كشف جهاز العمليات الخاصة، التابعة لأمن الدولة السوفياتية، (الكا جي بي)، بأن "روسيا ينقصها حاليا "بعض ما يلزم لإجراء عمليات مطاردة الإرهابيين في أيّ نقطة من العالم"، وأبرز الجهاز عدم توفر الأمن الروسي على "قواعد مخابراتية خارجية" في بلدان الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، كما لا توجد في جهاز أمن الدولة وحدة يمكن تكليفها بمهمة محاربة الإرهاب خارج الأراضي الروسية، على غرار ما كان يوجد في جهاز (الكا جي بي)، حيث هناك حاليا وحدات أمنية وعسكرية متخصصة، مثل ما يسمى بوحدة "ألفا"، غير أن عناصرها لم يتلقوا التدريبات المناسبة، إذ تتولى هذه الوحدة مهام مكافحة الإرهاب وليس ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية. جمال لعلامي يحاول حاليا الكريملن -بعدما منح البرلمان الروسي للأجهزة الأمنية حق متابعة الإرهابيين في أيّ دولة- تعزيز التعاون العسكري والتنسيق الأمني مع البلدان "الشريكة"، التي تواجه مخاطر الإرهاب أو تملك خبرة وتجربة ميدانية في مجال محاربة التنظيمات الإرهابية، حيث تأتي الجزائر في مقدمة القائمة الروسية المتعلقة بالشراكة الأمنية والعسكرية والدفاعية، وجاء بحث جهاز العمليات الخاصة في روسيا عن "قواعد مخابراتية خاصة" في شمال إفريقيا ودول الساحل الصحراوي تحديدا، في سياق تدشين "تنافس" جديد بين موسكو وواشنطن، في مجال مكافحة "الإرهاب الدولي"، علما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت قد أشرفت على تدريبات عسكرية في هذه المنطقة، بحثا عن عناصر التنظيمات الإرهابية المصنفة في اللائحة الدولية، أهمها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي صنفها البنتاغون الأمريكي ضمن أهداف خطة عسكرية جديدة. وكانت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الجزائر في مارس الماضي، قد توجت بتوقيع إتفاقيات ثنائية، من بين ما شملت ملف بيع أسلحة روسية للجزائر وكذا تفعيل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وقد حلّ قبل أسبوعين مبعوث بوتين إلى الرئيس بوتفليقة، أمين مجلس الأمن لفديرالية روسيا، إيغور إيفانوف، في إطار إجراء "إتصالات ولقاءات رفيعة المستوى لعرض مدى تنفيذ الإتفاقات" الموقعة أثناء زيارة الرئيس الروسي للجزائر.