أبدى الأردن استعداده لتشكيل لجنة من الخبراء القانونيين لدراسة كل السبل الممكنة لإسقاط الحكومة الحالية، وتزويد عباس بدراسة قانونية محكمة لمعالجة الأزمة. القسم الدولي كشفت مصادر عربية عن اجتماع عقد مؤخرا في الأردن حضره مسؤول أردني رفيع جدا ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورؤساء أجهزة المخابرات في الأردن "محمد الذهب"، ومصر "عمر سليمان" ومدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك "يوفال ديسكين"، ومسؤولان أمنيان كبيران من دولتين خليجيتين لا تقيمان علاقات مع إسرائيل. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها: إن الاجتماع عقد في مدينة العقبة وركز على الأزمة الفلسطينية، ومواجهة "الإرهاب" في المنطقة. وعرض الأردن خلال الاجتماع استعداده لاستضافة ورعاية أية لقاءات من شأنها دعم عملية السلام، ومواجهة "الإرهاب". وشدّد المسؤول الأردني في الاجتماع على ضرورة التنسيق والتعاون بين هذه الأطراف وتبادل المعلومات لمواجهة ما أسماها ب "الأعمال الإرهابية"، التي تشهدها المنطقة وبعد ذلك قدّم "محمود عباس" عرضا للاتفاق الذي توصل إليه مع "إسماعيل هنية" رئيس الوزراء الفلسطيني بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية برئاسته. قال "عباس" إن هنية وبعد يومين من الاتفاق، طلب لقاءه وأبلغه أن قيادة حماس تطلب تعديل النص الخاص بالموافقة على مبادرة السلام العربية، وشطب البند المتعلق بتشكيل لجنة مشتركة للتفاوض. وقالت المصادر: إن ممثلي مصر والأردن وإحدى الدول الخليجية، سجّلوا تحفّظهم على رئاسة هنية لحكومة الوحدة الوطنية، مشيرين إلى أن تحفظهم ليس على شخص هنية، الذي وصفوه بأنه "أكثر قيادات حماس إعتدالا"، ولكن لأن هنية سينفّذ برنامج حماس، وطرحوا اسمي منيب المصري أو سلام فياض كشخصيتين مستقلتين لرئاسة الحكومة. كما أبدى المسؤولون الثلاثة تحفظهم على المحددات السياسية التي تم التوافق عليها بين عباس وهنية. وحول البدائل الممكنة في حال رفض حماس، أبدى الأردن استعداده لتشكيل لجنة من الخبراء القانونيين لدراسة كل السبل الممكنة لإسقاط الحكومة الحالية، وتزويد عباس بدراسة قانونية محكمة لمعالجة الأزمة. حماس: المقاومة خيارنا ولن نعترف بإسرائيل حتى لو سقطت الحكومة جددت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" رفضها الاعتراف بإسرائيل مهما كانت الظروف، مؤكدة على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية، وشددت حماس في بيان لها بمناسبة دخول الانتفاضة عامها السابع على أن خيار المقاومة هو خيار أصيل إختاره الشعب الفلسطيني عن وعي ودراية لتحرير أرضه ومقدساته. وقالت في بيانها: "ولن نُسقط البندقية المقاتلة من أيدينا ما دام شبر من أرضنا تحت الاحتلال، وما دام هناك أسير واحد في سجون الاحتلال، أو لاجئ واحد في ديار اللجوء والشتات". وقال وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار إن "حركة حماس لن تعترف بإسرائيل حتى لو تم إسقاط الحكومة". وأوضح في حديث مع "الرأي العام" أن "خياراتنا اليوم عربية إسلامية والدول العربية والإسلامية لا تشارك في الحصار وتدفع مخصصاتها وفي مقدمها الكويت الشقيقة". وفي ما يتعلق بوثيقة الوفاق الوطني لرفع الحصار وتخفيف الأزمة المالية، قال: "نتمنى ذلك وهذا ما توافقنا عليه. نحن مع حكومة وفاق وطني على برنامج محدد مرحلي يحقق الأهداف. وهنا لابد من أن نكون واضحين، هل مطلوب منا في "حماس" أن نعترف بإسرائيل؟ هل من قبلنا من الذين اعترفوا بإسرائيل حققوا هذه الأهداف؟ أنهوا الاحتلال، رفعوا الحصار، أوقفوا الاستيطان، أعادوا القدس واللاجئين والنازحين؟!!"