أكد رئيس جمعية فرنسا-الجزائر السيد جون بيار شوفينمان، السبت، أن النقاش حول اللائكية الذي يستهدف الإسلام، والذي بادر به الاتحاد من أجل حركة شعبية، يملك الأغلبية الحاكمة، بطلب من الرئيس، نيكولا ساركوزي، "غير مرحب به"، وانه لا يرى من ضرورة لتنظيمه. * وأوضح الوزير السابق للداخلية والديانات على أمواج إذاعة "راديو أوريون" قائلا "يبدو لي أن اللائكية هي من قيم الجمهورية المكرسة في فرنسا، كما أنني لا أعتقد بأن هذا النقاش مرحب به" ، وتساءل "لماذا يتم إجراء نقاش حول الإسلام وليس نقاشا حول الكاثوليكية أو البروتستانتية أو اليهودية"، مذكرا بأنه على اثر ردود الأفعال السلبية التي تم الإعراب عنها على الساحة السياسية والجمعوية قرر المبادرون إلى هذا النقاش استبداله بندوة حول اللائكية. * وقال المتحدث إن مبدأ اللائكية "هو أن نتمكن من التفاهم بعيدا عن المعتقدات المؤكدة عما هو أفضل للمصلحة العامة من خلال استبعاد الالتزامات الدينية للبعض والبعض الآخر". * وتابع يقول أن النقاش حول الإسلام "يعد نقاشا له أهداف انتخابية ينظم تحضيرا للمواعيد الرئاسية" لسنة 2012 ، مضيفا أن الاتحاد من أجل حركة شعبية يخشى من أن تخطف منه الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) أصواتا، وبالمقابل وفي نفس ساحة اليمين المتطرف يقوم الحزب الحاكم بتطوير أفكار "مبهمة نسبيا" التي يرى أنها ستسمح له "بالحفاظ على تأثيره بين المجتمع" . * وحسب شوفانمون فان "التصرف على هذا الشكل إنما هو تمهيد للطريق أمام الجبهة الوطنية، وهو الأمر الذي فهمه عدد معين من منتخبي الحزب الرئاسي، ومنهم الوزير الأول نفسه، فرونسوا فيون، الذي أعرب عن نيته في عدم الاشتراك في هذا النقاش الذي لا أرى فيه فائدة على الإطلاق" . كما تساءل عما إذا لم يكن هناك "انتهاك لروح اللائكية نفسها وإذا ما كان طبيعيا أن يقرر حزب بالمبادرة بتنظيم مثل هذا النقاش" . * وتعالت أصوات منذ أيام، بما فيها من الأغلبية الرئاسية، للتنديد بهذا النقاش المثير للجدل، الذي يعتبره الكثير غير مجد ومناف لقيم الجمهورية وبعيد عن الانشغالات الملموسة للمجتمع الفرنسي. * وسبق للمسؤولين عن كبريات الديانات الست المنتشرة في فرنسا (الكنائس المسيحية الثلاث، الإسلام، اليهودية والبوذية) أن أعربوا في تصريح مشترك عن خشيتهم من أن يؤدي نقاش جديد يستهدف الإسلام تغذية العنصرية ومعاداة الأجانب ضد فئة معينة من المجتمع الفرنسي.