نتوقع أن يتدخل قائد الأركان لإسقاط مبارك خلال أسبوع اعتبر الدكتور كمال هلباوي، المتحدث السابق الرسمي للإخوان المسلمين في الغرب، في تصريح ل"الشروق" أمس أن إقالة الرئيس حسني مبارك للحكومة ليس سوى خدعة كبيرة لمحاولة تضليل الشعب، مشددا على أن الاحتجاجات ستستمر إلى غاية إسقاط النظام ورأس النظام. وأكد الدكتور كمال الهلباوي، رئيس مركز دراسات الحضارات العالمية في لندن إن الحكومة الجديدة التي سيأتي بها حسني مبارك لن تغير في واقع الأمر شيء، وقال "مبارك سيستعين بأكبر الفاسدين في الحكومة الجديدة لتحقيق أهدافه والبقاء في الحكم". وأضاف الهلباوي أن الإدارة التنفيذية لا تتحمل لوحدها مسؤولية الفساد السياسي والاقتصادي في البلاد، لأن كل ما تقوم به يتم "وفق توجيهات رئيس الجمهورية" حسب قول كل وزراء الحكومة عند تدشين أي إنجاز، وبالتالي فالرئيس مبارك يتحمل المسؤولية الأولى فيما آلت إليه أوضاع مصر . * وتوقع رئيس مركز دراسات الحضارات العالمية في لندن أن يسقط نظام مبارك خلال أسبوع، مضيفا أنه يمكن أن يلعب قائد أركان الجيش المصري العائد من واشنطن دورا جيدا في الاستجابة لمطالب الجماهير وأن يساعد في إنهاء هذه الأزمة، ملمحا إلى إمكانية تدخل الجيش تحت ضغط الاحتجاجات الجماهيرية لإنهاء حكم مبارك . ووصف الهلباوي "جمعة الغضب" بأيام الفرح، لأن الغضب حسبه يشير إلى الخضوع والاستسلام لنظام مبارك لسنوات طويلة، أما الفرح فيعني الثورة العارمة ضد الظلم والفساد والتزوير وغياب الشفافية والتضييق على الحريات العامة والفردية. *
حسني مبارك .. 30 عاما من الكوارث
ب . م / الوكالات
منذ 27 عاماً وبالتحديد في 13 أكتوبر 1981، أجري استفتاء على ترشيح حسني مبارك لمنصب رئيس الجمهورية وجاءت النتيجة في غياب أي إشراف قضائي أو دولي ب"نعم"، وحصول مبارك على نسبة هائلة هي 98.49 بالمائة. لم يكن مبارك يحمل أي أيديولوجية سياسية أو اقتصادية، لم يكن قومياً عربياً اشتراكياً مثل عبد الناصر ولا انفتاحياً معادياً للعروبة مثل السادات، أيديولوجية مبارك كانت أنه "لا أيديولوجية"، وأن تبقى الأوضاع دائما على ما هي عليه، وهذه السياسة بدورها زرعت الكوارث في البلاد وأشعلت الحرائق في كل مكان، وبينما كانت هذه الكوارث والحرائق تندلع في الثمانينيات مرة كل عامين، أصبحت تندلع في التسعينيات بمعدل مرة كل عام، ومع بداية الألفية الجديدة أصبحت الكوارث والحرائق تندلع بمعدل أكثر من مرة في العام الواحد، والسبب أن مبارك عاشق لاستحواذ كل السلطات في يده مثله مثل السادات، وعلاوة على هذا هو عاشق أيضا لتدمير أي جهات رقابية يمكن أن تكشف الفساد وتراقب المسؤولين وتحد من سلطاته . ولأن فترة حكمه أطول من فترة حكم عبد الناصر والسادات أو الإثنين معا، فقد ظهرت آثار استبداد مبارك وسياساته العشوائية على البلاد والعباد بصورة فجة عن كل من سبقوه، في الثمانينيات كانت مصر على موعد مع كارثة شركات توظيف الأموال وما سمي بقضايا الصناعة وتجارة العملة، ثم ازدادت وتيرة الكوارث مع بداية التسعينيات فأصبحت بمعدل