في الوقت الذي وحد فيه الإعلام المصري الحكومي كل برامجه، وأوقف عرض المسلسلات والأفلام، ومختلف السهرات، كما قرر إذاعة الأغاني الوطنية مجددا، فإن عددا من القنوات الخاصة، ماتزال حتى الآن، تفضل بثّ البرنامج العادي، وكأن لا شيء يقع في قاهرة المعز، ولا أحداث تتسابق في ميدان التحرير، لدرجة، عدم الالتزام بوضع شعارات سوداء على شاشة تلك القنوات، تدعو مثلا، كغيرها، لحماية مصر أو الدعاء لها؟!! * في هذا الصدد، يقول بعض المتابعين، أن قنوات المنوعات والمسلسلات المصرية، فضلت أن تعبر عن رأيها بطريقة غير مباشرة، من خلال عرض بعض الأفلام التي توحي عناوينها بمواقف سياسية مبطّنة، فقد عرضت قناة ميلودي أفلام مثلا، التابعة لجمال مروان، حفيد الزعيم التاريخي جمال عبد الناصر، فيلم (حرامية في تايلاند) أكثر من مرة هذا الأسبوع، وكأنها تشير إلى حرامية القاهرة أيضا، وحاشية الحزب الوطني الحاكم، في الوقت الذي دأبت فيه قنوات أخرى، يسيّرها مصريون، مثل روتانا التي تديرها حاليا هالة سرحان، المتضررة أيضا من نظام مبارك، إلى عرض فيلم "مقلب حرامية"؟!! * قنوات أخرى، مثل سينما وأو تي في، وأيضا كايرو سينما، قررت هذا الأسبوع، عرض أفلام سياسية، وإيديولوجية، مثل مواطن ومخبر وحرامي، لداود عبد السيد الذي قام ببطولته خالد أبو النجا المتواجد مع المتظاهرين في ميدان التحرير، وهو للتذكير، صاحب دور المواطن في الفيلم، علما أن "الحرامي" شعبان عبد الرحيم قرر أن يؤيد مبارك، رغم غضبه على عدم ترشيحه لمنصب الوزير في الحكومة الجديدة؟! * في الوقت الذي عرضت فيه قنوات مصرية أخرى فيلم (سقوط بغداد)، لأحمد عيد، المتظاهر أيضا في ثورة التغيير، من أجل المطالبة هذه المرة بسقوط مبارك. * للإشارة، فإن جبهة الفنانين المؤيدين لمبارك بدأت في التقلص يوما بعد آخر، مع انضمام بعض الأصوات الخائفة، وأخرى المترددة لجبهة الصمود في ميدان التحرير، علما أن كل طرف، بات يضع قائمته السوداء التي سيتصرف على أساسها للانتقام من كل اسم، في مرحلة ما بعد الصمود في ميدان التحرير، والتي يريدها المتظاهرون نهاية لمبارك وحاشيته من الفنانين، في حين يبحث هؤلاء عن استنساخ النظام، مع ضمان خروج آمن للريّس. *