لا تستغربوا العنوان.. لست بصدد القاء محاضرة في مدرج تاريخ.. كما أني لست مؤهلا للحديث في القضية من الأصل، لكن الطريق الى لندن الذي يبدو بعيدا في ملفات القائمين على الحركة الأولمبية الجزائرية هو في الصورة الحقيقية وعلى الطبيعة قريب جدا الى درجة لا يعيها الا العقلاء وكم هم قليلون في بلادي.. * الطريق الى لندن 2012 يقترن بالهوية، لأن الأولمبياد الحديث قائم على ميثاق قديم يهدف الى تحقيق السلم وتلاقي الأمم والحضارات في منافسة رياضية.. يلتقون للتنافس على الميداليات والأرقام، لكنهم يتحدثون بلغة قومهم ويمثلون تاريخ بلدهم وتراثه بالمعنى الواسع للتمثيل والإيجابي كذلك. * * لندن 2012 القريب أصلا بعيد في ملفات الاتحاديات واللجنة الأولمبية لأنهم في سبات عميق.. نائمون في العسل.. ملتهون بالصراع الداخلي بين اجنحة مؤيدة واخرى معارضة.. صراع في ظاهره يدور حول حب الوطن والمصلحة العليا له وفي باطنه يخفي صراع من له الحق في الإمضاء والتوقيع على شيكات الصرف المعقول وغير المعقول.. نعم، الصرف غير المعقول، لأن المسؤولين على الرياضة في بلادي يشربون ما حرم الله في المطاعم الفاخرة بأموال الاتحاديات ويحررونه في الفواتير في خانة التحلية اي "الديسير" بالعامية. * * لندن 2012 هو أزمة هوية في حقيقة الأمر، لأن السياسة الرياضية في الجزائر لم تتضح بعد رغم السنوات الطويلة تحت سمش الاستقلال.. لم نتوصل بعد الى حقيقة امكاناتنا بعد.. هل نحن بلد كرة قدم مثل البرازيل، أم بلد كرة يد مثل يوغسلافيا سابقا.. أم بلد العاب قوى مثل كينيا وغيرها من الأمثلة.. نريد ان نمارس كل الرياضات ونتفوق في كل الرياضات وفي الأخير نفشل فيها كلها.. نعم نفشل فيها كلها رغم بعض الاستثناءات التي لا تشكل القاعدة مثل بولمرقة ومرسلي وبنيدة وسعيد قرني والآخرين من اصحاب الميداليات في المحافل الدولية. * * أزمة هوية نعيشها، لأن رياضتنا ترتبط بالسياسة ورجال الخفاء بعقد زواج عرفي لا يسمح بظهور الممثلين الرئيسين الى الواجهة.. يتركهم خلف الستار ويضع لوحة المفتايح بين ايديهم لكي يحركوا بقية الوجوه من بعيد حسب ما تقتضيه مصلحة الوطن.. أزمة هوية نعيسها على كل الأصعدة واذا رأيتم في حديثي خروجا عن النص اسألوا بن بلة الذي حكمنا ثلاث سنوات وجاء في 2011 ليقول انه من أب مغربي وأم كذلك.. فِكيف تكون لنا هوية وأول رئيس للجزائر المستقلة ليس جزائريا حسب اعترافه الاختياري. *