كارثة كل عام . * في 1992 مثلا كنا على موعد مع غرق العبّارة "سالم اكسبريس"، وهو مشهد تكرر مرة أخرى عام 2006 من خلال غرق العبّارة "السلام 98"، كما كشف زلزال 1992 عن سلاسل انهيارات المباني والعمائر الحديثة وأشهرها عمارة الحاجة "كاملة"، وكل هذه كوارث كشفت عن الفساد المستشري في المحليات من خلال التراخيص بالرشاوى، علاوة على تفاقم الغش في مواد البناء . * وفي 1993 جاءت كارثة سقوط جزء من هضبة المقطم على الفقراء، وهو مشهد سنشهده بعد ذلك في 2008 . * وفي 1994 كنا على موعد مع كوارث السيول في زاوية عبد القادر غرب الإسكندرية وعدد من قرى الصعيد مثل قرية درنكة في أسيوط . * في 1995 كانت كارثة تفجير السفارة المصرية في إسلام آباد وتزوير انتخابات مجلسي الشعب والشورى . * وفي 1996 بدأ مسلسل كوارث انهيار العمارات السكنية في أحياء مدينة نصر ومصر الجديدة . * وفي 1997 كانت كارثة مذبحة الاعتداء على السياح الأجانب في الدير البحري في 17 نوفمبر، وتتوالي الكوارث ويزداد عددها وترتفع وتيرة فواجعها، وكانت أكبر تلك الفواجع كارثة احتراق قطار الصعيد في فبراير 2002 مخلفا حوالي 400 ضحية من فقراء مصر، ويومها لم يكلف مبارك نفسه الذهاب لموقع هذه الفاجعة القومية الكبرى واكتفى بإلقاء بيان روتيني للاستهلاك المحلي من عزلته في منتجع شرم الشيخ . * و في 2008 شهدنا أربع كوارث مرة واحدة، وفي فترة لا تتعدى شهرين ونصف الشهر، بينما رئيس الجمهورية غارق في عزلته وتحركاته التلفزيونية . * وفي 19 أوت 2009 كانت كارثة حريق مجلسي الشعب والشوري، وفي 6 سبتمبر كانت كارثة الدويقة، وفي 27 سبتمبر كانت كارثة حريق المسرح القومي، وفي 8 أكتوبر عاد مسلسل انهيارات العمارات السكنية في الإسكندرية لكي يفرض نفسه من جديد على مشهد المسلسلات الدرامية الواقعية المتتابعة في عصر مبارك، ولن نتحدث عن فضائح رجال أعمال الحزب الوطني، ولا عن المواجهات مع الصحافة، ولكن نقول إن المشكلة تكمن في أن حسني مبارك لا يريد أن يفهم أن سياسته التي مارسها عبر أكثر من 30 عاماً في تدمير جميع الأجهزة الرقابية من الجهاز المركزي للمحاسبات إلى مجلس الشعب وتغييب أي نوع من المسؤولية والمساءلة .. هي التي تقف وراء كل هذه الدراما الواقعية من كوارث الانهيارات والحرائق التي نشهدها في عصره .
الفضائيات لا تفرّق بين الحرس الجمهوري والجيش
قال الإعلامي المصري ورئيس مكتب قناة الجزيرة سابقا، حسين عبد الغني، أن جميع الفضائيات المصرية بما فيها قناته السابقة، أخطأت، عندما اعتقدت أن العربات الأولى التي نزلت إلى الشارع وميدان التحرير في القاهرة تابعة للجيش، في الوقت الذي أكد فيه أنها عربات الحرس الجمهوري التابع لمبارك، وبالتالي فإن الجيش لم يتدخل في البداية إلا بعد ما جرب الحرس الجمهوري استعراض عضلاته أيضا، عقب فرار الشرطة. للإشارة فإن الصحفي حسين عبد الغني، ترك الجزيرة، بعد خلاف حول سياستها التحريرية التي قال أنها تساند الإخوان المسلمين، وهو الآن يغازل البي بي سي من أجل العمل معها، عبر اتصالاته الكثيرة؟ !
