صورة لمبعوثي الشروق ابن أخي رئيس الجمهورية صديق بلماضي.. يتعاطف ويعشق الخضر يبدو أن المتاعب الكثيرة التي عاشتها بعثة الشروق إلى إفريقيا الوسطى والتي صنعت أيضا الحدث هنا ببانغي في الأيام الأخيرة ووصلت إلى حد نشر الخبر في الصحافة والإذاعة تسير في طريق الإنفراج والحل بفضل التدخل السريع لسلطات البلاد بفضل البعثة الدبلوماسية المتواجدة بكينشاسا، حيث اتصل سفيرنا هناك بالسلطات العليا لإفريقيا الوسطى والتي بدورها اتصلت بالجهات الأمنية لتطالب بالإسراع في حل هذا المشكل الذي بدأ يتفاقم، سيما بعد وصوله إلى أعلى مستويات السلطة في الجزائر. * وكيل الجمهورية يزور الصحفيين ويبلغهما اعتذاراته * * وأولى بوادر انفراج القضية جاءت مساء أول أمس ليلا لما تنقل أحد رجال الأعمال الجزائريين وهوالسيد فارس خلاف المقيم هنا ببانغي منذ أربع سنوات صحبة وكيل الجمهورية الذي كانا قد مثلنا أمامه أول أمس إلى الفندق، حيث جلسنا للتحدث عن المشكل الذي وقع، وبالمناسبة قدم وكيل الجمهورية اعتذاراته للجهات الأمنية حول كل ما حدث، قائلا لنا "إن ما عشناه هو مجرد سوء تفاهم كان بالإمكان تفاديه لو قامت الجهات المعنية بضبط الأمور جدا قبل وصول البعثة الصحفية الجزائرية"، ومعلنا أن العلاقات بين البلدين كانت دوما جيدة ولا يمكن أن يؤثر ما حدث أول أمس على صفو تلك العلاقة، وبالمناسبة كشف لنا أن سفير الجزائر ببرازافيل اتصل شخصيا بالجهات العليا بالبلاد لإبلاغه بانشغالاته وانشغالات كل السلطات العليا في الجزائر حول ما حدث لنا، معلنا عن تمنياته لنا ولكل البعثة الجزائية التي ستحضر إلى بانغي بإقامة طيبة، طالبا منا فقط إبلاغ السلطات في الجزائر ومسؤولي الجريدة بنهاية الأزمة. * * محافظ الأمن العام يزورنا في الفندق * * وفي الوقت الذي كنا نعتقد فيه أن المسألة انتهت كلية والأمور حسمت، تفاجأنا صباح أمس بزيارة أخرى مفاجئة لمحافظ الأمن العام للمدينة المكلف التحريات والنزاعات، حيث حرص من جهته على التأكيد أن ما حدث خطأ فادح ارتكب من طرف الجهات الأمنية الأخرى التي كان عليها - كما قال لنا - أن تتصل به أولا قبل أن تحول القضية إلى قاضي التحقيق، فهو المختص الأول في مثل هذه القضايا الأمنية، طالبا منا عدم الخوف أوالانزعاج، وما علينا سوى مواصلة عملنا دون إحراج وكل المسؤولين يعملون من الآن فصاعدا على تسهيل مهامنا، وأشار المسؤول ذاته إلى أن الجهات الدبلوماسية تحركت بقوة في الساعات الأخيرة لحسم الموضوع والعفوعن الصحفيين. * * مستشار الرئيس المكلف بالرياضة يعتذر أيضا * * وفي نفس الصبيحة تلقينا أيضا زيارة مستشار رئيس البلاد المكلف بالرياضة، وهو في الواقع ابن أخي الرئيس، وقد كان لاعبا سابقا في عدة أندية أوروبية، سيما في فرنسا، فهو خريج مركز تكوين باريس سان جرمان بمعية جمال بلماضي ونيكولا أنيلكا الذي تربطهم علاقة وطيدة، قبل أن يتنقل للعب في بلجيكا في عدة أندية، ليعود بعدها إلى البلد بطلب من الوالد والعم رئيس الدولة، وهو المكلف رقم واحد بتحضير المباراة وتواجد المنتخب الجزائري هنا. * وأكد ضيفنا أنه كاد يفقد أعصابه لما سمع بخبر اعتقالنا من طرف الأمن، فعوض قيام السلطات بتسهيل المهمة لنا راحت تعتقلنا، وبالنسبة له - كما قال لنا - المباراة هي حدث تاريخي بالنسبة للبلد، حيث سيحضر إلى هنا أحد أكبر المنتخبات قاريا والمشارك في المونديال الأخير، وقال لنا أيضا إنه أبلغ الرئيس بخطورة ما حدث للصحفيين، مشيرا له أن تلك التصرفات تعني تخويف الزوار من المجيء إلى هنا عوض تشجيعهم، وأسماء لاعبين مثل يبدة، بلحاج، بوڤرة وعنتر لا يمكن أن نشاهدها سوى على الشاشة الصغيرة، ولا يمكن أن نهين صحفيين أجانب، واختتم كلامه بدعوتنا للتوجه إلى الملعب دون أي مشكل، والقضية بالنسبة له وللدولة طويت نهائيا، فمرحبا بالجزائر منتخبا وصحفيين. * * الرأي العام لا يتحدث إلا عن القضية * * ولأن البلد صغير ولا شيء يخفى عنه مما يحدث، فقد انتشر الخبر كسرعة البرق، حيث أكد لنا مواطنون هنا أن الإذاعة تحدثت عن الواقعة، والصحافة المكتوبة أيضا قدمت القضية على أنها خطيرة، ومثل هذه المشاكل - قالت الصحافة - لا تخدم سمعة البلد ولا المنتخب المدعو للتوجه إلى الجزائر لخوض مباراة الإياب، وقد يكون مصحوبا بجمع من الصحفيين، إذن من غير المعقول إهانة الصحفيين في بانغي. * * سفير الجزائر يتصل شخصيا بصحفيي الشروق * * تلقينا صباح أمس، ونحن في الفندق مكالمة هاتفية من سفيرنا ببرازافيل أحمد عبد الصدوق، حيث عبر لنا عن تضامنه المطلق معنا ومع الجريدة في هذا المشكل الذي عشناه في بانغي، سعادة السفير صرح لنا أنه لما تلقى المكالمة من الجهات العليا في الجزائر كاد يجن من شدة الغضب: "لو وجدت طائرة في تلك اللحظة لجئتكم، لكن فعلت المستحيل حتى أحل المشكل، والحمد لله السلطات في بانغي تدخلت وتداركت الموقف، وأعدكم بأن أكون معكم يوم السبت، حيث سألتحق وأطمئن عليكم وعلى راحة المنتخب الوطني هناك" قال لنا سعادة السفير، وهي نقطة تحسب له، وهو الذي لم يتوقف عن الاتصال بالجهات العليا لهذا البلد من أجل راحتنا.. فشكرا له.