تصوير : الشروق اليومي جمال سليمان ضحى بأعمال وأموال كثيرة من أجل "ذاكرة الجسد" سوق الممثلات العربيات محكوم ب "قانون التنازلات"، واخترت بوشوشة لأنها تشبهني في آخر محطة من مسلسل "ذاكرة الجسد" نزل فريق المخرج السوري نجدت أنزور بأبطاله الكبار مدينة الصخر العتيق، مرفوقين بصاحبة الرائعة أحلام مستغانمي التي ترعى العمل و تتابعه على المباشر قبل أن يشاهده الملايين من العرب، لتنقل إلى قراء "الشروق" عبر هذا الحوار محطات حساسة من هذا العمل الدرامي الضخم. * "ذاكرة الجسد".. من الرواية إلى الدراما؟ * منذ إطلاق العمل خضت الكثير من المعارك، وقضيت أكثر من خمس سنوات كاملة في الدفاع عن هذا المشروع الذي هو في الأصل جزء لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية الجزائرية * لماذا كل هذه المعارك؟ * هي في الحقيقة معارك كبيرة، منها أن إحدى شركات الإنتاج الأردنية قامت بشراء حقوق تسجيل هذه الرواية في شكل حلقات تلفزيونية، فوقفت بقبضة من حديد ضد السيناريو الذي أساء كثيرا لتاريخ الجزائر وشعبها العظيم، انطلاقا من إيماني بأن "ذاكرة الجسد" ليست ذاكرتي الخاصة وإنما هي ذاكرة الجزائر وتاريخ شعبها. * * بعد غياب يعتبره البعض طويلا تعودين اليوم إلى قسنطينة.. كيف وجدت الحبيبة؟ * آخر زيارة قادتني لمدينتي تعود إلى سبع سنوات، وعدت اليوم وأنا متلهفة للسير في أزقتها ومشاهدة بناياتها العريقة وجسورها المعلقة، ورافقني هذه المرة ابني وليد المقيم في لندن، ولا يمكنكم تصور سعادته بزيارة قسنطينة، لكن المؤسف حقا أنني وجدتها على حالها ولم يتغير منها شيئا انطلاقا من المطار ووصولا إلى فندق "سيرتا" الذي يفتقد لأبسط الضروريات، وأنتم تحسون كما أحس بالحرارة الشديدة في بهوه لانعدام مكيفات الهواء. وهو ما أحرجني أمام الضيوف الذين استقدمتهم من مختلف البلدان العربية لتصوير مشاهد "ذاكرة الجسد". * * لكن العديد من المشاريع ستنجز بهذه المدينة؟ * في آخر زيارة لي لقسنطينة وعدني الوالي وقتها بتغيير وجه المدينة وتهيئة هياكل الاستقبال، وإنجاز مشروع فندق ضخم بقيمة هذه المدينة العريقة، والمؤسف أنه بعد سبع سنوات وجدت دار لقمان على حالها، وهو شيء لا يشرف مدينة العلم والعلماء، واعتبر أن عودتي إليها في كل مرة هو رد لجميلها ورد لجميل الجزائر، التي أجد فيها شخصيتي الحقيقية، وأشتاق كثيرا لأهلها ولهجتهم المتميزة وعاداتهم وتقاليدهم. * * هل لنا أن نعود لمسلسل "ذاكرة الجسد"؟ * المسلسل تحصل على شهرة كبيرة، وقبل أن ينتهي فريق العمل من تصويره تهاطلت عليه العروض من مختلف القنوات التلفزيونية والفضائيات العربية سعيا للحصول على حقوق بثه، التي تنفرد بها قناة أبوظبي والتلفزيون الجزائري حصريا، خلال شهر رمضان الكريم. * * هل تدخلت في اختيار أبطال المسلسل؟ * كنت متحمسة جدا لترشيح النجم العربي الأستاذ جمال سليمان لأداء دور البطولة، وأعتبر ذلك مكسبا حقيقيا للمسلسل، خاصة وأنه ضحى بالكثير من الأعمال الأخرى والمكاسب المادية وفضٌل عليها "ذاكرة الجسد" حبا في الجزائر وشعبها، وشخصيا رشحت الفنانة الجزائرية آمال بوشوشة، وكنا جد متخوفين من هاجس اللهجة بحكم إقامتها في باريس وعدم إتقانها وتحكمها في اللغة العربية بالشكل الجيد، لكن الحمد لله بعد أن شرعنا فعليا في التسجيل والتصوير تفاجأنا بتجاوبها وأدائها الرائع لدورها الذي سيكون مفاجأة حقيقية. * * هل لك أن تكشفي حصريا ل "الشروق" جانبا من هذه المفاجآت؟ * سيكتشف المشاهد موهبة هذه الممثلة العربية الشابة، والتي تؤدي دورا بطوليا تمزج فيه بين الغناء والتمثيل، ببساطة المرأة الجزائرية الأصيلة، باللغة العربية الفصحى المبسٌطة، وأظن أن آمال بوشوشة استمدت كل هذا من أصالتها كابنة للأوراس الأشم. * * إذن أنت تتوقعين لها أن تكون نجمة عربية ساطعة بعد هذا العمل؟ * بالتأكيد، ولو لم أعط الفرصة لها في هذا العمل الكبير لما صمدت أمال بوشوشة، في ظل زحمة الممثلات العربيات من مصر وسوريا وتونس وغيرهن، لأن سوق الممثلات العربيات محكوم ب "قانون التنازلات"، و فضلت اختيار بوشوشة لدور البطلة عن باقي الممثلات، لوجود شبه كبير داخلي ونفسي بين شخصيتي وشخصيتها البسيطة. * * هل تفكر صاحبة "ذاكرة الجسد" في مشاريع فنية أخرى؟ * لدي العديد من المشاريع الكبرى مع الممثلة الواعدة آمال بوشوشة، وهي أعمال ذات مستوى عالمي، وكم يؤلمني كثيرا أن تملك الجزائر طاقات ومواهب عالية المستوى لا تنتج عملا واحدا يرقى إلى مصاف الأعمال العربية الأخرى، نحن نستهلك كل شيء يأتينا من المشرق، لكن لا أحد من المصريين أو السوريين يعرف عن ثقافتنا شيئا. * * ماذا تنتظر مستغانمي من مسلسل ذاكرة الجسد؟ * صدقني أنه وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجمهور العربي العريض شهر رمضان لمشاهدة تفاصيل المسلسل، فإنني شخصيا أنتظر حلول هذا الشهر الكريم لأداء فرائضي الدينية، وأدعو الله أن يمنحني القدرة على حسن الصيام والقيام، ويبقى المسلسل في آخر اهتماماتي. * * هل من إضافة؟ * أنا لست في حاجة للمال ولا للشهرة ولا أبحث عن الوجاهة، وكل ما أريده في حياتي هو أن يوفقني الله لإنجاز أعمال تخدم بلدي والقضايا العربية، والحمد لله الذي مكنني من قطع أشواط كبيرة في هذا المجال.