لا زال فريق الإخوة زروقي المتخصص في الإنتاج السينمائي بتيارت ينتظر رد وزارة الثقافة وبالأخص مسؤولي تظاهرة "الجزائر، عاصمة الثقافة العربية" على اقتراح لتمويل فيلم "المحنة" الجاهز تقنيا والذي لم يبق من جوانبه إلا البث في الجانب المالي ليشرع في تصويره. ولعلّ أهمية فيلم "المحنة" تكمن في معالجته لمشكلة الإرهاب واندماج المتورطين فيه وضحاياه في المجتمع بعد سنين العزلة المواجهة، تعزيزا أو ترجمة لنجاح خيار السلم والمصالحة في الجزائر. الفكرة الرئيسية للفيلم تدور حول تعرض عائلة إلى مجزرة إرهابية ونجاة شاب واحد منها، كان في سهرة عرس لصديق له، قبل أن يصدم بمنظر الدم وجثث إخوته ووالديه وهي مشوهة عند عودته إلى بيته العائلي، ويقرر بعدها الانتقام من الجناة الذين فعلوا ما فعلوه لمجرد تصريح عابر من أبيه يدين الجماعات الإرهابية، قبل أن تقوده الصدفة إلى الجبل والوقوع في يد الإرهابيين، ثم الفرار منهم والتحول بالخطأ إلى إرهابي هو نفسه، بعد وقوعه في كمين لقوة من الجيش، لينتهي الفيلم بحصول البطل الرئيسي -بفضل مصالح الأمن بالأخص- على فرصة لترتيب حياة جديدة، بعيدا عن أفكار الانتقام ومعالجة الخطأ بالخطأ. ويعتقد أصحاب الفيلم الذين يؤكدون على جاهزية السيناريو والممثلين وأماكن وخطط التصوير وكل الوثائق التقنية اللازمة، أن الفيلم إذا تم إنجازه سيكون سابقة جزائرية في السينما العربية وحتى العالمية. في سياق آخر، يضع الإخوة "زروقي" اللمسات الأخيرة على فيلم وثائقي حول الفرس، مدته 52 دقيقة، يتناول تاريخ الجواد في المجتمع العربي والإسلامي وكذا أهميته في التراث والواقع الجزائريين بالأخص، مدعما موارده التاريخية بمعطيات علمية حول الحصان. للإشارة، حصل الشريط الوثائقي حول سيرة الشهيد علي معاشي بعنوان "تحت سماء بلادي" على الجائزة الأولى للقاء الوطني لإبداعات الشباب المنعقد في جويلية الماضي، كما تم عرضه عدة مرات على القناة الوطنية بمناسبة العيد الوطني للفنان. و كان "الإخوة زروقي" قد أنتجوا الفيلم الوثائقي "الآخرون" الذي يعالج حدود مسؤولية المواطن والإدارة في الحفاظ على البيئة والنظافة، وقد تسبب في ضجة حين عرضه لأول مرة بتيارت، على خلفية اعتقاد البعض أن الفيلم يُجَرّم المواطن ويعفي السلطات. سليمان بودالية