الدكتور همام غضيب في إطار الدورة السنوية لمنتدى الفكر العربي، التي انعقدت بالجزائر مابين 25 و28 أكتوبر، ناقش المشاركون موضوع "التربية والمواطنة" وأثرهما في تعزيز ثقافة الديمقراطية. وللتعرف أكثر على منتدى الفكر العربي وطريقة عمله وكيفية الانتماء إليه، حاورت "الشروق" الدكتور همام غصيب، مستشار الأمير الحسن بن طلال، الذي أشار إلى أهمية المنتدى والهواجس التي حملها منذ بواكيره في التأصيل للحوار كأداة فاعلة بين المفكرين وأصحاب القرار. س: ما أهمية منتدى الفكر العربي وما هي أهدافه؟ ج: أشار سمو الأمير الحسن بن طلال في مقاله الأخير، الذي نشر بجريدتكم "الشروق اليومي"، تزامنا مع نشره في صحف عربية أخرى، إلى أهمية المواطنة في العالم العربي، وهي موضوع الندوة التي يعقدها منتدى الفكر العربي بالجزائر. ولا بد أن نشير في البداية إلى أن هذا المنتدى أُسّس قبل 29 عاما من طرف سمو الأمير الحسن بن طلال عام 1981 في أعقاب مؤتمر القمة العربية ال11 الذي انعقد في عمان عام 1980. ويُعرف هذا المؤتمر أحيانا بأنّه القمة الاقتصادية العربية الأولى. المنتدى منظمة عربية غير حكومية ومنبر عربي فكري ذو سقف عال. كان هاجس المنتدى، منذ بواكيره، عقد الحوارات العربية العربية، العربية غير العربية حين لم يكن مفهوم الحوار على كل شفة لسان كما هو الآن. وبالفعل عقد المنتدى عبر مسيرته عددا كبيرا من الحوارات العربية الأوروبية، العربية اليابانية الصينية. كما كان هاجسه جَسرُ الفجوة بين أصحاب القرار والمفكرين العرب. والمنتدى يزهو بعضوية عدد من أصحاب القرار في الوطن العربي، في مقدمتهم فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي نعتزّ بعضويته ودعمه المادي والمعنوي. حين احتفل المنتدى بسنته الفضية قبل أربع سنوات، أضاف إلى هواجسه هاجسا ثالثا هو محاولة جَسر الفجوة بين المفكرين العرب والمواطنين مباشرة. من هنا بدأ اهتمامه بمفهوم المواطنة وفلسفتها بكل أبعادها. ندوة الجزائر "التربية والمواطنة"، تأتي في هذا السياق برعاية كريمة من الرئيس بوتفليقة. س: هل يمكن اعتبار منتداكم النسخة العملية لجامعة الدول العربية؟ ج: معك حق من حيث أن المنتدى يجمع بين العرب في كل مكان بما في ذلك المَهَاجر. فلسفته في هذا الصدد مثل فلسفة مجلة "العربي" الكويتية؛ بمعنى أنه يدخل كل قطر عربي، يركز على الجوامع والقواسم المشتركة بين الأقطار العربية، ويحترم الفروقات. المنتدى منبر عربي مقره عَمَّان، لكن بعده العربي واضح في كل ما يفعل، ينعكس هذا في عضويته العاملة التي تزيد عن 200 عضو من العرب في كل مكان، وهو مفتوح لكل مواطن عربي أثبت كفاءة في مجاله، اهتماما بالقضايا العربية وفقا لما ورد في نظامه الأساسي، وهو ليس ناديا يقدّم المواطن نفسه للترشيح، إنما يجب أن يرشّحه ثلاثة أعضاء عاملين، يقدّم هذا الترشيح إلى لجنة الإدارة في المنتدى، حتى إذا ووفق عليه يرفع إلى لجنة الأمناء للتصديق عليه. س: هل يُبدي المنتدى مواقف من القضايا السياسية المطروحة على الساحة العربية والدولية ؟ ج: المنتدى له مواقف، هو مؤلف بالضرورة من أفراد من تيارات فكرية شتى، هو منبر حر، لا يمكن أن يكون فيه تيار واحد، كما أنّ فلسفته مؤسسة على احترام الرأي والرأي الآخر، فهو يحلّل، يناقش ويغوص إلى الأعماق كي يَخرج ما أمكن بفكر عملي واضح ومدروس، يمكن أن يوضع أمام أصحاب القرار العربي على أمل التنفيذ، فهو دارة فكر وأفكار. س: هل للمنتدى نشاطات أخرى عدا الندوات التي دأب على تنظيمها؟ ج: نحن نصدر مجلة فكرية صارمة بمستوى رفيع اسمها "المنتدى"، للأسف توزّع الآن على أعضاء المنتدى فقط، ولكننا نحاول توسيع القاعدة لتوزيعها على نطاق واسع بين المفكرين حتى الجماهير، إضافة إلى هذا نقوم بإصدار ندواتنا في كتب، كما يُصدر المنتدى كراسات تُعنى باهتمامات الشباب، يملك أيضا موقعا تفاعليا على الانترنت. كخلاصة.