أحالت، أول أمس، الشرطة القضائية المغربية بالدار البيضاء، على قاضي التحقيق، تسعة أشخاص، من بينهم خمسة جنود لهم علاقة بالتنظيم المسلح المسمى "أنصار المهدي". وأوضح بيان للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، حسب ما نقلته أمس، وكالة المغرب العربي للأنباء، أن التحقيق كشف بأن المسمى ياسين الورديني - وهو عسكري سابق - المكلف بالجناح العسكري للتنظيم الإرهابي من طرف المدعو حسن الخطاب، أسندت إليه مهمة إعداد المعسكرات التدريبية ورصد ومراقبة بعض المؤسسات المالية في المغرب، تمهيدا للسطو عليها وسرقة ما بداخلها. وكان يخطط مع مجموعته لاستهداف أغراض ذات صبغة عسكرية ومدنية. جمال لعلامي ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن جريدة "الاتحاد" المغربية، أن "المجموعة الثانية من الشبكة الإرهابية"، التي تم ضبطها والمتكونة من 44 عنصرا، يتزعمهم المدعو حسن الخطاب، فيما تضم المجموعة الثانية 11 عنصرا من بينهم أربعة عسكريين متقاعدين، أبرزهم المدعو ياسين الورديني، الملقب بأبي عبد الله، والذي بايعته جماعة "أنصار المهدي"، بحضور منسقها ومهندسها حسن الخطاب، أميرا للجناح العسكري للجماعة المسلحة، حيث تعهد له بتدريب باقي الأعضاء على حمل السلاح واستعمال المتفجرات. وكشفت التحقيقات الأولية، لدى الشرطة المغربية، أن تنظيم جماعة "أنصار المهدي"، طبقا لتصريحات أدلى بها أفراد المجموعة الاولى (34 عنصرا) وكذا أفراد المجموعة الثانية (11 عنصرا)، أن التنظيم المسلح "يسعى إلى تنظيم نفسه وفق نموذج الجماعات الأصولية في المشرق، خاصة تنظيم القاعدة". وقالت جريدة "الاتحاد" إن المستجوبين صرحوا بأنهم كانوا سيعلنون "الإمارة الإسلامية في المغرب"، وذلك بإعداد شريط فيديو، يلقي فيه "حسن الخطاب" كلمة توضح أهداف الجماعة وتصورها، وكان سيتم توزيع هذا الشريط على كل الفضائيات. وأشارت المصادر المغربية، إلى أن بنية التنظيم اعتمدت تحديدا على الخلايا، التي تتوزع أساسا على ما أسموه بالمحور الغربي (سلا، القنيطرة، سيدي يحيى)، وخلية تطوان وسيدي سليمان، وسيواجه المتهمون تهما خطيرة - في إطار قانون محاربة الإرهاب - أبرزها "الدعوة إلى قلب نظام الحكم وإنشاء إمارة إسلامية". وقد كشفت التحقيقات أن "الأمر أكبر من أن يكون مجرد خلية إرهابية في طور التشكل"، وهو ما ذهب إليه بعض الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب، من أن المجموعة المفككة "متطورة في ما يبدو، ولها خطة عمل واضحة". وحسب ما نشرته "الاتحاد" المغربية، فإن التحقيقات توصلت إلى أن مجموعة من عناصر "أنصار المهدي"، كانوا "على اتصال عبر الأنترنيت مع منظمات إرهابية جزائرية وموريتانية" (...)، وبأن هذه المنظمات كانت بصدد تأسيس فرع لتنظيم "القاعدة" بالمنطقة، تحت اسم "قاعدة بلاد المغرب"(..)! وقالت الجريدة إن مصادر مطلعة أفادت بأن حالة من الاستنفار قد عمت جميع أجهزة الاستخبارات المغربية، للبحث عن عناصر إرهابية أخرى، قيل إنها كانت على علاقة بأعضاء التنظيم المزمع تكوينه.