دون لفّ ولا دوران كشف الرجل الأول في وفاق سطيف عبد الحكيم سرار الكثير من الأشياء التي لها علاقة مباشرة بالفريق وآفاقه المستقبلية، ومما قاله سرار انه يعمل في شفافية تامة ويتحدى أي رئيس فريق آخر ان كان يعمل وفق المسار الذي انتهجه منذ توليه منصب رئاسة الوفاق، قائلا انه تعلم الكثير من خلال هذه التجربة، وقد حفظ العديد من الدروس املا ان يجسدها هذا الموسم على أرضية الواقع ويقود الوفاق الى منصة التتويج ويُفرح السطايفيين، كما كانوا يفرحون مع جيل كوسيم وماتام الأب والراحل قريش وبعدهم عجاس وعجيسة وبرناوي والمتحدث سرار. شريط اللقاء * سنضع الغرور فوق الأكتاف والأرجل فوق الارض ** وصف عبد الحكيم سرار النتائج المسجلة حاليا في البطولة الوطنية بالجيدة، خاصة بعد تسجيله انتصارين خارج الديار وهي النتائج التي قال عنها سرار بداية خير لموسم نسعى فيه لتحقيق نتائج إيجابية، لكن حتى وان كانت هذه البداية جيدة، الا ان الاصعب مازال ينتظرنا كون البطولة في بدايتها، ومع مرور الجولات ستصعب الامور، لكن نحن سنحاول جاهدين لحصد أكبر عدد من النقاط. ومن أجل الحفاظ على بدايتنا الجيدة قال سرار علينا بالتركيز الجيد، وان نضع الغرور فوق الاكتاف والارجل فوق الارض. * هدفنا المربع الذهبي لرابطة أبطال العرب ** أما بخصوص الهدف المسطر هذا الموسم قال سرار سنلعب على ثلاث جبهات البطولة الوطنية، كأس الجزائر وكأس رابطة أبطال العرب، وهدفنا الأساسي هو التأهل على الاقل الى الدور المربع الذهبي في المنافسة العربية. * أخطاء المواسم الماضية علمتني الكثير ** يقول سرار بخصوص المواسم التي قضاها على رأس الوفاق انه كان تلميذا غبيا، بدليل انه أقال بعض المدربين أحيانا قبل انطلاق البطولة وأحيانا أخرى بعد مرور جولة أو جولتين وهذا خطأ فادح، لا يخدم مصلحة الوفاق إطلاقا، مضيفا انه كان يخضع الى ضغوطات خارجية، لكن الآن يقول سرار استيقظت من سبات عميق، وعرفت أن ما كنت أقوم به خطأ لا يغتفر، لذا يقول لدي الثقة التامة في المدرب الحالي رشيد بلحوت. * الواقع فرض علي جلب 17 لاعبا ** أما بخصوص الحملة التي تشن عليه من طرف البعض بمدينة سطيف بخصوص تخليه عن سياسة التكوين، خاصة باستقدامه لحوالي 17 لاعبا هذا الموسم، أجاب سرار قائلا، فعلا استقدمت 17 لاعبا من خارج مدينة سطيف، لكن هناك ظروف فرضت نفسها علي لاستقدام هذا العدد الكبير من اللاعبين، مضيفا أين العيب في ذلك مادامت هناك أكبر النوادي العالمية نجد في صفوفها لاعبا أو لاعبيْن فقط من الفريق، وباستقدامي هذا العدد كله أكون قد كسرت الطابو الذي كان سائدا من قبل بمدينة سطيف واليوم نجد جل لاعبي الوفاق من خارج المدينة، بدليل ان لقاء نادي بارادو لعبناه بلاعب واحد من الفريق. * لسنا في النظام الاشتراكي ** التغييرات التي تشهدها رياضة كرة القدم على المستوى العالمي، تتطلب منا مسايرتها ومواكبتها، خاصة بعد ان تحول العالم الى قرية صغيرة، فالتطورات التي يعرفها هذا العالم