الجزيرة تُسقط مبارك ثم تعيده
قال صحفي مصري يسمى كارم محمود، عبر الجزيرة وتحديدا عند الحادية عشرة ليلا بتوقيت الجزائر، وقبل كلمة الرئيس مبارك بدقائق، أن البيان الذي سيتلوه رئيس مجلس الشعب، سيتمحور حول إعفاء الرئيس مبارك من منصبه، وتولي سرور للكرسي لمدة 60 يوما، قبل أن يدخل الصحفي المذكور، في متاهة مقارنة دستورية وقانونية بين الحالة المصرية والتونسية، وهي المقارنة التي لم يقطع استفاضتها إلا مبارك، بخطابه، مبينا أنه مايزال الرئيس، والحاكم العسكري للبلاد والعباد ولو إلى حين .
جنرالات الصحافة القومية
يوجد العديد من جنرالات الصحافة القومية التابعة لعائلة مبارك، والمساندة لبقاء الفرعون في منصبه، في مأزق خطير ومن بينهم عبد الله كمال، رئيس تحرير روز اليوسف، وعضو مجلس الشورى بالحزب، حيث خرج على الجميع في قناة العربية متهما الإخوان بقيادة التخريب في البلاد، قبل أن يظهر زميله رئيس تحرير الأهرام، أسامة سرايا، أشدّ خوفا وتهديدا عندما قال بصريح العبارة، لن ندع مصر في يد الإخوان، ولو أحرقناها جميعا.. كلمة ذكّرت المشاهدين والمتابعين بكلمة مدير الأمن الرئاسي في عهد بن علي المخلوع السرياطي حين قال "سنحرق تونس ولن ندعها لمن يأتي بعدنا .. " فما أشبه التصريحين، غير أن القائل الأخير، جنرال عسكري، والأول جنرال في الإعلام المصري التابع .
سعد الدين إبراهيم : " نظام مبارك لن يعيش أكثر من أيام معدودات "
يوجد عالم الاجتماع المصري الشهير والمعارض المعروف سعد الدين إبراهيم في واشنطن هذه الأيام، أين يتابع من هناك تفاصيل انتفاضة الشعب ضد النظام، علما أن إبراهيم، قال في تصريح لإذاعة بي بي سي، بعد خطاب مبارك، أنه لن يتوقع بقاءه أكثر من مجرد أيام، وأن واشنطن، سترفع يدها إن آجلا، أو عاجلا عن نظام مبارك في ظل اشتداد الاختناق الشعبي في الشارع . ق . ب
فهمي هويدي : " كان على مبارك إلقاء خطاب تصالحي "
قال فهمي هويدي، المفكر الإسلامي البارز، أنه كان يتمنى أن يكون خطاب الرئيس مبارك للشعب، تصالحيا، وليس متحديا، مضيفا أن النبرة التي تحدث بها مبارك، ستزيد من التهاب الشارع، واشتداد المعارضة، وأيضا، من حدة المطالبين بخلعه، وتنحيه، متسائلا في اتصال هاتفي له مع قناة العربية، ألم يتعلم مبارك من زميله بن علي . ق . ب
محمد حبيب ( نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ) ل " الشروق " : " مبارك هو الذي أوصل البلاد إلى هذه الحال "
وصف نائب المرشد العام لحركة تنظيم الإخوان محمد حبيب في تصريح للشروق خطاب الرئيس مبارك بالمخيب للآمال، محملا إياه مسؤولية الوضع الذي آلت إليه البلاد . وأضاف محدثنا "إن خطاب مبارك لم يرق إلى طموحات الناس، وكان يمكن له اتخاذ قرارات فورية تهدئ من غضب الجماهير كإنهاء حالة الطوارئ وتشكيل الأحزاب وحل مجلس الشعب، وإنهاء القوانين المقيدة للحريات وإنهاء القوانين المعيبة وإجراء انتخابات برلمانية نزيهة، والفصل بين السلطات " . وحمّل ممثل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الرئيس مبارك المسؤولية كاملة على الحكومة، لأنه يتمتع بصلاحيات مطلقة وهو الذي أوصل البلاد إلى تلك الحالة . وأضاف "كان مبارك يتصوّر أن الأجهزة الأمنية سوف تقمع الانتفاضة، وان الإدارة الأمريكية سوف تضغط لقمع الانتفاضة، ولكن كل تلك التوقعات خابت وبقي الشعب صامدا، مما أدى إلى خروجه بهذا البيان المستفز". وحّذر المتحدث الشباب من المساس ببعض العناصر لتشويه صورة الانتفاضة، مطالبا الجيش بحماية الانتفاضة والممتلكات، مناشدا الشباب الاستمرار في الانتفاضة حتى تتحقق مطالبهم . مصطفى عمارة
