أصدر مؤخرا الصحفي والجامعي صادق سلام كتابا جديدا بعنوان (فرنسا ومسلموها: قرن من السياسة الإسلامية 1895 - 2006)، والكاتب صادق سلام من أصول جزائرية يدرس منذ زمن طويل تواجد المسلمين على الأراضي الفرنسية، وقد نشر الكثير من المؤلفات حول الإسلام الحديث، كما نشط لمدة طويلة حصة حول الإسلام على القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية. في هذا الكتاب يتطرق الكاتب للعديد من القضايا كالإرهاب، الحجاب، وأزمة الرسومات الكاريكاتورية التي أثيرت قبل مدة والمعارك التي تثار حول إنشاء المساجد في الإعلام الفرنسي وهي العقبات الأساسية حسب المؤلف التي تقف في وجه اندماج المهاجرين. وحسب الكتاب دائما فإن السياسيين يتخذون تلك المسائل كذريعة للتخوف من الإسلام، ومن المفروض أن الماضي الكولنيالي لفرنسا واحتكاكها الطويل بالإسلام، يمنعانها من تجاهل بعض الحقائق الأساسية، حيث أن فرنسا أسست منذ سنة 1905 للفصل بينها وبين الإسلام وتنظيم وهيكلة ما يسمى الإسلام الفرنسي، غير أن هذه المشاريع تم التخلي عنها منذ 1940، ثم بشكل نهائي منذ 1947. هذه الجولات تفسر الصعوبات التي يواجهها منذ 20 سنة مسألة إنشاء مؤسسة لمسلمي فرنسا كما تفسر الميزانية الضعيفة التي تخصص اليوم للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المتهم بالتبعية للدول الأجنبية، إن تاريخ 100 سنة من السياسة الإسلامية الفرنسية يسمح بفهم الصعوبات التي تواجهها الهيئات الرسمية الفرنسية اليوم مع الإسلام. ق. ث