يقود ناشطون وناشطات حملة في السعودية للافراج عن امرأة موقوفة بتهمة تحريض النساء على قيادة السيارات عبر قيادتها سيارة في شرق المملكة، فيما قامت سيدة سعودية أخرى بتكرار التجربة في مدينة الرس بمنطقة القصيم شمال غرب الرياض واوقفت بدورها ايضا من قبل اجهزة الامن لفترة وجيزة وفقا لوسائل اعلام سعودية. * وقالت صحيفة الحياة ان "امراة (37 عاما) توقفت بسيارتها امام محل للتموينات في محافظة الرس (400 كيلومتر شمال غرب الرياض) وبرفقتها والدتها (70 عاما) وخالتها (68 عاما)، فاوقفتها الدورية الأمنية". * ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم شرطة منطقة القصيم المقدم فهد الهبدان ان "السيدة التي كانت تقود السيارة تسكن أطراف المحافظة واعتادت التردد على حظائر أغنام تملكها" مشيرا الى ان "دوريات امنية اوقفتها لدى توقفها عند أحد المحال التجارية التموينية بحضور فرقة من +هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر+ (الشرطة الدينية)". * واشار الى إنها احيلت إلى مركز الشرطة الذي احالها الى شرطة المرور في المحافظة لاتخاذ اللازم حيالها. الا ان صحيفة الوطن اشارت الى ان السيدة افرج عنها بعد ساعات. * الى ذلك، توقع محامي منال الشريف الموقوفة منذ الاحد في شرق المملكة والتي وجهت اليها تهمة تحريض النساء على قيادة السيارات ان يتخذ اجراء "منطقي" بحقها اليوم الثلاثاء. * ولا تزال حملة "نساء للقيادة" على موقع الفيسبوك تشهد تفاعلا مستمرا من الجنسين ما بين مؤيد ومعارض، وهي حملة تقودها نساء ينوين القيادة في جميع انحاء المملكة في 17 جوان. * ورفع 315 مثقفا سعوديا خطابا الى العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز طالبوه فيه بالتدخل للافراج عن منال الشرف. * وجاء في الخطاب "ابنتكم منال الشريف في السجن الآن دونما جرم ارتكبته فهلا رفعت الظلم عنها ... كلنا يرجو عاجلا الحرية لمنال". * من جهتها، قالت الناشطة وجيهة الحويضر التي كانت سباقة في تصوير نفسها وراء المقود ونشر شريط يظهر ذلك على الانترنت في 2008، ان "منال الشريف كانت تريد ان تثبت انه من الممكن للمراة ان تقود دون ان تتعرض للاعتقال". * وقادت الشريف سيارة يوم الخميس الماضي وصورت نفسها وبثت شريطا عن ذلك على موقع يوتيوب، وكانت الحويضر مع الشريف في سيارتها حينها. * الا ان منال اعادت الكرة في اليوم التالي مع اخيها فاوقفت لساعات ثم افرج عنها قبل ان يقبض عليها مجددا السبت. * وقالت الحويضر التي تدعم حملة "نساء للقيادة" ان اللواتي يطالبن بهذا الحق "لا يردن ان يؤذين احدا" مشيرة الى ان الشريف لديها مصاعب في حياتها لكونها مطلقة ولديها ابن تعتني به بسن الخامسة وهي بحاجة للتنقل بسهولة. * وتوقعت الحويضر الا تكون هذه الحملة "بداية لحركة احتجاجية كبيرة لان لا قاعدة جماهيرية في المملكة وليس عندنا مجتمع مدني". * لكنها اشارت الى ان هناك "شريحة لا باس بها من المجتمع السعودي اصبحت تقبل بقيادة المراة لكن الدولة تخاف من المتشددين، لكنني اعتقد انها تعطيهم اكثر من حجمهم". * وكذلك طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش بالافراج عن الشريف. * ويستأثر موضوع قيادة المراة للسيارة بمساحة واسعة من النقاش في المجتمع السعودي وفي الاعلام خصوصا بعد اعتقال الشريف. * وفي مقالته في صحيفة الوطن تحت عنوان "الحقوق في ظل الدولة.. قيادة المراة للسيارة"، يتساءل الكاتب يحيى الامير "ترى هل من المنطقي والمناسب ان يكون الخبر الابرز عن المملكة العربية السعودية في مختلف وسائل الاعلام العالمية حاليا هو خبر القاء القبض على مواطنة سعودية لانها قامت بقيادة سيارتها". * ويضيف "هنا تسقط كل عبارات التاويل مما يعني اننا امام خلل، ولسنا امام مشكلة جديدة ... خلل يرتبط بمفهومنا للخيارات والحقوق في ظل الدولة الحديثة (...) الجميع يتفهم ما يطرحه الفقهاء من مخاوف ومحاذير من قيادة المراة للسيارة وهي محاذير لها ما يبررها اذا كنا نتحدث عن السماح المطلق ليصبح الحل هو السماح المقنن". * من جانبه، يرى الكاتب هاني الظاهري في صحيفة الحياة ان "الحديث عن قيادة المراة للسيارة استهلك كثيرا في الصحافة السعودية وشبع لبتا وعجنا حتى مل الناس من التطرق اليه". * ويضيف "يتضح ان سبب الاشكال الحقيقي والاحتقان بين المؤيدين والمعارضين مرده الى الموقف الرسمي غير الواضح لا الحركات التغريبية ولا التشريقية وهو ما يعني ان يعلن صراحة وبشكل لا لبس فيه عن تجريم قيادة المراة للسيارة وتحديد العقوبة او السماح لها بالقيادة مع وضع الانظمة اللازمة لحمايتها".