لم أرغب أن يحضر رمضان وجيبي فارغ كعقلي! إذ أني قبل تسعة أشهر أجريت عملية جراحية على المعدة بسبب قرحة! وطلبت قبل ذلك من الجراح أن يستأصل لي ثلثي المعدة! ولما سألني عن السبب..! بطل العجب! قلت له: يا دكتور: بماذا تريدني أن أملأها!؟ فأنا لا أشبع كرشي!.. ولهذا كدت أن أخلي عرشي! : الفقر إما أن يوصل إلى الانتحار أو الجريمة ! وأنا لا أريد أن أصبح مجرما ولا أن أموت كلبا!.. وافقني وفعل ما طلبته! ثم قلت له أني أتمنى أن أجري عملية مماثلة لكل أفراد أسرتي وهذا لتقليل الاستهلاك في رمضان وغير رمضان! بل أني فكرت في مسألة في غاية الأهمية: الناس يبيعون كلاهم..! فلماذا لا أبيع أنا جزء من معدتي! »ما عندي ما ندير بها«!.. في الوقت الذي لا تكفي بعض البطون أصحابها!. أكيد أن البعض يبحث عن توسيع في المعدة لاستيعاب »متطلبات العصر«!. لم يواف على التو وإنما رد علي: إن شاء الله، أن شاء الله! عندما تتقرح معدة أفراد أسترك..وهذا حتما سيكون بفعل أكل »الخبيزة« الحارة (تيبي)..على مدار العام! (قلت مرة لزوجتي عندما مللت أكل هذه الحشيشة..التي تتعب لأجل طهيها بالثوم والماء والزيت والفلفل الحار الذي نحصل عليه من عند العائلة التي تفلح الفلفل والثوم والبصل والزيتون!.. قلت له: لماذا تتعبين نفسك لأجلي.. من ألأحسن أن تشتري حبلا وتربطينني في الحقل حيث تنبث الخبيزة وأرعى منها ما أشاء!). هكذا، بقيت أنا الوحيد بثلث معدة في العائلة.. بينما الآخرون كاملي المعدات (الحربية!).. يأكلون ما يشاءون!.. أولنقل..يأكلون ما يجدون! أما أنا فمشكلتي هي أن بقدر ما صرت آكلا قليلا... ونقص وزني بمقدار ما نقص من المعدة أي الثلثين.. فقد صرت أطلب الأكل كل ثلاث ساعات: قليلا من الأكل ولكن بطريقة مسمرة! (أتذكر هنا مثلا انجليزيا يقولLittle and often fills the purce. ( (القليل المستمر يملأ الكيس!)، لهذا تخلصت من رمضان بفتوى على المقاس: آكل كلما جعت.. ولا أرد! لهذا فلا مشكلة لي مع رمضان.. لأنه شهر التوبة والغفران أعاده الله علينا كل شهر!.. قولوا آمين!.. وإلا..أنتم عندكم بطون كاملة المقاسات؟..