دعا البروفيسور مصمودي عبد الناصر، رئيس مصلحة الأمراض العصبية بمستشفى باب الوادي، مديرية الصحة لولاية الجزائر إلى تنظيم يوم تكويني واحد على الأقل للأطباء العامين لتحسيسهم بمرض »الألزهايمر«. وقال البروفيسور لدى تدخله أول أمس في ملتقى طبي حول هذا المرض، نظمته الجمعية المحلية للجزائر العاصمة لمكافحة الألزهايمر، بأن الأطباء العامين لا يعرفون كيفية التعامل مع مرضى الألزهايمر ولا إلى أي جهة يوجهونهم للاهتمام بهم، موضحا بأن معرفة هذا المرض ومعرفة كيفية التعامل مع ضحاياه هي خطوات أولى نحو محاصرته. حمزة هدنة والألزهايمر هو مرض يصيب كبار السن الذين تجاوزا سنة الخامسة والستين، يهاجم الذاكرة مما يسبب لأصحابها النسيان الدائم والمتزايد. وعن الأسباب المباشرة للألزهايمر تقول الدكتورة عبادة بن ديب مريم أنها تتلخص في موت بعض الخلايا الخاصة بالذاكرة في الدماغ، مؤكدة بأن العلماء لا يعرفون إلى اليوم سبب موت تلك الخلايا، واستدركت بالقول »الغريب أن موت هذه الخلايا الخاصة بالذاكرة لا يتكون عند جميع العجزة، فبعضهم يصل إلى التسعينيات من عمره لكنه يبقى متمتعا بذاكرة قوية« وهو المجال الذي لا يزال العلم يبحث فيه. وقد كان الفضل للعالم الألماني »ألوا ألزهايمر« لاكتشاف هذا المرض في 1906 وسماه باسمه، والآن تكون قد مرت 100 سنة على اكتشاف الألزهايمر. يصيب هذا المرض النساء بدرجة أكبر من الرجال بقليل حسب الأبحاث والإحصاءات العلمية، ومما يسببه أيضا، اضطرابات متكررة في الذاكرة تؤدي بصاحبها إلى أن ينسى الاسماء والاماكن والوقت مما يجعله بعيدا معزولا عن العالم المحيط به، كما يحدث تقلبات في شخصية المريض الذي قد يتحول الى انتهاج سلوكات عدوانية والشعور بالقلق الدائم. وعن واقع هذا المرض في الجزائر، قال البروفيسور مصمودي بأن الإحصاءات الدقيقة غير متوفرة لحد اللحظة بالنظر إلى أن الاهتمام بالألزهايمر بدأ منذ سنتين فقط، لكنه كشف بأن مستشفى باب الوادي يستقبل حاليا حالات متزايدة من المصابين، فمن بين 3000 شخص تابع المستشفى حالتهم اتضح أن 13٪ منهم مصابون بالألزهايمر، لكن البروفيسور أوضح بأنه لا يمكن اعتماد هذا الرقم للحديث عن تطور المرض في الجزائر، وهو الكلام نفسه الذي أكدته الدكتورة بن ديب مريم قائلة »نحن نحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لنطلع الرأي العام على الأرقام العلمية حول الألزهايمر في الجزائر؛ فعامان من العمل غير كافيين البتة لقول بعض الحقيقة فقط للناس، فما بالك بالحقيقة كلها«. مدينة العلوم بمسرح الهواء الطلق التي احتضنت هذا الملتقى الطبي عرفت حضور بعض الأطباء الذين جاءوا مرفوقين بآبائهم المصابين بالألزهايمر، وتكلموا عن حالات أوليائهم بإسهاب كبير. إحدى السيدات يعاني زوجها المقعد من الألزهايمر قالت بأن المجتمع الجزائري لا يعرف بعد حقيقة هذا المرض كما أنه لا يعرف صعوبة التعامل مع ضحاياه، وكشفت بأنها اضطرت للتوقف عن العمل والبقاء إلى جانب زوجها في البيت حيث أصبح يخرج في أي وقت من اليوم حتى في منتصف الليل، دون أن يعلم إلى أين سيذهب. من جهته دعا السيد بومعزة رئيس الجمعية المحلية لمكافحة الألزهايمر السلطات والمجتمع المدني إلى مد يد العون لجمعيته التي لا تملك مقرا منذ انطلاقها في العمل قبل عام، وأضاف بأن المتطوعين والخيريين هم الذين يتصدقون على الجمعية لتشتري أدوية لمرضى الألزهايمر. وختم المحاضرون ملتقاهم بدعوة الجميع إلى التعرف على هذا المرض الذي بدأ يزحف شيئا فشيئا في الجزائر رغم أن الأرقام تبقى مجهولة لحد اللحظة.