عاشت ليلة أول أمس مدينة شرشال بولاية تيبازة ، ليلة رعب حقيقية في أعقاب الاعتداء الإجرامي الذي نفده الانتحاريان بمطعم ونادي الضباط بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشر شال و خيم جو من السكون في أرجاء المدينة فاسحا المجال لأصوات سيارات الإسعاف والمركبات الأمنية التي طوقت مداخل الأكاديمية تحسبا لأي طارئ. * ماهي إلا لحظات عن آذان الإفطار حتى اهتزت مدينة شرشال على وقع انفجارين نفذهما انتحاريان بنادي ومطعم الأكاديمية، حيث اقتحم انتحاري الباب الشمالي للأكاديمية أين يتواجد مطعم للضباط وقد سارع عناصر الجيش لتطويقه قبل أن يفجر حزامه الناسف، وفي تلك الأثناء باغت انتحاري آخر أفراد النادي وفجر نفسه وسط عدد كبير من أفراد الجيش، لتدخل مدينة شرشال في أعقاب التفجير الثاني الذي سمع دويه على مسافات بعيدة واهتزت معه الأحياء المجاورة للأكاديمية في حالة من الذهول وسط صراخ النساء اللواتي هالهن وقع التفجير، فيما سارع المواطنون إلى مغادرة منازلهم في خطوة لاكتشاف ما حدث ليتفاجؤوا بحركة غير عادية لسيارات الإسعاف التي تداولت على نقل الضحايا والمصابين من مكان الاعتداء نحو مستشفى سيدي غيلاس، الذي جند كل طاقاته للتكفل بضحايا الاعتداء الوحشي قبل أن يشرع في تحويل المصابين بجروح خطيرة نحو مستشفيات العاصمة. * وفي غضون ذلك انتشر الخبر بسرعة بمختلف مناطق الولاية التي سادها جو من الحزن جراء ما تعرض له ضباط الأكاديمية، فيما ألغيت مختلف الاحتفالات بمناسبة ليلة القدر واضطر والي الولاية إلى مقاطعة حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بمسجد النور المركزي بمدينة تيبازة والتوجه نحو مكان التفجير ومستشفى سيدي غيلاس للاطلاع على حالة المصابين، فيما نزل قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح وقيادات أمنية إلى الأكاديمية لمعاينة مكان التفجير وتقييم الخسائر واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة. * كما ألغت لجنة الحفلات لمدينة بواسماعيل حفلا فنيا ساهرا بالواجهة البحرية للمدينة ونفس الأمر بالنسبة لحفلات الختان الجماعي للأطفال التي كان مبرمجا تنظيمها على مستوى العديد من بلديات الولاية. * * تفكيك قنبلة بمحيط الأكاديمية العسكرية بعد العملية الانتحارية * عثرت أمس، قوات الجيش الوطني الشعبي في حدود الساعة الواحدة صباحا على قنبلة مفخخة تقليدية الصنع على مستوى محيط الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال بمكان معزول، وهذا عقب العملية الانتحارية. * وأكدت مصادر موثوقة "للشروق" أن الساعة الأولى من يوم أمس، تمكنت الوحدات الخاصة من العثور على قنبلة تقليدية الصنع تم وضعها بمكان معزول على مستوى محيط الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حيث تم تفجيرها بمكان آمن وبطريقة تقنية دون حدوث أي خسائر، وهذا بعد عملية تمشيط ومسح واسع لمحيط الأكاديمية وأرجاء المدينة عقب عملية الانتحارية. أجمعت على أنه عمل إجرامي لن يؤثر في مسار المصالحة الوطنية الأحزاب السياسية تدين وتستنكر "اعتداء شرشال"
عزيز حمدي أدانت الأحزاب السياسية بالجزائر وبشدة العمل الإرهابي الذي استهدف نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال عقب إفطار أمس الأول الجمعة، وذهب ضحيته مجموعة من الضباط والعسكريين، كما جددت دعوتها بضرورة التحلي باليقظة والحذر الدائم لمحاربة أعداء الاستقرار، فيما ترى بعض التشكيلات أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال إصلاح سياسي. وصف الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي الحادثة الإجرامية بأنها عمل إرهابي بكل المقاييس استهدف أمن واستقرار الجزائر في شهر الرحمة، داعيا في اتصال مع "الشروق" إلى تظافر جهود الجميع والتحلي الدائم باليقظة والحذر الدائم لمكافحة أعداء استقرار الجزائر، مؤكدا دعم ووقوف حزبه وبكل حزم في ترسيخ مبادئ وقيم المصالحة الوطنية، والتي لن تتأثر يضيف ممثل "الارندي" بمثل هذه الأعمال الإجرامية المحكوم عليها بالزوال، مشيرا إلى أن قوة الجزائر في تماسك شعبها، مؤكدا العمليات الإرهابية ومهما استهدفت على أعقابها خاسرة بإذن الله وبقوة هذا المجتمع الذي كان وسيظل دائما متماسكاً . أما حزب جبهة التحرير الوطني، فقد استنكر الاعتداء الإجرامي الذي استهدف جنود وضباط الجيش الوطني الشعبي بأكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة، حسبما صرح به المكلف بالإعلام قاسة عيسى، مشيرا إلى أن هدف المجرمين من خلال اختيار زمان ومكان تنفيذ جريمتهم تلفيقها بطابع ديني، خصوصا وأنها تزامنت مع احتفال الجزائريين بليلة القدر المباركة، مؤكدا على أنه لا ينبغي الاكتفاء ببيانات التنديد والاستنكار، فمن الضروري "تمكين جبهة وطنية تضم جميع الفعاليات السياسية والمدنية، تشتغل على كشف الأجندة السياسية التي تستهدف الجزائر بالتزامن مع احتضانها للندوة الدولية لمحاربة الإرهاب". وجددت حركة مجتمع السلم "حمس" تمسكها بموقفها الرافض للإرهاب والعنف وكل أشكال الترويع والإجرام، ووصفت الجريمة التي استهدفت النادي الخارجي للأكاديمية العسكرية بشرشال بالعملية الغادرة، وأدان محمد جمعة المكلف بالإعلام العملية الإجرامية، معربا في ذات السياق عن استنكار حزبه القوي وإدانته الشديدة للاعتداء الإرهابي، ودعا جمعة الشعب إلى اليقظة والحذر من كل محاولات المساس بأمن الوطن والمواطن، وشددت "حمس" أنها ستعمل مع كل المخلصين في هذا الوطن على فضح وكشف وعزل من يعبث بأمن واستقرار الجزائر ومحاولة إرجاعها إلى دائرة الدماء والأحزان. من جهتها استنكرت حركة النهضة الجريمة الإرهابية التي استهدفت نادي الضباط بشرشال، حيث وصف القيادي محمد حديبي، الاعتداء الإرهابي ب"الفاجعة" خصوصا وأنها تزامنت مع احتفال الجزائريين بليلة القدر، ما يؤكد بحسب المتحدث أن الجزائر مستهدفة، الأمر الذي يتطلب فتح نقاش وطني واسع.