الضحية يزيل 12 لترا من القيح، يتابع المتورطين ويخسر 30 مليونا فجر مريض بمستشفى سطيف الجامعي فضيحة اتهم فيها إدارة المستشفى وبعض الأطباء والجراحين بالتسبب له في مأساة كادت تودي بحياته، وقرر دون تردد متابعة المسؤولين عن الفضيحة قضائيا. * وبحسب الشكوى المرفقة بملف طبي بحوزة الشروق اليومي فإن الضحية بوعظم عبد الرزاق توجه يوم الثاني نوفمبر الفارط إلى المستشفى لإجراء معاينة طبية بسيطة على حبة بها قيح، لكن الأمور انقلبت عليه رأسا على عقب، حيث قرر الطبيب المدعو "م.ح" إدخاله إلى غرفة العمليات لإجراء عملية على الزائدة الدودية بدون سابق إنذار، واستطرد الضحية في رواية ما جرى له، حيث أوضح بأن الطبيب زجره حينما أبدى اعتراضه على العملية. * وبسرعة تم نقل المعني إلى غرفة العمليات، حيث كان في الانتظار 8 مرضى، كانوا بصدد إجراء عمليات أيضا، ولم يستفق عبد الرزاق إلا بعد انتهاء العملية وزوال الغيبوبة، أين دهش لحجم الكارثة بغرفة العمليات التي لم تكن نظيفة ولا معقمة، زيادة على ذلك قام الطبيب السابق بمنحه رخصة للخروج صبيحة اليوم الموالي للعملية رغم المضاعفات الخطيرة وسيلان القيح من الجرح، الأمر الذي أدى إلى إصابته بالتهاب غشاء البطن أو ما يسمى بالتهاب الصفاق، وهو ما جعله يعود على جناح السرعة للمستشفى، وهنا كانت المفاجأة الكبرى، حيث رفض الطبيب الأول الذي أشرف على العملية استقباله وتهرب منه. * ونفس الموقف اتخذه الأطباء والجراحون بالمستشفى، حيث رفضوا جميعا تحمل مسؤولية إجراء عملية عاجلة له قبل تفاقم الإصابة، وتزامنا مع تسارع الأحداث وازدياد خطورة الجرح تنقل الضحية إلى مدينة بجاية، حيث تم استقباله في عيادة خاصة، وأجريت له التحاليل الطبية اللازمة، أين تم إخباره بأن نسبة نجاح العملية تقارب الأربعين فقط، ولم يجد المعني من خيار سوى القبول والمجازفة، وتم إزالة 12 لترا من القيح من بطنه، ومكث 15 يوما تحت العناية المركزة، ودفع مبلغ 30 مليون سنتيم نتيجة أخطاء طبية بدائية في التشخيص، وفي التكفل بالمرضى ورعايتهم وفق الأخلاقيات المطلوبة، والقضية الآن بين أيدي العدالة بعدما قرر الضحية تكليف محام ومتابعة الطبيب وبقية المتورطين في قضيته قضائيا، تزامنا مع مطالبته وزير الصحة فتح تحقيقا في هذه القضية، التي ستكشف الكثير من الأهوال في مستشفى سطيف الذي أصبح يصلح لكل شيء إلا للعلاج، خاصة بالنسبة للعمليات الجراحية والنظافة التي باتت الغائب الأكبر، فيما يبقى العجز الذي تعانيه الإدارة حجر الزاوية في كل المهازل التي وقعت ولا تزال بمستشفى ليس كبقية المستشفيات.