تواصلت أمس المظاهرات الاحتجاجية بتونس حيث سار مئات الأشخاص بشوارع العاصمة مطالبين باستقالة الحكومة الانتقالية التي تضم وجوها من نظام والرئيس المخلوع. وسار المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة باتجاه وزارة الداخلية وحاولوا الاعتصام أمامها. وكان المتظاهرون يرددون أمام حاجز لقوات مكافحة الشغب " لقد سرقتم ثروة البلاد لكن لن تسرقوا ثروتنا" ، " الشعب يريد استقالة الحكومة".ورفع المحتجون علم الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وقف الى جانب انتفاضة التونسيين، وقام بسحب وزرائه الثلاثة من حكومة الوحدة الوطنية. وقام الجيش ومعه وحدات مكافحة الشغب بتطويق مقر وزارة الداخلية، ومنعوا المتظاهرين من الإقتراب من مقر التجمع الدستوري الديمقراطي الذي يبعد عن الوزارة بحوالي 400 متر فقط. وتواصلت المظاهرات أمس لليوم الخامس على التوالي بما يؤكد وجود إصرار شعبي على إزاحة كل رموز النظام السابق لبن علي من الحكومة الانتقالية التي أعلنت أول أمس عن سلسلة من إجراءات التهدئة لم تكن كافية لوقف احتجاجات الشارع التونسي الذي يطالب بتغيير جذري وبالقطيعة التامة مع نظام بن علي، لكل القطيعة التي يرى الشارع التونسي أنها لا يمكن أن تجسد من طرف حكومة يشارك فيها وزراء من النظام السابق حتى وإن كان هؤلاء قد قدموا استقالتهم من التجمع الدستوري الديمقراطي بعد استقالة كل من الرئيس المؤقت للبلاد فؤاد لمبزع ورئيس الحكومة محمد الغنوشي من حزب الرئيس المخلوغ، الذي يبدو أنه فقد مبررات استمراره بعد ثورة الياسمين التي أطاحت ببن علي بعد 23 من الحكم بقبضة من حديد، وفي محاولة لإنقاذ بقائه، أعلن التجمع الدستوري الديمقراطي أول أمس عن حل ديوانه السياسي على إثر استقالة عدد من أعضاء هذا الديوان. وكانت العاصمة ومدن أخرى أول أمس مسرحا لمظاهرات حاشدة، وتمكن عدد من المتظاهرين من الدخول الى مقر الحزب الحاكم سابقا وقاموا بنزع لافتته الرئيسية وأطلق الجيش الرصاص في الهواء لتفريق مجموعة أخرى حاولت اقتحام المبنى. وشهدت مدن سيدي بوزيد، الكاف، جندوبة، القيروان، القصرين، الحامة، جرجيس وسوسة مظاهرات مماثلة وأعلن مواطنون في مدينة سليانة شمال غرب تونس تأسيس مجلس محلي لحماية الثورة وتسيير الأمور، واقتدت مدن أخرى بتشكيل مثل هذا المجلس. من جهة أخرى أقامت مساجد مختلف المدن والقرى التونسية أمس صلاة الغائب ترحما على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات كما واصلت القنوات الإذاعية والتلفزيونية تلاوة القرآن الكريم وبث مقاطع موسقية جنائزية وكانت الأممالمتحدة قد أشارت الى مقتل أكثر من مائة شخص على مدى خمسة أسابيع من الاحتجاجات الشعبية.