه التجربة؟ * ليس غريبا على شوقي أن يتناول مثل هذه المواضيع المهمة والخطيرة، فالعمل الفني بالنسبة له ليس مجرد وسيلة ترفيه، وإنما مشروعا من شأنه تغيير وجهة نظر المجتمع المختلفة، وهو ما يقوم به شوقي الذي رصد نفسه لإنجاز سلسلة من المشاريع حول القضية الفلسطينية، وأعماله كلها شجاعة * * لعبت دورا مميزا في مسلسل "الكواسر" مع المخرج السوري نجدة أنزور إلا أننا لم نرك مجداد في أعماله، ألم يعرض عليك المشاركة معه في مسلسل "ذاكرة الجسد"؟ * "ذاكرة الجسد" من الروايات الضخمة والمهمة في الأدب العربي، وأحلام مستغانمي كاتبة مهمة جدا وأحبها كثيرا، وقد فرحت كثيرا عندما سمعت أن نجدة اختار ممثلة جزائرية لأداء دور البطولة، وهذا هو المنطقي، لأن الرواية تحكي عن تاريخ الثورة الجزائرية وعن غربة المواطن العربي الجزائري في فرنسا، كما أن الجزائر أنجبت مبدعين كبار سواء في الغناء أو في الأدب أو في السينما، ويكفينا فخرا بالأخضر حمينة الذي حصد سعفة "كان" الذهبية، ويجب على المخرجين أن يعطوا الفرصة للممثلين الجزائريين، باب التعاون مفتوح طبعا وأنا على أتم الاستعداد للمشاركة في أي عمل جزائري المهم أن يكون الدور مناسبا، كل ما هنالك أنه وكما تعرفين عندنا جداول عمل لها علاقة بموسم رمضان وسوق الأعمال. * * أفهم من كلامك أنه ليس لديك مانع في المشاركة في عمل جزائري؟ * ليست لدي مشكلة على الاطلاق، بل على العكس، فأول فيلم سينمائي شاركت فيه، صورناه في تونس ومثلت باللهجة التونسية وتكلمت اللغة الفرنسية، وكانت تلك أول مرة أتكلم فيها فرنسية، وكانت مغامرة جميلة خاصة وأنه ليست لدي مشاكل بالنسبة للهجات وتعلم اللغات الأخرى، فالمهم بالنسبة لي هو الموضوع وليس مكانه. * * عرفت الساحة الفنية العربية انتشارا كبيرا للدراما التركية التي تتهافت عليها الفضائيات العربية، ما تقييمك لهذه الأعمال؟ * مملة.. أرى أن معظم هذه المسلسلات حتى لا أظلمها كلها تافهة وأنا شخصيا لا أحب الأعمال التي تفوق الثلاثين حلقة، صحيح أننا نقوم بأعمال من 30 حلقة، ولكنها تكون في رمضان فقط، والمسلسل التركي يتعدى ال100 حلقة، ويحكي غالبا عن نفس الموضوع، لكن هذا لا يعني أن كل المسلسلات التركية مملة، مع الاشادة بمسلسل "وادي الذئاب" الذي يتناول القضية الفلسطينية وإسرائيل والماصونية والصهيونية. * * بعد رائعة "بلقيس" بما ستتحف صبا جمهورها رمضان القادم؟ * أشارك بعملين في رمضان هذا العام، "وراء الشمس" للمخرج سمير حسين تمثيل بسام كوسا، باسل خياط ومنى واصف، يحكي المسلسل عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عمل مهم جدا لأنه يتناول موضوعا غير مألوفا عندنا في الدراما العربية، ويكشف أحقية هذا العالم في العيش كأناس طبيعيين، وألا ننظر إليهم على أساس أنهم أناس معاقين، والعمل الثاني يحمل عنوان "أنا القدس" للمخرج باسل الخطيب. * * المتتبع للانتاج الرمضاني في السنوات الماضية يلاحظ التراجع الكبير للأعمال التاريخية، ما السبب في ذلك؟ * أنا شخصيا أحب التنوع في الأعمال، حتى نلبي ذوق الجمهور العربي ونعطيه الحرية في اختيار المادة التي تهتمه، ولا أحب الأعمال التي تتحول إلى موضة لأن الموضة تنتهي، فهناك أناس يحبون الوثيقة التاريخية ويتابعونها، وأناسي يحبون العمل الشعبي المتعلق بالبيئة كالبيئة الشامية أو المغاربية، وشريحة أخرى من الناس تحب المواضيع الاجتماعية التي لها علاقة بالوقت المعاصر وآخرون يفضلون الأعمال السياسية والتي لها علاقة بالوطن.