اكتملت حلقات مشروع ديزيرتيك الضخم للطاقة المتجددة، بحصوله على الضوء الأخضر من السلطات السياسية للدولتين الراعيتين للمبادرة، الجزائروألمانيا، وهي الحلقة التي كانت تنقص المشروع كي يقلع، بعد أن اقتصر احتضانه في بداية الأمر على المستثمرين الخواص . * وديزرتك هو أكبر مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية طموحا في العالم، وهو يستهدف الاستفادة من الطاقة المتجددة في صحراء شمال إفريقيا، وتصديرها إلى دول أوروبا بطاقة أولية تصل إلى 15 بالمائة من حاجتها من الكهرباء بحلول عام 2050. * الاتفاق السياسي بشأن دفع المشروع نحو الأمام، حصل خلال الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية إلى ألمانيا نهاية الأسبوع، بحيث أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الندوة الصحفية التي جمعتها بنظيرها الجزائري، عن رغبة "قوية" في أن ترى مشروع ديزرتك يتحول إلى واقع، وهو الموقف ذاته الذي كشف عنه أيضا الرئيس بوتفليقة، عندما قال إنه يريد التعاون مع الطرف الألماني في إنجاح المشروع المذكور. * وتكريسا لهذا التوجه، جاء الإعلان عن إنشاء لجنة مختلطة جزائرية ألمانية، أوكلت لها مهمة إرساء حجر الأساس لهذا المشروع، الذي قدر المختصون غلافه المالي بما يقارب ال 500 مليار دولار، ما يؤهله لأن يكون أكبر مشروع طاقوي في التاريخ. * تدخّل السلطات السياسية في كل من الجزائر وبرلين لإنقاذ مشروع ديزيريتيك، جاء بعد أن بدأ اليأس يدب إلى همم القائمين على المبادرة، التي أطلقت في 2009 من عاصمة الجنوب الألماني، ميونيخ، على يد مستثمرين ألمان، قبل أن ينضم إليهم مستثمرون أوروبيون وأمريكيون، أما الجزائر فتعتبر الدولة الأوفر حظا في الظفر بأكبر أجزاء هذا المشروع الموزع بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بالنظر إلى شساعة أرضها وتوغلها في عمق الصحراء مقارنة بدول الجوار، على غرار المملكة المغربية وتونس وموريتانيا. * وجاء إعلان الرئيس بوتفليقة بدعم الجزائر لمشروع ديزيرتيك، ليضع حدا للشكوك التي فجرها يوسف يوسفي، وزير الطاقة والمناجم، في وقت سابق، عندما أكد بأن الجزائر ترغب في إرساء مبادرة أكبر من مشروع ديزيرتيك، وهو التصريح الذي فسّر من طرف القائمين على المبادرة، على أنه تراجع من السلطات السياسية في دولة تعتبر محورية في نظر القائمين على المشروع . * حرص الجزائر على دعم مشروع ديزيرتيك، تجلى أيضا من خلال إعلان وزير الطاقة قبل يوم من زيارة الرئيس بوتفليقة لألمانيا، عن إطلاق مخطط لتنمية الطاقات المتجددة على مدار ال 20 سنة المقبلة، الهدف منه زيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. * ومن شأن النتائج الإيجابية التي تمخضت عن زيارة الدولة التي قادت الرئيس بوتفليقة إلى ألمانيا، أن يؤجج التنافس بين الجزائر والمغرب، حول من يستقطب استثمارا أكبر بعنوان مشروع تحويل الطاقة الشمسية بصحراء شمال إفريقيا إلى طاقة كهربائية تصدر نحو أوربا، علما أن الطرف المغربي كان قد أعلن منذ إطلاق المشروع عن استعداده لاحتضان المبادرة، بل إنه بادر منذ الوهلة الأولى إلى مباشرة الإجراءات البيروقراطية، وإطلاق مشاريع نموذجية بجنوبه، في محاولة لإغراء المستثمرين الأوروبيين. * وقد أعلنت لحد الساعة 12 مؤسسة أوربية، أغلبها من ألمانيا، وفي مقدمتها دويتش بنك، وسيمنس، و"أر في أو"، و"أو أون"، و"ه آس ه"، إضافة إلى الشركة السويسرية "أ بي بي" والايطالية "إينال"، والإسبانية "راد إلكتريكا"، والمجمع الفرنسي سان غوبان.