جورج إسحاق ( المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ) ل " الشروق ": " البرادعي على استعداد لتولي حكومة انتقالية "
اعتبر المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير جورج إسحاق تصريحات الرئيس مبارك استخفاف بالشعب المصري، وتوقّع أن تستمر الانتفاضة حتى تتحقق مطالبها. ولخّص المتحدث مطالب ثورة الشارع في تعديل الدستور وعدم ترشح رئيس الجمهورية أكثر من فترة وإنهاء حالة الطوارئ. وأضاف جورج إسحاق أن محمد البرادعي على استعداد لتولي حكومة انتقالية حتى الانتخابات الرئاسية القادمة . م . عمارة
عبد الله الأشعل ( مساعد وزير الخارجية المصري السابق ) ل " الشروق ": " سنقترح على البرلمان تشكيل حكومة انتقالية لمدة 13 شهرا "
صنّف مساعد وزير الخارجية السابق عبد الله الأشعل خطاب الرئيس مبارك في خانة الاستفزاز، محملا إياه مسؤولية ما يحدث من شغب في الشوارع. وقال محدثنا إن الرئيس مبارك مسؤول كل المسؤولية عن القتلى الذين سقطوا، وأضاف انه سوف يطرح على البرلمان الموالي خلال الجلسات القادمة تشكيل حكومة انتقالية لمدة 13 شهرا حتى يتحقق النظام . م . ع
سامح عاشور ( أمين عام الحزب الناصري المصري ) ل " الشروق ": " يجب محاكمة رموز الفساد وتشكيل حكومة انتقالية "
عدّ أمين عام الحزب الناصري سامح عاشور، كلام الرئيس مبارك ليلة أول أمس خطابا مخيّبا للآمال، مطالبا بمعاقبة رموز الفساد بمصر وتشكيل حكومة انتقالية بعيدة عن الحزب الحاكم. وعبّر عن ثقته بأن إرادة الشعب سوف تنتصر وأ ن جميع النقابات بما فيها نقابة المحامين التي ينتمي إليها سوف تدعم الانتفاضة حتى تحقق مطالبها . م . ع
الإعلامية المصرية حنان كمال ل " الشروق ": إطلاق الرصاص على المتظاهرين لم يحدث منذ زمن الاحتلال البريطاني
نددت الإعلامية المصرية المعارضة حنان كمال باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في مصر، وقالت "لم يحدث أن أطلق الرصاص على المتظاهرين في الشارع منذ زمن الاحتلال البريطاني"، وتابعت قائلة "ينبغي محاكمة حبيب العادلي (وزير الداخلية في الحكومة المقالة) على هذه الجريمة". كما اتهمت حنان كمال، في اتصال مع "الشروق" أمس، رجال الشرطة بالوقوف وراء عمليات النهب والتخريب التي تعرفها البلاد، وأكدت وجود معلومات موثقة بهذا الخصوص، موضحة أن "المتظاهرين قبضوا على كثير من رجال الشرطة، مرتدين الزي المدني ويقومون بالسلب والنهب، وقاموا بتسليمهم إلى الجيش ". من جهة ثانية اتهمت الإعلامية المعارضة النظام المصري ب"تشجيع الفتنة الطائفية بمصر". وقالت إن النظام في القاهرة "يعمل على إذكاء الطائفية، والمصريون من مسلمين ومسيحيين تفطنوا لهذا الأمر، وهذا بدليل المسيرات التي يسيرون فيها معا، ويقتلون فيها معا". كما وصفت ما يحدث في مصر من تطورات، بأنه "ثورة شعبية". وتابعت قائلة: "إن كل مصري سينزل إلى الشارع للتنديد بهذا النظام الذي ينهب الثروات، ويغلق الأبواب أمام المشاركة السياسية، ويحاكم الأشخاص الذين يكشفون الفساد بدل محاكمة الفاسدين".