حالة من الرعب لا مثيل لها عاشها صحفيا الشروق المتواجدان بإفريقيا الوسطى لتغطية مباراة المنتخب الوطني ونظيره المحلي المقررة الأحد المقبل ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، حيث وفي الوقت الذي كانا فيه أمام باب الفندق الذي سيقيم فيه الخضر لدى وصولهم الجمعة المقبل إلى بانغي من أجل أخذ صورة خارجية عنه، فوجئا بقوات الأمن التي راحت تسحب منهما آلة التصوير وتتهمهما بتصوير أحد القصور الرئاسية المتواجدة في ضواحي الفندق، قبل أن يوجه لهما الشرطي الذي ضبطهما تهمة التجسس على لاعبي منتخب بلاده لما رأى على الآلة صور الصحفيين رفقة مجموعة من اللاعبين المحترفين لمنتخب إفريقيا الوسطى تنقلوا معهما يوم الإثنين في نفس الرحلة من الدارالبيضاء المغربية، ورغم توسل الصحفيين لهما وتأكيدهما أنهما لم يصورا شيئا، بل باب الفندق وصور اللاعبين في مطار الدارالبيضاء وداخل الطائرة عادية جدا، إلا أن قوات الأمن حرصت على ان العملية مدبرة منذ اللقاء الأول بين المغرب ومنتخب إفريقيا الوسطى بالدارالبيضاء . * الصحفيان في مركز الشرطة والقضية تأخذ أبعادا خطيرة * ومباشرة بعد القبض على الزميلين حولا إلى مركز الشرطة للعاصمة، حيث خضعا للمساءلة، كما طلب منهما معلومات مفصلة عما جاءا من أجله والسر وراء تلك الصور، قبل أن يحولا إلى مكتب المحافظ الذي راح يحول القضية إلى الجهات العليا، حيث أخذ الوثائق وآلة التصوير إلى وزارة الداخلية الكائنة بالقرب من المركز، فيما وضع الصحفيان في إحدى الزوايا وتحت حراسة مشددة من أعوان الأمن. * وفي الوقت الذي ظن الزميلان أن المسألة بسيطة والمحافظ سيطلق سراحهما، جاء هذا الأخير ليعلمهما بالمثول بسرعة أمام قاضي التحقيق، وفعلا اقتيد الزميلان إلى مكتب القاضي الذي استمع لأقوال الزميلين و لحسن الحظ أن أحد الأشخاص ممن تعرف عليهما الزميلان في الطائرة كان حاضرا بعد ما استنجدا به ليكون كشاهد في القضية، الرجل أكد للقاضي أن الصحفيين بريئان ولا يوجد أدنى نية للتآمر أو المساس باستقرار المنتخب، والصور مع اللاعبين كانت هي الأخرى برضى اللاعبين أنفسهم والذين ظلوا يتجاذبون أطراف الحديث معهما طيلة الرحلة، وهو الكلام الذي اقتنع به القاضي الذي أطلق سراحهما شريطة أن يقدما له ولمصالح الشرطة صور كل الوثائق التي تثبت أنهما صحفيان جاءا من أجل المباراة وبعدها سيقوم بالتحريات، وهو ما حدث فعلا، حيث توجه المحافظ وقوات الأمن مع الصحفيين إلى الفندق وهناك صوروا كل وثائق الزميلين وانصرفوا مؤكدين لهما أنه من الممكن أن يعودوا إليهما في أي لحظة طالما أن القضية تتطلب تحريات. * المواطنون يتعاطفون مع صحفيي الشروق * والحقيقة أن ليس المواطن الذي تدخل ليؤكد براءة الزميلين هو الوحيد الذي وقف بجانبهما، بل حتى بعض المواطنين الذين كانوا حاضرين لحظة القبض عليهما تدخلوا ليطلبوا من قوات الأمن العفو عنهما، لكن هؤلاء رفضوا وظلوا متمسكين بأخذهما إلى مركز الشرطة، لأن الأمر يتعلق بمؤامرة كبيرة ضد المنتخب والبلد، والأدهى أن لا أحد من المسؤولين الذين استنطقوا الزميلين على علم بأن المنتخب المحلي سيلعب مباراة أمام منتخب الجزائر يوم الأحد ولا أحد من لاعبي منتخب بلاده في معسكر حاليا تحسبا للمباراة. * السلطات الجزائرية تتدخل * من جهتها وفور إبلاغها من طرف إدارة الشروق بحيثيات ما حدث تدخلت السلطات العليا للبلاد لمعرفة ما حدث والدفاع عن الصحفيين، فتحركت وزارتا الإتصال والخارجية من خلال السفارة المكلفة بمتابعة منطقة إفريقيا الوسطى و لقضية أخذت مأخذ الجد. * * بعد حجج واهية وتحقيقات بوليسية * إطلاق سراح صحفيي الشروق بتدخل دبلوماسي بعد مساع حثيثة * * أطلق مساء أمس سراح بعثة الشروق المتواجدة في عاصمة إفريقيا الوسطى بانغي بعد اعتقالهما لساعات وإحالتهما على التحقيق دون وجه حق ولحجج واهية ،اثر تدخل السلطات الجزائرية والمساعي الحثيثة التي بذلتها إدارة الشروق لإطلاق سراح صحفييها. * وكانت قوات الأمن قد اعتقلت صحفيي الشروق بلال وهاب وجمال أومدور اللذان حلا باكرا بالعاصمة بانغي في إطار إعداد سلسلة من التقارير حول المنافس المقبل للمنتخب الوطني والملعب الذي سيحتضن المباراة الثانية للخضر في تصفيات كأس إفريقيا 2012. * واتصلت إدارة الشروق بوزير الاتصال ناصر مهل الذي أبلغ التزامه بتوفير الدعم والحماية لبعثة الشروق من خلال التكفل بالاتصال بالسلك الدبلوماسي والجهات المخولة من اجل سلامة الصحفيين الجزائريين. * ومعلوم أن الجزائر لا تملك ممثلية قنصلية بإفريقيا الوسطى التي تشهد حالة لااستقرار منذ عقود خلت، حيث تخضع كل الشؤون الإدارية لولاية السفارة الجزائرية بالعاصمة الكونغولية برازافيل. * وأكد سفير الجزائر ببرازافيل اتصاله بوزيري الدفاع والخارجية لإفريقيا الوسطى اللذين أكدا بأن الصحفيين في حالة جيدة ولم يتعرضا لسوء، حيث تم التحقيق معهما بحجة تصوير القصر الرئاسي، ثم إطلاق سراحهما، متعهدين بتوفير كامل الحماية لهما. * من جهتهما، قال صحفيا الشروق انه تم تلفيق لهما تهم لا أساس لها من الصحة، وأنهما اكتفيا بتصوير لاعبي إفريقيا الوسطى وعدد من الشوارع وجوانب العيش في ضواحي العاصمة، خاصة وان حجز آلات التصوير اثبت بأنه لا وجود أساسا لهذه الصور، بل أن الأمن حاول إفراغ بقية ما التقطه الصحفيان لمحترفي المنتخب الذي يواجه الخضر في 10 اكتوبر بالعاصمة بانغي. * ووجهت تهم لصحفيي الشروق بالتآمر على منتخب بلادهم ونقل أسرارهم بحجة "التجسس" على منتخبهم قبيل مواجهة الخضر. * يشار إلى أن المنتخب الجزائري سيحل بالعاصمة بانغي يوم الجمعة 8 أكتوبر على أن يواجه يوم الأحد منتخب إفريقيا الوسطى. * * * * *