خلف التدخل الوحشي لمختلف قوات الأمن المغربية ضد نزلاء مخيم الحرية بمدينة العيونالمحتلة مقتل11 صحراويا وإصابة قرابة ألف آخرين بجروح متفاوتة وبقاء 159 في عداد المفقودين.وأكدت جبهة البوليزاريو على هذه الحصيلة الدموية التي استعملت فيها الطائرات المروحية والرصاص الحي في وقت حاولت فيه السلطات المغربية التغطية على استخدامها المفرط للقوة إظهار عناصر قواتها بمظهر الضحية في مواجهة غير متكافئة، جنود مدججون بمختلف الأسلحة أرضا وجوا ومدنيين صحراويين عزل خطأهم الوحيد أنهم فضحوا الادعاءات المغربية برفاهية العيش تحت الاحتلال. وهو ما يؤكد أن ضحايا هذا الاعتداء الهمجي هم من أبناء الشعب الصحراوي العزل الذين استيقظوا فجر أول أمس على وقع اعنف هجوم يتعرضون له على يد الجيش المغربي في محاولة يائسة من نظام المحزن لحمل السكان الصحراويين على إنهاء انتفاضتهم السلمية. ولكن الأمور سارت في عكس ما كانت ترغب فيه السلطات المغربية التي وجدت أمامها مقاومة شعب صامد رفض التخلي عن قضيته العادلة في تقرير مصيره مقابل بعض الامتيازات المادية فلم تجد أمامها سوى القوة المفرطة لإسكات صوتهم بالرصاص الحي. واعتبرت الحكومة الصحراوية الاعتداء على مخيم أقديم إيزيك ب''الجريمة التي لا توصف'' و''عمل وحشي'' وهي التي سبق وحذرت المجموعة الدولية والأممالمتحدة من مغبة وقوع مجزرة إنسانية في صفوف النازحين الذين أصروا على مواصلة احتجاجاتهم لإسماع صوتهم للرأي العام الدولي. وهو ما جعل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يوجه نداء عاجلا الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من اجل إيفاد بعثة أمنية أممية إلى مدينة العيونالمحتلة لحماية أمن وحياة المواطنين الصحراويين. وطالب الأمين العام لجبهة البوليزاريو في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال هذه البعثة على عجل لتقوم في إطار مسؤوليات المنظمة الدولية عن الصحراء الغربية ''كإقليم لم يتمتع بعد بحقه في تقرير مصيره بضمان حياة وأمن المواطنين إزاء بطش القوات المغربية''. وأكد أن الأوضاع في مدينة العيونالمحتلة خطيرة جدا ومرشحة للتفاقم وقال أن ''تلك الجريمة النكراء جرت وتجري في ظل وجود الأممالمتحدة الممثلة في بعثتها لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو''. وأشار الرئيس عبد العزيز إلى أن العدوان على مخيم أكديم ازيك ''جاء مباشرة بعد التهديد الصريح الذي تضمنه خطاب الملك المغربي في الذكرى الخامسة والثلاثين للاحتلال المغربي للصحراء الغربية''، مبرزا أن قوات الجيش والدرك المغربيين شرعا في ''هجوم وحشي وغادر'' على آلاف النساء والأطفال والشيوخ الصحراويين مستخدمين في ذلك الشاحنات والسيارات وخراطيم المياه والأضواء الكاشفة ومكبرات الصوت والذخيرة الحية. وأبرز أنه بعد تحول المخيم إلى ركام وخراب بعد العملية العسكرية التي قام بها الجيش المغربي انتقلت المطاردات وأعمال القمع إلى مدينة العيون. وأطلع الرئيس الصحراوي الأمين العام للأمم المتحدة بالمعلومات التي تفيد وقوع العديد من القتلى والجرحى والمعتقلين في صفوف المواطنين العزل في وقت تم فيه تدمير العديد من ممتلكات الصحراويين من منازل ومتاجر وسيارات وغيرها. وأكد أن السلطات المغربية ''خططت للقيام بهذا العمل الإجرامي الخطير بعيدا عن أنظار العالم وأخلت المدينة وضواحيها من المراقبين والإعلاميين الدوليين وذلك من خلال طردها لبرلمانيين أوروبيين وغيرهم ممن كانوا يرغبون في زيارة المخيم ومنعت الصحفيين من الاقتراب منه''.وعلى اثر هذا الاعتداء الهمجي قرر مجلس الوزراء الصحراوي يوم أمس يوما للحداد الوطني على ''شهداء العيونالمحتلة'' كما قرر ''الإبقاء على المتابعة المستمرة للتطورات واتخاذ الإجراءات الملائمة حسب ما تقتضيه كل مرحلة''. وعقد مجلس الوزراء الصحراوي اجتماعا طارئا خصص لتدارس الوضعية ''الخطيرة'' التي يعيشها الشعب الصحراوي في مدينة العيونالمحتلة إثر ''التدخل الهمجي الغادر لقوات الاحتلال المغربي ضد مخيم العزة والكرامة المقام في منطقة أقديم إيزيك''. وأوضح أن ''الاعتداء الجبان جاء مباشرة بعد خطاب ملك المغرب بما حمله من وعيد وتهديد ومتزامنا مع التاريخ المحدد لإجراء جولة من المفاوضات بين طرفي نزاع الصحراء الغربية جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية بمانهاست بالولايات المتحدة الأمريكية''. مبرزا أن ذلك يعكس ''الغياب الصارخ للإرادة السياسية لدى الطرف المغربي''.