تتطلب منا مسايرته، خاصة بعد انقضاء النظام الاشتراكي، فاليوم رياضة كرة القدم تحولت الى تجارة، ويتطلب منا كجزائريين مسايرة النظام الجديد، فإذا كان اليوم لاعب يستحق مليار سنتيم، فأين العيب إذا تحصل على هذا المبلغ. * أعلى لاعب في الوفاق ب 700 مليون ** ودون ذكر اسمه قال سرار ان أغلى مبلغ مالي تحصل عليه لاعب في فريقه الوفاق يقدر ب 700 مليون سنتيم، مضيفا ان هناك لاعبين تحصلوا ما بين 300 مليون و500 مليون، كما ان هناك لاعبين تمت ترقيتهم من الأواسط منحت لهم 60 مليون لكل لاعب، وما منحته للاعبين من أموال تم في شفافية تامة، وكل من يريد ان يعرف ما تحصل عليه كل لاعب مستعد ان أكشف له ذلك، كوننا نعمل في شفافية تامة، ونملك كل الوثائق التي تثبت صحة ما أقوله، وجميع اللاعبين مرتبطون بعقود موثقة. * حاج عيسى لم يتحصل على أي سنتيم ** بعد ان كشف سرار عن المبالغ المالية التي تحصل عليها لاعبو فريقه، فاجأنا سرار بخصوص اللاعب حاج عيسى بقوله ان هذا اللاعب لم يتحصل على أي سنتيم لحد اللحظة، ورغم ذلك قال سرار إن حاج عيسى لم يطالبني ولو مرة واحدة بمستحقاته المالية لا لشيء وإنما لمدى ثقته التامة في، خاصة وانه على علم ان وجوده في الوفاق لا ينقصه أي شيء، والجميل في هذا اللاعب انه لم يتحدث في جميع حواراته عن الجانب المالي، صدقوني، يقول سرار، لم أجد لاعبا مثل الحاج عيسى أخلاقيا وفنيا. واصفا إياه بالفنان، وعلى انه سيكون اللاعب رقم 10 مستقبلا في الفريق الوطني، وسيبهر الجميع بفنياته العالية ولا أظن ان هناك لاعبا موهوبا في الظرف الحالي مثل هذا اللاعب، فانتظروه، يقول سرار، بعد سنتين على الأقل من الان، لذا بإمكان حاج عيسى اللعب لأي فريق أوروبي كان وريال مدريد طلب سيرته الذاتية والمدير الإداري للنادي بوتراغوينيو طلب منّا السيرة الذاتية للاعب حاج عيسى بواسطة فاكس مرسل إلينا. وقد بعثنا له ما طلب منا، لكن لحد الآن لم نتلق أي رد، هذا كل ما في الأمر، قال سرار. * اقترح علي 800 ألف أورو لتسريح حاج عيسى فرفضت ** سرار واصل حديثه عن اللاعب حاج عيسى ليقول ان هناك فريقا اقترح علي مبلغ 800 ألف أورو، لكنني رفضت هذا المبلغ، كونني متأكد ان اللاعب حاج عيسى بإمكانه ان يصل سعره في ظرف سنتين الى مليوني أورو وأنا واثق مما أقوله، كون هذا اللاعب يملك الكثير من مواصفات اللاعبين العالميين الكبار. * اللي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار ** وبما أنني أعمل في شفافية تامة، يقول سرار لا أخاف من أي أحد ومستعد للمحاسبة، وأنا مع الوزير ڤيدوم حين يقول لابد من التطهير، وعلى رأي المثل الجزائري العامي اللي مافي كرشو التبن ما يخاف من النار. سرار أعاد التذكير بأنه يتحدى أي شخص يدعي أنني صرفت الملايير على الوفاق دون ان أتحصل على أي لقب وطني، لكن مادام هؤلاء لم يسددوا حتى تذكرة الدخول الى الملعب، فما عليهم الا ان يغلقوا أفواههم ويلتزموا الصمت، كاشفا لنا انه اقترض مؤخرا