في شريط سمعي، إطلعت عليه أمس، "الشروق اليومي"، أبدى الناطق الرسمي بإسم التنظيم المسمى "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة بلاد الملثمين"، تأييده لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"(الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، موجها رسالة مساندة و"وحدة" إلى المدعو أبو مصعب عبد الودود، الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي في الجزائر. الشريط السمعي، الذي تم بثه عبر موقع منتديات شبكة الحسبة" على شبكة الأنترنيت، هدد "بتصفية الحكام العرب وعملاءهم"، داعيا إلى "ترك ما تدعو إليه جبهة البوليزاريو"، كما توعد المواجهين والمعادين لأفراد الجماعات الإرهابية المسلحة، خاصة من أسماهم ب "الصليبيين وأبناء فرنسا"، وقال الناطق الرسمي ل "أنصار الإسلام في الصحراء"، مخاطبا عبد المالك دوردكال، "إعلم أننا في خندق واحد". ووجه المتحدث بإسم التنظيم المسلح الناشط بمنطقة المغرب، "نداء" إلى العناصر المسلحة لعدم التأثر ب "المتخاذلين والمخالفين"، في إشارة إلى المسلحين التائبين الذين تخلوا عن النشاط الإرهابي، وشرعوا في تقديم معلومات لمصالح الأمن، في إعترافات وشهادات لهم بعد إستسلامهم، كا وجه التنظيم رسالة لتلقي دعم وتضامن وفتاوي لصالح نشاطه من طرف "علماء الأمة". وفي إعتراف ضمني بما يعانيه التنظيم من فراغ وتفكك ويأس، دعا المتحدث بإسم "أنصار الإسلام في الصحراء"، إلى "نصرة المسلحين والوقوف في صفهم" مع دعوة "الشباب في الصحراء الإنضمام إليهم"(..)، داعيا أتباع "البوليزاريو" الذين يتلقون-كما قال- "الدعم من الصليبيين المحتلين لبلاد الأندلس"، إلى "التوبة والتبرء من هذه الحركة العميلة المرتدة التي تؤمن بالشرعية الدولية والقوانين الوضعية والتي أدارت ظهرها لشريعة الله وتسعى إلى تجزيئ المجزء"، كما حذر "أنصار الإسلام في الصحراء" ما أسماهم ب "جنود الطاغوت قبل فوات الأوان"(..). وكان توقيت الشريط السمعي، 24 دقيقة و29 ثانية، تم تخصيص جزء مهم منه، لقطات مختارة من لقاء صحفي بالبيت الأبيض، عقب لقاء جمع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بملك المغرب، محمد السادس، في 23 أفريل العام 2002، وقد قصد تنظيم "أنصار الإسلام في صحراء بلاد الملثمين"، توفير ما يشبه "الدليل" على التعاون بين واشنطن والمغرب، من أجل توظيفه لدعوة الشباب بشكل عام، وبشمال إفريقيا تحديدا، إلى الإلتحاق بالتنظيم المسلح. وجاءت اللقطات الصوتية التي إختارها "أنصار الإسلام"، بشأن مقاطع من كلام جورج بوش ومحمد السادس، الأول باللغة الإنجليزية، والثاني باللغة الفرنسية، وهو الكلام الذي سبقته ولحقته آيات قرآنية وكذا أناشيد دينية، هدفها إثارة عواطف المستمعين ودغدغة مشاعرهم الدينية. وتجدر الإشارة إلى أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كانت تضم في صفوفها عندما كانت تحت إسم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، ما يعرف بكتيبة الملثمين. وكان تنظيم "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة ببلاد الملثمين"، في بيان سابق له، أشار إلى أن "الحكومة المغربية بقيادة محمد السادس تمادت في طغيانها بإعتقال إخواننا من الدعاة والشيوخ، متهمين إياهم بالإرهاب"، وقال هذا البيان الأول، "إننا نعلن نحن أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة بلاد الملثمون، رسميا جهادنا ضد هذه الحكومة العميلة وعلى رأسها محمد السادس و جميع الحكومات العميلة في بلاد المغرب الإسلامي"، ودعا البيان "الشباب المسلم في بلاد المغرب الإسلامي و الشناقطة خاصة بأن يستعدوا و يعدوا العدة و أن يعلموا أن مهمتنا كسر هذه الحدود". ويلاحظ مراقبون أن الشريط الصوتي لما يسمى بالناطق الرسمي ل "أنصار الإسلام"، هو نفسه تقريبا مضمون البيان المنشور في وقت سابق عبر شبكة الأنترنيت، وهو البيان الذي ذكر بأنه "على رأس أهدافنا كل من يعمل في الجيش أو ما يتعارف عليه بالمصطلح العامّي ب المخزن وكرواتيا والعاملين في الدرك الملكي والشرطة"، داعيا "عوام المسلمين بالإبتعاد عن المباني الحكومية والتجمعات العسكرية أو ما يصطلح عليه ب الكوميساريات" فإنها هدف لنا"، مضيفا "ونسأل الله أن يجنّبنا دماء المسلمين"(..) !، مشيرا إلى أن العمليات الإرهابية للتنظيم "لن تشمل الصحراء المسلمة فحسب، بل ستتعدا ذلك"(..). أ/أسامة