عائلة الطرابلسي تحكمت في كل مقدرات البلد من الزراعة حتى ... الأنترنت ! كثيرة هي أصوات المعارضين الشرفاء التي تم قمعها، والعديد من الكتب والإصدارات التي تم منع نشرها خلال مرحلة الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، ولعل أبرزها كتاب "صديقنا الرئيس بن علي"، الذي أصدره الكاتبان الفرنسيان، نيكولا بو، وجون بيار تيكوا، واللذان كشفا فيه العديد من الأسرار عن هذا الحاكم الذي يريد أن يحكم شعبه حتى الموت، ومن ذلك على سبيل المثال حرصه على صبغ شعره "المضمخ بالزيت"، حيث يورد الكتاب أن السلطات التونسية أتلفت عام 1997 ملحق مجلة "لانوفيل أفريك آزي" الأسبوعية التي حوت صورة رئيس الدولة والشيب في شعر رأسه !
* * ومن الأمور الشخصية الأخرى التي يتعرض إليها الكاتبان مسألة تحصيل الرئيس العلمي، حيث ينفيان حصوله على أي مؤهل علمي ويؤكدان أنه لم ينه دراسته، بل ترك مقعد الدراسة في الصف الخامس، أي قبل تحصيل البكالوريا بثلاث سنوات مما جعل المجلة الفرنسية "إكسبرس" تطلق عليه لقب بكالوريا ناقص 3 .المؤلفان يذكران هذا في مواجهة ما نقله جان دانييل رئيس تحرير مجلة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية من أنه درس الحقوق بعد استقلال تونس. * كما يناقش الكاتبان قول كتيبات الدعاية التونسية الحكومية إن زين العابدين بن علي شارك في الأعمال الوطنية المعادية للاستعمار، ويوردان قول صحفي يعمل في راديو فرنسا الدولي أنه لم يعثر على أثر لاسمه في سجلات الشرطة، حيث ترد أسماء الموقوفين في الأعمال المعادية للاستعمار. * ويتابع المؤلفان مسيرته حيث يؤكدان أن حماه الجنرال كافي أرسله في دورة في المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في بلتيمور بالولايات المتحدة، وأنه تسلم الأمن العسكري التونسي بعد انتهاء الدورة. ويلاحق الكاتبان مسيرة الرئيس التونسي منذ تعيينه ملحقا عسكريا في الرباط، إلى مدير للأمن الوطني عام 1978، إلى تعيينه سفيرا لتونس في العاصمة البولندية عام 1980، وحتى عودته إلى تونس عام 1984 رئيسا للإدارة الوطنية للأمن حيث تابع ترقيه إلى منصب وزير دولة، ثم وزيرا مفوضا، ثم وزيرا للداخلية، ثم رئيسا للوزراء عام 1987 . ويلاحظ المؤلفان أن ترقيه في المناصب حصل في مراحل مواجهة دامية في أحيان كثيرة مع المعارضة التونسية القومية العربية والنقابية والإسلامية. * العائلة الحاكمة في تونس، ونقصد بها الطرابلسي، وهي عائلة زوجة الرئيس، كانت تتحكم في كل مقدرات البلاد، من الزراعة إلى الصناعة، وجميع مجالات الاستثمار، وحتى شركات الأنترنت. * وقالت برقيات دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس ونقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية إن المحيط العائلي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي أشبه بالمافيا وأن النظام التونسي لا يقبل لا النقد ولا النصح. * وفي البرقية المؤرخة في جوان 2008 بعنوان "ما هو لكم هو لي"، ساقت السفارة الأمريكية أكثر من عشرة أمثلة عن إساءة استخدام النفوذ لدى أقرباء الرئيس التونسي. وكتبت على سبيل المثال أن زوجة الرئيس حصلت من الدولة على أرض كمنحة مجانية لبناء مدرسة خاصة، ثم أعادت بيعها. وفي صيف 2009، ذكرت برقية أخرى، تحدثت عن النمو الاقتصادي القوي الذي بلغ خمسة بالمائة، وعن الوضع المتقدم للمرأة، أن الرئيس بن علي يتقدم في العمر ونظامه متصلب وليس لديه خليفة معروف. وأضافت البرقية أن "التطرف لا يزال يشكل تهديدا، في مواجهة هذه المشكلات، لا تقبل الحكومة لا الانتقاد ولا النصح، سواء جاء من الداخل أو الخارج، وعلى العكس، أنها لا تسعى سوى إلى فرض رقابة أكثر تشددا، وغالبا ما تعتمد على الشرطة". *