بوعلام خوخي بلحاج بريء من هزيمة إفريقا الوسطى ولم يوّظف بشكل جيد مع الخضر علميا بلحاج يحتاج إلى مزيد من الوقت للتأقلم مع الأجواء القطرية وضع حدا لصمت طويل دام 12 عاما..قرر أن يبوح بأسراره للشروق لتكون البوابة الأولى نحو فك المقاطعة الإعلامية عبد العالي اردير الذي يشغل حاليا منصب مساعد المدرب الفرنسي برونو ميتسو في قيادة المنتخب القطري، يتحدث لأول مرة عن هواجس تطارد الجزائريين بعد أن اختارها محترفوها كملاذا لهم والكثير من الأمور التي تخص الكرتين الجزائرية والقطرية والقواسم المشتركة بينهما. * ملف قطر 2022 شرف لكل العرب ودعمه واجب * الفرق بين البطولتين القطرية والجزائرية كالفرق بين الهواية والاحتراف * وجود المغرب إلى جانبنا يبعث فينا التفاؤل بتحقيق التأهل لإفريقيا 2012 * * الجيل الحالي لا يعرف الكثيرعن عبد العالي اردير؟ * أنا رياضي وإطار متخرج من معهد تكنولوجية الرياضة بالجزائر، دربت العديد من الأندية بداية من شلغوم العيد مسقط رأسي وفريق مولودية قسنطينة واتحاد عين البيضاء الذي أشرفت عليه إلى غاية بلوغنا ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي ومولودية باتنة واتحاد بسكرة، قبل أن أنتقل في عام 98 لأشرف على ناد دبا الحصن في الدرجة الثانية بالدوري الإماراتي وبعدها نحو فريق رأس الخيمة ..بقيت في الإمارات ثلاثة مواسم لألتحق بقطر في 2002 والتي أنا متواجد بها إلى حد هذه اللحظة. * * وماهي المناصب التي تتقلدها في قطر؟ * قطر هي تحد آخر بالنسبة لي لقد انتقلت من الأندية إلى المنتخبات، فكانت البداية كمساعد لمنتخب الناشئين (أقل من 17 عاما) وبعده لمنتخب الشباب (أقل من 20 عاما) وفي 2004 أصبحت مساعدا للمدرب الفرنسي الشهير فليب تروسي في المنتخب الأولمبي وكذلك في المنتخب الأول، وكانت فرصة كبيرة لتنمية قدراتي ومذاك وأنا مساعد للمدرب الأول، وكذلك للمنتخب الأولمبي، وحاليا أشتغل كمساعد لمدرب المنتخب القطري الأول الذي يشرف عليه الفرنسي برونو ميتسو ومكلف بمتابعة المنتخبات المنافسة لقطر في كأس آسيا التي ستقام شهر جانفي المقبل بقطر (أوزبكستان، الكويت، الصين). * * في رأيك ما هو سر الصحوة التي تعيشها الكرة القطرية؟ * أعتقد بأن الأمر واضح، وهو الاعتماد على النجوم العالمية والخبرة الكبيرة وتوظيفها محليا، هذا الاحتكاك مع النجوم ساهم في رفع مستوى اللاعب القطري، يضاف إلى ذلك فإن النية الصادقة في العمل وتوفير بيئة مميزة مثل المنشآت القاعدية والتي تضاهي أو تفوق في الكثير من الأحيان تلك في أوروبا دون مبالغة. * * باعتبارك خبير بالكرة القطرية كيف تقيّم مستويات اللاعبين الجزائريين المتواجدين هناك؟ * أعتقد بأن الثلاثي الجزائري المتواجد بقطر متميز فقد أفاد فريقه واستفاد كذلك، فبلحاج هو واحد من ركائز السد، وكذلك الأمر لمنصوري في السيلية، بالإضافة إلى اللاعب الصاعد بوعلام خوخي في العربي والذي يسير بخطى ثابتة. * * نبدأ ببوعلام خوخي هناك حديث عن تجنيسه لصالح المنتخب القطري هل من توضيح؟ * خوخي لاعب مميز ويقدم مستويات كبيرة، وهو في سنه الصغير والمميز لعب للفريق الرديف باعتباره من مواليد سنة 90 وظفر بقدراته ومهاراته مكانا في الفريق الأول، أما بخصوص ما قيل عن تجنيسه فهذا غير وارد لأن اللوائح تقتضي إقامة اللاعب لمدة 5 سنوات بشكل دائم، وهو يقضي عامه الثاني فقط، إذن ليس بإمكانه اللعب لقطر في الوقت الحالي، أما لاحقا فالقرار الأخير يعود له. * * هناك جدل كبير أثير حول نذير بلحاج حيث جانبه الصواب باللعب في البطولة القطرية، وهو ما تسبب في تراجع مستواه..