استطاع أبناء منطقة البيض التي جرفتها الفيضانات، من تجاوز عجز الإعلام العمومي، بالاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي على الانترنيت في سابقة هي الأولى من نوعها في تعامل الجزائريين مع الكوارث الطبيعية سعيا لإيصال معاناتهم للآخرين. * وفضحت المشاهد الحقيقية التي خلفتها فيضانات ولاية البيض المنشورة في فيديوهات على موقعي فايس بوك ويوتوب تقصير كاميرات التلفزيون الجزائري في نقل معاناة المواطنين جراء الكارثة التي ضربت المنطقة. * حيث اكتفت اليتيمة بتقديم صور سطحية وخاطفة لم تعكس جزءا بسيطا مما صنعه سيل عابر بمدينة بأكملها. * ومنحت شبكات التواصل الاجتماعي –فايس بوك، تويتر-يوتوب – الفرصة للجزائريين كغيرهم من شعوب العالم لقول الحقيقة كاملة غير منقوصة في قضايا عديدة، واستطاع الجزائريون ولأول مرة ، من أن يفضحوا حقائق ويبثوا صورا حقيقية، غض عنها تلفزيون اليتيمة الطرف ، فكشفت بحق عجز الإعلام العمومي المرئي في الوصول إلى أعتاب الاحترافية ومقتضيات أخلاقيات الخدمة العمومية. * وخلفت المعالجة الإعلامية للكارثة من قبل التلفزيون العمومي موجة استياء في أوساط سكان المنطقة اللذين لم يجدوا من ينقل معاناتهم كما هي للسلطات. * وبالرغم من أن رئيس الجمهورية أوصى بفسح مجال واسع من الحرية في الإعلام العمومي ، إلا أن توجه التلفزيون الجزائري سيما في النشرات الإخبارية لا يعكس إلا جزءا يسيرا مما يعانيه المواطن الجزائري في الواقع وقد كشفت هذه الكارثة عن تقصير فاضح. * وتعد هذه المرة الأولى التي يستعين فيها الجزائريون بشبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت لنقل صور وفيديوهات لمشاهد الخراب التي خلفتها كوارث طبيعية. * وكانت الجزائر قد شهدت خلال السنوات الأخيرة كوارث مماثلة على غرار فيضان باب الوادي عام 2001 وزلزال بومرداس عام 2003 ، غير أن محدودية انتشار تكنولوجيات الإعلام ، جعلت نقل مخلفات الكوارث حكرا على التلفزيون ووسائل الإعلام الخاصة. * *