تضع مختلف مديريات مراكز التوجيه بشتى الولايات آخر الرتوشات في عملية أشبه بالتحقيق في أسباب التفوق الطاغي للبنات في شهادة البكالوريا بالخصوص والتي تجلت في النسخة الأخيرة من شهادة البكالوريا، * حيث لم تكتف البنات بحصد ثلثي مقاعد التفوّق بنسبة قاربت 65 بالمئة، وإنما حصدن المراكز الأولى بالمعدلات الكبيرة التي كانت للبنات بعد أن كانت المقدمة والرتب الأولى دائما للذكور.. وكانت وزارة التربية قد راسلت مديري مراكز التوجيه، وطلبت منهم تقريرا يشرح أسباب هذه القوامة التي تتضاعف من سنة إلى أخرى، وبقدر ما أثلجت صدور البعض باهتمام البنات بالدراسة فإنها حيّرت الآخرين بسبب تدهور الأداء الذكوري.. وسيكون التقرير جاهزا خلال بداية شهر سبتمبر أي قبل الدخول المدرسي القادم.. ويشارك في الدراسة في كل ولاية نفسانيون ومختصون في علم الاجتماع والإحصاء ومن أصحاب الخبرة الطويلة لأن الظاهرة في البداية كانت تعني الولايات الكبرى فقط مثل العاصمة وقسنطينة ووهران، ولكنها الآن صارت عامة وتعني كل المناطق الريفية والقرى الجبلية النائية.. ورفض مدراء مراكز التوجيه إلصاق المونديال بهذه الظاهرة لأن الاهتمام بكأس العالم وبانتصارات الخضر خلال الموسم الدراسي السابق شمل البنات مثل الذكور وربما أكثر، وحتى الإحصائيات المختلفة لا تعطي القوامة العددية للنساء على الرجال بالشكل الذي يتخيله البعض، كما أكد على ذلك السيد حميد زيدوني المدير المكلف بالمحاسبة الوطنية في الديوان الوطني للإحصاء في منتدى سابق للشروق اليومي.. حيث أن القوامة العددية هي دائما للرجال في مختلف الإحصاءات رغم أن الرجل كان الأكثر تعرضا للإبادة في العهد الاستعماري والأكثر تعرضا للإبادة في زمن الإرهاب وأيضا في مختلف الحوادث القاتلة ومنها حوادث المرور.. وهو الأكثر طلبا للهجرة ومع ذلك بقي الرجال أكثر عددا، ولم نسجل إلا في إحصاءين منذ الاستقلال التفوق النسائي على الرجال وبنسب صفرية لا يمكن أن نعلق عليها هذا التفوق الذي أصبح ظاهرة حقيقية تحتاج للدراسة التي لا يجب أن تتوقف عند الدراسة النظرية فقط، وإنما يجب محاولة فك طلاسمها حتى لا تتعقد الأمور أكثر لأن الظاهرة شملت الآن كل الأطوار الدراسية بما فيها الابتدائي والجامعي، والمشكلة ليس التفوق النسائي وإنما التراجع الذكوري المخيف.. وتنوي مديرية التعليم الثانوي والتقني في وزارة التربية الوطنية التنسيق مع عدة مديريات ووزارات مختلفة لأجل الاستفادة من هذه الدراسة خلال الموسم القادم لتفادي أي تعقيدات بالنسبة للذكور مع المحافظة على التطور الأنثوي وتفوق الجنس اللطيف الذي يجب تثمينه.