البيض - تبذل مختلف المصالح المعنية بولاية البيض جهودا مكثفة لتجاوز مخلفات الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المنطقة وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي كما لوحظ بعين المكان. وتقوم فرق من عمال النظافة موزعين عبر مختلف أحياء مدينة البيض بأشغال واسعة لتنظيفها ومحو آثار الفيضانات التي اجتاحتها يوم السبت المنصرم وذلك باستعمال آليات من مختلف الأحجام من جرافات و شاحنات نقل الأتربة. وقد تحولت أحياء القرابة وقصر بوخواضة و وادي الفران و قصر الدجاج إلى ورشات مفتوحة لإزالة أكوام الأوحال والأتربة وبقايا ركام الأبنية والبيوت التي انهارت بفعل هذه الكارثة الطبيعية. وتتمثل مختلف الوسائل و العتاد المجند لأجل إنجاح هذه العملية في تسخير أكثر من 100 وسيلة من مختلف الأحجام من داخل الولاية وخارجها. و قد استقبلت ولاية البيض منذ الساعات الأولى من حدوث هذه الكارثة الطبيعية دفعات من الآليات والعتاد من عدة ولايات للمساهمة في جهود التكفل بمخلفات الفيضانات كما أوضحت خلية الأزمة. وأبدت العديد من الولايات استعدادها لتقديم المزيد من الدعم اللوجيستي حيث جرى توزيع هذا العتاد على مختلف الأحياء المتضررة تحت إشراف مباشر للمصالح التقنية المتابعة للعملية حسب ذات المصدر. و في سياق متصل تواصل اللجان التقنية المكلفة بتحديد درجة الضرر عملها الميداني عبر مختلف الأحياء موزعين على 12 فرقة تضم في تركيبتها المصالح التقنية إضافة إلى خبراء موفدين عن مركز المراقبة التقنية للبناءات بهدف التأشير عن درجة الضرر المسجل من بناية لأخرى. وضمن المساعي الرامية إلى ضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بمدينة البيض فقد جندت المصالح الولائية وكإجراء إستثنائي كافة عمال النظافة العاملين عبر مختلف بلديات الولاية بهدف المساهمة في تنظيف شوارع و أزقة المدينة حيث أعطى والي البيض تعليمات "صارمة " ترمي إلى التجند الميداني من أجل إنجاح هذه العملية. كما لوحظ حضورا ميدانيا مكثفا للشباب إلى جانب السلطات العمومية في جهود احتواء هذه الأزمة والذين يشاركون في أشغال رفع مخلفات الفيضانات ومختلف عمليات التدخل المتعلقة بتنظيف المدينة. و أشار في هذا الصدد الشاب بوعمامة القاطن بحي القرابة "أن الجميع حاضر اليوم في حلقة تطوعية تهدف إلى إزالة الأوحال التي خلفتها الفيضانات وذلك مساهمة للشباب في جهود تجاوز هذه المحنة ". وأوضح من جهته زميل له من نفس الحي "أن الوضع يتطلب تشمير السواعد لأجل المساهمة جميعا في تنظيف مدينة البيض حتى تسترجع صورتها الجمالية المعهودة " قبل أن يضيف " أنه يوجد تنسيق بين السكان و المصالح التقنية التابعة لخلية الأزمة التي تعمل من جهتها على توفير مختلف وسائل التدخل". ومن جهة أخرى تعرف مختلف المؤسسات التعليمية التي غمرتها أوحال الفيضانات حملات تطوعية بمبادرة من الأساتذة و المتمدرسين كما هو الحال بالنسبة لإبتدائية النجاح بوسط مدينة البيض حيث تعرف عملية التنظيف بها مرحلة "متقدمة " و "من المرتقب أن يعود التلاميذ إليها مطلع الأسبوع المقبل " كما أكد مدير التربية. و تجمع مختلف الإنطباعات التي جمعت من أوساط المواطنين أن الفيضانات الأخيرة التي شهدتها ولاية البيض قد أبرزت أروع صور التضامن والتلاحم التي يتميز بها الشعب الجزائري.