أكد، أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من بكين، على أن شركة تشونغشين الصينية، "تستطيع إنجاز تعبيد طريق سريع يخترق الجزائر من الشرق إلى الغرب فى الموعد المحدد"، معربا عن ثقته بهذه الشركة العالمية العاملة في مجال الأشغال العمومية الكبرى، وقال بوتفليقة خلال زيارته لمشروع بناء الإسناد الرئيسي لأولمبياد بكين 2008 ، أنه "مشروع عظيم وجودته وسرعة بنائه مرتفعة"، مشيرا إلى أن تنفيذ هذا المشروع الذى تقاوله شركة تشونغشين بشكل سليم وسريع، "يدل على أن هذه الشركة يمكنها أن تكمل تعبيد الطريق السريع فى الجزائر فى الموعد المحدد وبالجودة المطلوبة". "تجديد الثقة" من طرف رئيس الجمهورية، في "كفاءة ومؤهلات وخبرة" الشركة الصينية التي فازت إلى جانب المجمع الياباني بالمناقصة الدولية الخاصة بإنجاز الطريق السيار شرق - غرب، يفتح حسب أوساط مراقبة، الأقواس للتساؤل حول ما إذا كانت تصريحات الرئيس بوتفليقة، تحلب في إناء "تبرئة" الشركة الصينية من "الشبهات" وإبعادها عن التحريات، مع دعوتها إلى "رفع التحدي" بإنجاز حصتها من إنجاز الطريق السيار، المشروع الوطني الذي تمت إدارة مناقصته الدولية تحت الرعاية السامية للوكالة الوطنية للطرق السريعة؟. وكانت بعض الجرائد الوطنية، قد تناقلت الصائفة الماضية، أنباء عن تحريك العدالة الجزائرية، لدعوى قضائية "ضد مجهول"، للوقوف على ظروف وملابسات إبرام صفقة إنجاز الطريق السيار شرق - غرب، والتي فاز بها المجمع الياباني (كوجال) وكذا المجمع الصيني (سيتيك)، وحسب ما تم تداوله فإن تلك "التحريات"، جاءت تبعا لمعلومات أفادت بأن "المصالح التقنية توصلت إلى حصول تضخيم في مبلغ الصفقة بنحو واحد مليار دولار"، فيما يتعلق بالمناقصة الدولية المحدودة الخاصة بالطريق السيار، المشروع الوطني الهام الذي بلغت قيمته المعلن عنها 7 ملايير دولار، وهي الأخبار التي كذبها وزير الأشغال العمومية، عمار غول -الذي يرافق الرئيس بوتفليقة إلى الصين- وإتهم "جماعات المصالح" بالتشويش على مشروع الطريق السيار. وكانت لجنة دراسة العروض، التابعة للوكالة الوطنية للطرق السريعة، فصلت في العروض التي تلقتها بشأن إستكمال الأشطر الثلاثة من مشروع الطريق السيار شرق - غرب، والتي تمثل في مجملها، 927 كيلومتر، من أصل 1216 كيلومتر، التي تربط الحدود الجزائرية التونسية بالحدود الجزائرية المغربية، وقد إعتمدت اللجنة عرضي مجمع (كوجال) اليباني، الذي يضم 6 شركات لإنجاز الطريق الشرقي من المشروع، وكذا مجمع (سيتيك) الصيني، الذي يضم شركتين لإنجاز شطري الوسط والغرب. صفقة إنجاز الطريق السيار شرق - غرب، كانت قد "فازت" بها شركتا (كوجال) و(سيتيك) على شركات فرنسية وأمريكية، حسب ما أعلنته الوكالة الوطنية للطرق السريعة، منتصف أفريل الماضي، وتم الإعلان وقتها، بأن عملية الإنجاز ستنطلق في شهر ماي المنصرم، على عدة جبهات في كل شطر من الأشطر الثلاثة، حتى يتمكن المجمعان الياباني والصيني، من تسليم المشروع كاملا في آجال لا تتعدى 40 شهرا حسب ما تضمنه دفتر الشروط، الذي أعدته وزارة الأشغال العمومية. ومعلوم أن الصفقة التي فاز بها المجمعان الياباني والصيني، أبعدت 15 عرضا قدمها 15 مجمعا بمجموع 63 شركة من بين العشر شركات الرائدة دوليا في مجال الأشغال العمومية، من بينها المجمع الأمريكي (بيكتال)، والمجمع الفرنسي الألماني (قزال فينسي وبيلفنجر)، والمجمع البرتغالي (لسيو ڤروب)، الذي تقدم بعرض شمل 14 شركة برتغالية، وكذا مجمع آخر لشركتين صينيتين ومجمع لأربع شركات إيطالية، علما أن قانون الصفقات العمومية، يعطي المجمعات ال 13 المشاركة في المناقصة السابقة المتعلقة بإنجاز الطريق السيار شرق - غرب، الحق في الطعن لدى اللجنة الوطنية للصفقات العمومية في غضون العشرة أيام الموالية لتاريخ إجراء المناقصة (إبتداء من 15 أفريل الماضي)، وحسب ما تضمنه دفتر الشروط فإن المشروع كاملا سيكون عمليا في حدود السداسي الأول من العام 2009. جمال لعلامي