مبلغ أربعة ملايير من أحد أحبائه بعد أن منح له أربعة شيكات بنكية ممضاة باسمه الخاص، مما يعني أنني أقود الوفاق بأموالي الخاصة، يقول سرار، وأتحدى من يقول العكس والحمد لله، يقول سرار، لدي العديد من الأصدقاء والأحباب حين أطرق أبوابهم لا أعود فارغ اليدين. ** كريم مادي بطاقة حمراء ** أيها الباكون على الأطلال.. إرحلوا خرج عن النص وسار بتصريحاته نحو زملائه من قدامى اللاعبين وأشهر البطاقة الحمراء في وجوههم ليس لأنهم لم يقدموا لكرة القدم وإنما للعبهم دور الوصي بحكم الشرعية التاريخية. قال سرار أن اللاعب القديم الذي كان له شرف حمل الألوان الوطنية والدفاع عن سمعة ناديه على المستوى الوطني والقاري يكفيه شرفا أن يذكر اسمه في التاريخ وليس حتما أن يصبح مدربا أو مسيرا. وأوضح ضيف "الشروق اليومي" أن معظيم اللاعبين القدامى ليس لهم المستوى التعليمي الذي يؤهلهم لممارسة مهنة التدريب أو التسير الإداري، ومع ذلك يصرون على لعب دور الضحية ويبكون على الأطلال وكأنهم ظلموا، يطالبون بحق ليس حقهم والأولى بهم أن يتركوا المجال لغيرهم. وخلص سراد إلى القول بأن جماهير كرة القدم تمتعت بفنيات اللاعبين القدامى وأعطتهم حقهم في الشهرة والمكانة الرفيعة في المجتمع والآن ليس أمامهم إلا الاحتكام إلى الأمر الواقع ومغادرة الوسط الكروي الذي تحول إلى صناعة واحتراف، لا يبقى غير القادرين علميا على التكيف مع قواعده. ع.م في الاتجاه المعاكس ** استفدنا من كرة القدم على عكس التصريحات الملونة بالكلام الموجه للإستهلاك الإعلامي التي يطلقها العديد من رؤساء الأندية واللاعبين القدامى بشأن تطوعهم لخدمة كرة القدم وتغنيهم بالعطاءات التي قدموها دون مقابل، جاء حديث سرار، مخالفا وفي اتجاه معاكس تماما. إعترف رئيس وفاق سطيف، أن أضعف الإيمان عندما يتعلق الأمر بالاستفادة، ينعكس على المكانة الإجتماعية المرموقة التي يخص بها الناس والمسؤولون المسير الكروي. "قد يفشل رجل أعمال كبير في لقاء وزير في حين أنجح أنا رئيس الفريق، قد يخسر البعض آلاف الدينارات ليتعرف عدد قليل من المواطنين على أفكارهم، بينما تجري الصحافة ورائي للتصريح"، قال سرار الذي ذهب أبعد من ذلك عندما اعترف بوجود فوائد مادية من وراء التسيير في الأندية الرياضية، لكن حديثنا لم يأخذ طابع التفصيل والتزم التحفظ وفق تقاليد رئيس نادي فريق كوفاق سطيف، لا يجب له أن يقع في الخطأ وعليه حساب كل كلمة تخرج منه للرأي العام، لكنه أكد أن حكاية التطوّع ملفوفة بتفاصيل عديدة قد يأتي اليوم للبوح بها. ع. م بورتريه ** داهية الكرة الجزائرية يجيد اللعب بالكلمات ووضع النقاط على الحروف ويهرب من الأسئلة المدببة ويغلف كل خرجاته بمنطق التفاوض المبني على مبدأ الأخذ والعطاء. يتحدث عن كرة القدم بلغة الأرقام ويتوغل في سراديب اقتصاد السوق باحثا عن مخارج قانونية واعلامية تبقيه رئيسا لوفاق سطيف. عبد الحكيم سرار المدافع الحر السابق الرئيس الحالي للوفاق يضبط أهدافه