كيف تعلق على ذلك؟ * أنا قريب جدا من بلحاج وهو يلعب في أحد أقوى الأندية القطرية، بل أعاين تدريباته بشكل يومي، وهو يعمل جاهدا وعلى مستوى عال جدا، ولا أبالغ إذا قلت بأن بلحاج يضاعف من جرعات التدريب بالمقارنة مع زملائه ويجتهد كثيرا وكل ما قيل عن استعدادته البدنية لا أساس له من الصحة، أما بخصوص فريقه السد، فبلحاج لا يمكنه أن يصنع فريقا بنفسه، لكن أعتقد بأنه يحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل التأقلم، خاصة وأنه علميا يعاني من أثار فيزيولوجية بعد أن قدم من منطقة باردة ولعب في أجواء حارة لذلك فهو يحتاج إلى متسع من الوقت، لكن ذلك لم يضيّع شيئا من مهاراته الكروية. * * لكنه بدا ضعيفا مع المنتخب وهناك من اعتبره سبب الخسارة أمام إفريقيا الوسطى؟ * بلحاج ذهب ضحية سوء توظيف في المنتخب، خاصة وأن عهد اللعب مع المنتخب وفق خطة 3-5-2 نحو 4-1-4-1 وهو لاعب يمتاز بنزعة هجومية، فالأمر يختلف بين النادي والمنتخب على الرغم من أنه في السد يلعب كظهير أيسر لأن الضغوطات في المنتخب الوطني تختلف كثيرا عن النادي، بالإضافة إلى ذلك فإنه من الطبيعي أن كل لاعب عائد من كأس العالم ينخفض مستواه ولياقته لغياب التحفيز لذلك أرجو أن لا يظلم هذا اللاعب لأنه لاعب مميز. * * وبخصوص منصوري هل تعتبر أن قطر هي طريق نحو الاعتزال؟ * أعتقد بأنه لولا الإصابة التي لحقت بمنصوري لاعتبر قطعة أساسية في فريق السيلية بل إن المدرب الألماني الشهير شتليكي يعوّل عليه كثيرا، ويعتبره القائد الذي سيقدم الإضافة وأمامه سنوات أخرى للتألق في قطر أو خارجها. * * ترددت أنباء عن رغبة أندية قطرية في الظفر بخدمات مراد مغني هل من تأكيد؟ * كنت قبل شهر من الآن رفقة اللاعب الذي كان يقضي أيامه بالدوحة من أجل التأهيل وأنفي وجود أي عرض قطري، صحيح أن هناك عيون قطرية تترصده، لكن اللاعب غير جاهز والمعروف عن الأندية القطرية هو انتداب اللاعب الجاهز ولو أن الجميع يشيد بأخلاق اللاعب وفكره التكتيكي، بدوري أعتقد أن وجود مغني هذا الموسم بقطر مستعبد جدا. * * لونقارن بين البطولة القطرية والجزائرية من الأفضل؟ * أعتقد بأن كرة القدم في تطور مستمر، وهذا ما ينطبق على قطر، فهناك الكثير من النجوم في البطولة القطرية والامكانيات متوفرة، بالإضافة إلى أن معارف المدرب لاتتوقف في حدود ما اكتسبه فإنه يعتبر نفسه دائما في حالة تجديد أو رسكلة يتماشى والتطورات، وهذا هو الفرق الحاصل في البطولة الجزائرية وما نعيشه في قطر يمكن وصف الفرق بين البطولتين كالفرق بين الهواة والمحترفين. * * لو قمنا بمقارنة بسيطة بينك كمساعد للمدرب الأول للمنتخب القطري ومن يملك نفس المنصب في المنتخب الجزائري؟ * المدرب الجزائري لايزال يعتمد الأفكار القديمة ونحن نحاول دائما تطويرها هذا هو الفارق بيننا، كنت العام الماضي في اسي ميلان وقمت بدورة تكوينية لمدة شهرين تعرفت على طريقة التعامل مع اللاعب المحترف وكيفية تحضيره، عملت مع مدربين كبار مثل الأورغواياني فوساتي والفرنسيين ميتسو وتروسي وقمت بمعاينة الكثير من الأندية والمنتخبات مثل ريال مدريد ومارسيليا أما في بلادنا فالمدرب الجزائري لايتقدم ومعلوماته تبقى محدودة، والذي لا يتقدم سيتأخر حتما بكل تواضع فإن الآخرين يعيشون في عالم آخر والفرق هو كبين السماء والأرض. * * هل تؤمن فعلا بفكرة تراجع مستوى المنتخب الوطني؟ * من حيث النتائج صحيح فإن المنتخب تراجع، وهذا أمر منطقي للغاية، وهذا بسبب غياب الحافز لدى اللاعب الجزائري، فالتأهل لكأس العالم يختلف كثيرا عن التأهل لكأس إفريقيا واللعب في أدغال إفريقيا، وهذا ما يعتبره البعض غيابا للروح القتالية، لكن هناك مبعث للتفاؤل وهو تواجد المغرب إلى جانبنا في المجموعة، وهذا يجعلنا نؤمن بقدرات لاعبينا في العودة إلى مستواهم وتحقيق التأهل، لأني أدرك جيدا أن التأهل سيلعب بيننا وبين المنتخب المغربي. * * كنت ضمن الطاقم الفني للمنتخب القطري الأولمبي الذي واجه منتخبنا الأولمبي بالقليعة كيف ترى مستقبل المنتخب الجزائري في صيغة منتخب الآمال؟ * لقد عاينت من ذي قبل المنتخب المغربي ثم الجزائري وأعتقد أن الفارق كبير بين المنتخبين، فالمغرب أفضل بكثير ومنتخبنا يلزمه الكثير من العمل، وبالتالي فإن التصفيات ستكون صعبة للغاية إذا أردنا بلوغ لندن 2012. * * * بدون مجاملات، ماهي حظوظ قطر في تنظيم مونديال 2022؟ * بالنسبة لملف قطر 2022 هو شرف لنا جميعا كعرب، وعلينا بدون استثناء أن نقف إلى جانب هذا البلد كواجب لتدعيمه وأعتقد أنه من خلال كل ما بذل وما وفرته قطر يجعل حظوظها كبيرة جدا لتحقيق هذا الحلم، والبارز أن الامكانيات الحالية لقطر تجعلها كبلد متطور رياضيا من خلال استغلال التكنولوجيا بشكل إيجابي، فما بالك إذا تم تجسيد ما تم التخطيط له، سيكون أمرا في غاية الروعة..فقطر تملك ملاعب وبنى تحتية تضعها في مركز ريادي في منطقة الشرق الأوسط وحتى عالميا. * * الموضوع السابق يقودنا للحديث عن مستشفى اسبيتار والذي يعالج فيه اللاعبون الجزائريون هل ترى ذلك بالمفيد للاعب الجزائري؟ * اسبيتار ضمن أحد المستشفيات الخمسة التي اعتمدتها الفيفا ويتضمن خيرة الأطباء والخبراء عالميا، وهذا شرف لنا كعرب جميعا، الأمر الذي جعل الكثير من الفرق الكبرى والمنتخبات تحج هناك مثل اسي ميلان، ولازيو ورينجرس وغيرها، وأعتقد بأن هذه الأندية لم تكن لتقبل بإيفاد لاعبيها إلى قطر للعلاج لو لم تتأكد من قيمة هذا المشفى. * * هل هناك تفكير أو عروض للعودة للجزائر؟ * حاليا، أنا مرتاح بتواجدي في قطر أنا أقضي عامي الثاني عشر هنا، صحيح أن الجزائر تسري في وجداني، لكني في الوقت الحالي مقتنع بمواصلة العمل في منصبي، فلقد استطعت كثيرا أن أوسع معارفي أما مستقبلا فطموحي كبير للعودة من خلال المنتخب الوطني، وربما أنا في خدمة المنتخب بعيدا عن الجزائر أفضل من وجودي هناك. * * ماذا يقدم اردير للكرة الجزائرية من قطر؟ * كنت من قبل متحمس للعمل مع تروسي في القيادة الفنية للمنتخب الوطني في 2005، حينما أوشك على تدريب الخضر، لكن الأمور لم تسر إلى المأمول، لكن دائما في خدمة الكرة الجزائرية لقد كنت وراء برمجة العديد من المباريات الودية للمنتخبات الجزائرية بمختلف فئاتها منها الزيارة الأخيرة للمنتخب الأولمبي القطري إلى الجزائر وقبلها دورة الصداقة التي ضمت أقوى المنتخبات، لكن اعتذر المنتخب الجزائري عن المشاركة فتم تعويضه بالمنتخب المالي، كان ذلك قبيل نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، فقمت خلالها بمعاينة المنتخب المالي لصالح الخضر، وقدمت تقريرا مفصلا عنه للمديرية الفنية للمنتخب الجزائري، بل وكنت من رشح مدرب اللياقة بروشري للالتحاق بالمنتخب الجزائري، وهو لايزال إلى جانبه إذ يعد من أحسن مدربي اللياقة في أوروبا. * * في الأخير بما نختم هذا اللقاء؟ * أقدم تشكراتي للشروق باعتبارها الصحيفة الأولى التي أتحدث إليها منذ أن غادرت الجزائر، بطبعي لا أريد الحديث، لكن صحيفتكم لها الفضل، كما أتمنى التوفيق للمنتخبين الجزائري والقطري في قادم المواعيد.