تأشيرات "الضرورة" في 24 ساعة وفتح قنصلية في 2007 كشف وزير الداخلية الفرنسي ساركوزي في ساعة متأخرة من مساء أمس عن مجموعة من التسهيلات في فائدة الرعايا الجزائريين في الحصول على التأشيرة لدخول التراب الفرنسي والبلدان الأوروبية أهمها إستصدار تأشيرا ''الضرورة'' سواءا بحاجة طبية أو مهنية في نفس يوم إيداع الطلب أو 42 ساعة على أقصى تقدير، فضلا عن تدابير جديدة تلغي الترخيص المسبق للحصول على التأشيرة إضافة إلى فتح القنصلية الفرنسية بوهران سنة 7002. وقد خيمت أجواء الماضي التاريخي بين الجزائروفرنسا على اليوم الأول من زيارة وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر، وكانت أول محطة نزل بها أمس ساركوزي رفقة الوزير يزيد زرهوني، وهي مقام الشهيد للترحم على شهداء الثورة التحريرية، تحمل دلالات كبيرة عن الغرض من الزيارة في جانبها المتعلق بتبعات الخلاف الجزائري الفرنسي حول معاهدة الصداقة ومطالبة الجزائرفرنسا بالاعتراف بجرائمها وفي هذا السياق، صرح ساركوزي بمقام الشهيد ردا على سؤال يخص الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر بالقول أن "الماضي التاريخي للجزائر وفرنسا هو مأساة ومعاناة مشتركة بين البلدين"، مضيفا أن "وجودي هنا في هذا المكان للترحم على أرواح الشهداء هو إشارة قوية للتعبير عن حسن النية في تحسين العلاقات بين شعبينا وبلدينا"، لكن ساركوزي لم يتجرأ على ذكر لفظ الاعتذار، واكتفى فقط بالتلميح للمسألة من خلال بدء الزيارة بالترحم على أرواح شهداء ثورة الجزائر. وفي وقت لاحق انتقل ساركوزي إلى مقبرة المسيحيين ببولوغين، ثم زار الوفد كاتدرائية السيدة الإفريقية، حيث استقبله فيها أسقف الجزائر هنري تيسيي. ومواصلة في مهمة تلطيف الأجواء التي جاء من أجلها ساركوزي، صرح أيضا أن "العلاقات القائمة بين الجزائروفرنسا هامة جدا، والجزائر هي جارنا الكبير، نتقاسم معه تاريخا مشتركا"، مشيرا إلى أن "هناك عددا كبيرا من الجزائريين المقيمين بفرنسا، كما أن هناك عددا كبيرا من الفرنسيين المقيمين بالجزائر، وفي ما يخصني فقد جئت مرارا الي الجزائر". وصرح من جهة اخرى "لدينا عمل كثير وملفات كثيرة ولقد جئت كصديق للجزائر ولألتقي على وجه الخصوص بوزير الدولة وزير الداخلية". وفي ملف التسهيلات المنتظرة لمنح التأشيرة بالنسبة للجزائريين، وعد ساركوزي بحل هذا المشكل، لكنه لم يقدم توضيحات أكثر حول هذه المسألة، التي ينتظر أن يكشف عنها في الندوة الصحفية المزمع عقدها مساء اليوم. وكان ساركوزي قد صرح لمجلة "لوجون أفريك" عما سيستفيده الجزائريون من زيارته للجزائر بأن "الترخيص المسبق من طرف شركاء فرنسا في فضاء شنغن من أجل منح التأشيرة للجزائريين يعتبر إهانة للجزائريين، مؤكدا بأنه سيسعى لرفع كل هذه الإجراءات". وتجدر الإشارة إلى أن ساركوزي قد اجتمع مساء أمس مع كل من وزير الداخلية يزيد زرهوني وكذارئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، على أن يلتقي اليوم الرئيس بوتفليقة. رمضان بلعمري بعد أن كانت زيارة ساركوزي إلى تيبحرين مقرّرة أمس الإثنين جهاز البروتوكول الفرنسي وراء تأجيلها إلى اليوم الثلاثاء بعد أن كان مقرّرا أن يصل وزير الداخلية الفرنسي "نيكولا ساركوزي" ظهيرة أمس الإثنين، عبر طائرة مروحية إلى الملعب البلدي لبلدية ذراع السمار غربي المدية ومنها إلى كاتدرائية الأطلس بتيبحرين، تغير فجأة موعد الزيارة وأعلمت الجهات المختصة بالمدية بأن موعد الزيارة سيكون "اليوم الثلاثاء"، وقد أفادت مصادر مطلعة للشروق اليومي، بأن مصدر التأجيل هذا وقفت وراءه مصالح جهاز البروتوكول الساهرة على ضبط تنقلات وزير الداخلية الفرنسي، والتي ربما انزعجت من تسرب خبر زيارة ساركوزي لتيبحرين على اعتبار أنه أريد لها السرية للغاية وبعيدا عن أجهزة ووسائل الإعلام المحلية على خلفية المعدل الأمني الذي مازال مرتفعا لدى بعض الساسة الفرنسيين تجاه الوضع في الجزائر عموما والمدية على وجه الخصوص والذي دلت عليه التعزيزات الأمنية الشديدة لمحيط الزيارة والحراسة المتناوبة منذ أيام لملعب بلدية ذراع السمار، هذا بالإضافة إلى ما يمكن أن يثيره خبر زيارة ساركوزي لدى سكان المدية عاصمة الولاية التاريخية الرابعة من حساسية تاريخية ربما يصبح ساركوزي على إثرها غير مرحّب به في ولايتهم. هذا وقد شهدت بلدية ذراع السمار والطريق المؤدي إلى كاتدرائية الأطلس مرور عديد الوفود وبشكل شبه يومي أثار تساؤلات المواطنين، بالإضافة إلى تحليق لطائرة مروحية بيضاء اللون ومحاولاتها عدّة مرات أن تحط بملعب ذراع السمار ربما تكون هي الطائرة التي ستقل ساركوزي إلى المدية خصوصا بعد إقدام الوالي وبحضور شخصي منه على إزالة إطارات المرمى وتحويل مساحة الملعب إلى محطة للطائرات المروحية بعد أن رسم وبالحجم الكبير حرف (H) الدال على مكان إقلاع وهبوط الطائرات المروحية بوسطه. م. سليماني