بدقة ولا يخلط بين الأمور الثانوية والسامية منها. يعلن عن نفسه في ومضات إشهارية بما يتوافق مع الواقع اليومي لتصرفاته الرياضية وغير الرياضية ويترك مساحة اللخطوط الوهمية تقول ما تشاء محصنا نفسه بسلاح التوثيق والمبادرة في الهجوم. يجمع سرار في صورته الأصلية والمطابقة لها بين خبرة اللاعب القديم وطموح الرئيس الشباب ويمزج الإثنين بدهاء مدرسة الحياة في أزقة سطيف وشوارعها وما لاقاه من مصاعب ليفرض نفسه في وسط كروي يعتمد مبدأ "إن لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب". ع.م ملفات الماضي ** عرقلني زملائي وأنصفني القدر عاد سرار بذاكرته إلى الوراء واحتكم إلى القدر وأعلن معاناته مع بعض الأسماء اللامعة في المنتخب الوطني عندما كان شابا وحديث العهد بالنخبة الوطنية. تحدث سرار بمرارة عن العراقيل التي وضعت في طريقه حتى لا يكون أساسيا مع "الخضر"، لكن القدر أنصفه بعد سنوات عندما عاد رغم العقوبة والإصابة إلى المنتخب الوطني عام 90 وتوج معه بكأس إفريقيا للأمم.. التتويج الذي ينقص العديد من الأسماء الكبيرة. لم يذكر الأسماء ولمح إليها بطريقة مكشوفة لنا واحتراما له ولماضي أولئك اللاعبين نتركها ضمن ملفات الماضي. ع.م رمية حرة ** جاهزون للتطهير بشروط في سياق الحديث عن الصراع الدائر منذ مدة في الوسط الرياضي بين الوصاية ورؤساء الاتحاديات، كان لسرار رأيه الصريح المنادي بضرورة التطهير الذي ينادي به وزير الشباب والرياضة يحي قيدوم، لكن وفق شروط موضوعية يجب أن تخضع لها العملية وإلا أصبحت مجرد تصريحات تهدف الى ذر الرماد على العيون. أوضح سرار أن التطهير يجب أن يمس كل الهياكل الملحقة بالقطاع وأن يكون شاملا مؤسسا على قواعد قانونية واضحة تبعد الحسابات الشخصية للمسؤولين عن واقع التنفيذ، لكن الأمر يبدو مستبعدا على الأقل في الوقت الراهن. وقال ضيف الشروق اليومي أن الحديث عن مهنة المدرب ورئيس الفريق لا تخضع في الجزائر الى مقاييس مضبوطة ليس لنقص في القوانين، لكن التدخلات العديدة للمسؤولين في القطاع من أجل خرق تلك القوانين كما حدث مع التعليمة الأخيرة لوزير الشباب والرياضة الخاصة بالمؤطرين الرياضيين. وانتقد سرار الحديث الدائر هذه الأيام عن المنظومة الكروية وعن المحسابة وكأن الأمر يتعلق بالتعامل مع مافيا مالية أو سياسية واستشهد بالمثل القائل "الي كرشو مافيها التبن ما يخاف من النار"، وتعهد في جلسته مع صحفيي الشروق اليومي بالاعلان عن الأرقام الحقيقية للصفقات مع اللاعبين وكل ما يتعلق بحسابات النادي، وكل من لديه ملاحظة أو تعليق، هناك الأطر القانونية المتعارف عليها دون اللجوء الى التهديد والوعيد عبر الصحف ومختلف وسائل الاعلام. واعترف سرار بالأزمة التي تمر بها الكرة الجزائرية والحل ليس غدا بشرط ان يفهم المعنيون بالأمر مكمن الخلل ويصفون الدواء اللازم وفق ما تتوفر عليه الجزائر من مقومات واقعية وليس الدخول في متاهة الصراع المنطلق أساسا من حسابات ضيقة. وسيم.ب