تجمع مئات المواطنين التونسيين الذين قدموا من شتى أرجاء البلاد يوم الثلاثاء أمام مقر الوزارة الأولى للمطالبة باستقالة حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي تضم في عضويتها وزراء من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وبعد أن قضوا ليلتهم في الشوارع أو في الحافلات وفي جو من البرد القارس، كسر المحتجون جدار الصمت الذي عادة ما يخيم على الصباح الباكر بترديد عبارات مناوئة للجهاز التنفيذي الحالي واجمعوا على أن الحكومة الحالية تعتبر استمرارا لحكومة الرئيس المخلوع. وقد عقد المتظاهرون العزم على المكوث والاعتصام ليل نهار وصباح مساء بساحة الوزارة الأولى بحي القصبة العتيق بالعاصمة التونسية وعدم مغادرة المكان إلا بعد أن تستقيل هذه الحكومة الائتلافية وتشكل حكومة لا تمت بصلة للنظام البائد. وفي تصريح ل (وأج) ، أوضح شاب من ولاية سيدي بوزيد يدعى عزوز قضى ليلتين كاملتين في الشارع، أن ما جرى في ولايتي سيدي بوزيدوالقصرين من مظاهرات واحتجاجات ومسيرات كان يرمي إلى تنحية الرئيس السابق واقتلاع جذوره من العمق فلابد إذن من استمرار هذا الغضب الشعبي كون النظام ما يزال قائما من خلال وزراء الرئيس المخلوع الذين احتلوا المناصب الوزارية السيادية على حد قوله. ولاحظ عزوز العاطل عن العمل بان النظام القديم نهب كل خيرات الشعب التونسي وان عائلات مقربة من الرئيس المخلوع استولت على الاقتصاديات التونسية وتركت أفراد الشعب يعيشون البؤس والتعاسة بغض النظر عن تعمد النظام القديم على تعميق الفوارق الجهوية وتركيز الاستثمارات على المناطق الساحلية دون المناطق الداخلية التي لا تعيش "إلا على تربية المواشي أو التهريب". ومن جهته، لاحظ مهندس زراعي يدعى الشاذلي من ولاية القصرين، أن مشاركته في هذه المسيرات تعد سلوكا طبيعيا وحضاريا ومدنيا فالمثقف حسبه هو من شعر بماساة أخيه ومواطنه والمتعلم هو من أحس بحرمان جاره أو صديقه. وأشار الشاذلي في تصريحه ل (واج)، ألى أن جل التونسيين يعيشون أوضاعا اجتماعية كارثية جراء سوء التسيير وسوء التدبير وانعدام الرؤى المستقبلية وغياب التوقعات المتصلة بالتنمية . لذا فانه فمن باب المنطق ان يخرج المواطنون إلى الشوارع من اجل استرجاع حريتهم وكرامتهم وطرد رموز الاستبداد والطغيان على حد قول السيد الشاذلي.