أبدى سكان حي المبارك الشعبي الواقع ببلدية الأربعاء (البليدة) تذمرهم الشديد جراء الحالة المزرية التي آل إليها الحي في السنوات الأخيرة، حيث أضحت المنطقة مجرد تجمع سكني تغيب فيه كل أشكال وصور الحياة الكريمة التي نراها في كل الأحياء السكنية الأخرى. وقد عد المواطنون هناك عدة مشاكل جعلت من حياتهم كابوسا حقيقيا يطاردهم منذ فترة طويلة تجاوزت العشرين سنة من الزمن، ولم يستطع أي مسؤول من المسؤولين المحليين الذين تعاقبوا على كرسي المسؤولية على مستوى البلدية أو الدائرة أو حتى الولاية، أن ينقذ حيهم من حالة التخلف والشقاء الشديدتين، فأول العقبات التي تواجه هؤلاء -يقول السكان- هي مشكل انعدام شبكة الصرف الصحي، مما اضطرهم إلى الاعتماد على طرق الردم التقليدية للفضلات، حيث أصبحت هذه الحفر مع مرور السنوات غير قادرة على استيعاب كميات إضافية من الفضلات والمياه القذرة، وخاصة أن الحي شهد في الآونة الأخيرة تزايدا سكانيا محسوسا، هذه الحال جعلت من المكان مركز تجمع لكل أنواع الحشرات الضارة والمزعجة وعلى رأسها حشرة البعوض والذباب، بالإضافة إلى الصراصير والجرذان التي تشكل خطرا حقيقيا على السكان، بسبب ما تحمله من أمراض وبائية خطيرة دون نسيان الروائح الكريهة غير المطاقة المنبعثة من هته الحفر التي تزيد حدتها مع حلول الفترة الليلية، بحيث تحرم المواطنين هناك من النوم بشكل مريح . وما زاد الطين بلة بحي المبارك هو افتقاده لطرق محترمة، فما تحتويه المنطقة هو عدد من المسالك الترابية الضيقة التي لا تصلح للسير لا في الشتاء ولا في الصيف، والمار بها يلزمه اقتناء الجزمات البلاستيكية مع تساقط الأمطار كالتي شهدتها في نهاية الأسبوع الماضية حيث غمرت البرك المائية والأوحال التجمعات السكنية كلها ومنعت السكان من الدخول أو الخروج من بيوتهم، مما اضطرهم الأمر إلى الاستعانة بجذوع الأشجار والصخور من أجل المرور من مكان إلى آخر، وإذا انتهى مشكل الأوحال والبرك عقبه مشكل انتشار الأتربة والغبار الكثيف في الأيام الحارة التي توحي لزائر الحي أنه في إحدى المناطق الصحراوية القاحلة، ناهيك عن شبه غياب وسائل النقل، وما توفر منها فهو مهترئ وغير صالح لبني البشر ولا حتى لنقل الحيوانات، ولم تحرك المديرية الوصية ساكنا للقضاء على هته الحافلات القديمة التي تشكل خطرا دائما على راكبيها، واستبدالها بحافلات محترمة تسمح بالقضاء على العزلة الشديدة المضروبة على الحي . هذا الديكور المخزي المملوء بصور المعاناة والتهميش "المتعمد" منطرف المسؤولين جعل حي المبارك يشهد أرقى مراحل تخلفه وبؤسه منذ نشأته، في ظل توفر كل الإمكانات التي تمكن من الخروج من دائرة التخلف، والتي ستولد لا محالة انفجارا سكانيا عظيما لا يحمد عقباه.