أدى جميع عناصر الوفد السطايفي، صبيحة يوم الخميس، عمرة جماعية فور وصولهم إلى مدينة جدة السعودية التي تم النزول بها تزامنا مع صلاة الفجر، حيث توجه الوفد مباشرة بعد إنزال الأمتعة بفندق "السلام هوليداي إين" والإحرام، إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة تحت توجيهات الحاج إبراهيم العرباوي صاحب وكالة "تروبيك تور" ومسؤول التنظيم والعلاقات العامة بالفريق السطايفي. وقد ركنت المجموعة بعد وجبة الغذاء إلى الراحة والقيلولة نظرا للسفرية المتعبة التي دامت قرابة 18 ساعة كاملة انطلاقا من مدينة سطيف التي تمت مغادرتها في حدود الساعة التاسعة والربع صباحا على متن حافلة باتجاه مطار العاصمة الدولي، الذي وصل إليه الفريق على الساعة الرابعة، قبل أن تقلع الطائرة التابعة للخطوط الجوية التونسية على الساعة السادسة باتجاه تونس، والمواصلة مجددا بعد ساعتين من الانتظار بمطار قرطاج نحو مدينة جدة. التحضيرات خارج دائرة الضغط وكانت الحصة التدريبية الأولى فرصة للاسترخاء واتباع التوجيهات المتعلقة بالبرنامج الخاص بالتحضير لمقابلة العودة، خاصة وأن سرار كان قد اجتمع مع بلحوت في اجتماع خاطف (نصف ساعة) لوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بكل الجوانب، أين طالب سرار من مدربه التركيز على العامل البسيكولوجي وإبعاد اللاعبين عن دائرة الضغط والتوتر، وتضمين البرنامج ما يجنّب اللاعبين الملل. وفي هذا السياق لجأت إدارة الفريق إلى البحث عن قاعة "بيار" تمهيدا لإخراج العناصر من "جدران الفندق" وتأقلمهم مع المحيط الخارجي للمدينة. البلوي يطلب من لاعبيه نسيان خليلوفيتش هذا وحلّ المدرب ديمتري مع مساعده باركو بجدة (يوم الأربعاء)، حيث لقي ترحابا كبيرا وكان في استقباله مدير العلاقات العامة يوسف النجار، في الوقت الذي أعلن البلوي في اجتماع مع لاعبيه بأنه يتحمّل المسؤولية وطلب منهم نسيان مرحلة خليلوفيتش ونسيان نتيجة (4 / 1) والاستعداد لموعد الثلاثاء الذي بات يبدو صعبا للغاية ومن غير الممكن الجزم بأي توقعات، ولو أن الوفاق سيلعب بأكثر راحة. ويكشف: العناصر الدولية كلفت النادي 40 مليون ريال كما حث البلوي في لقاء له مع جماهير الاتحاد اللاعبين على تحمل مسؤولياتهم، خاصة العناصر الدولية التي هددها ضمنيا بفسخ عقدها (كما فعل مع وحيد)، حينما أكد بأن هذه العناصر كلفت النادي 40 مليون ريال، ويجب أن تقوم بواجبها، لأن العلّة في الهزائم الأخيرة حسب البلوي دائما ليست في المدرب وإنما في اللاعبين. ديمتري: المهمة صعبة أمام سطيف ولكنها ليست مستحيلة وبالنسبة للمدرب "القديم الجديد" البلجيكي ديمتيري فإنه يرى بأن مهمة فريقه أمام نادي وفاق سطيف صعبة للغاية، خاصة وأن الاتحاد في حاجة إلى 3 أهداف مقابل صفر لحسم اللقاء. وأضاف ديمتري في مؤتمر صحفي بأنه سيركز على العامل النفسي كثيرا وأعلنها صراحة بأن على لاعبيه القتال داخل الميدان لاسترجاع ثقة أنصارهم المهزوزة. وأكد في نفس السياق، بأنه لا يعرف عن التشكيلة الحالية للاتحاد الكثير (فهو لم يشاهد سوى مقابلتين من السنة الماضية)، وهو ما يعني أن الدور الأكبر سيكون للمساعد حسن خليفة الذي قال بدوره أن التركيز الأول سيكون على العامل النفسي. كواليس الرحلة - التقت العناصر المعنية بالدورة نحو "جدة" وعددها 23 لاعبا بمقر إدارة النادي بحي بومرشي ابتداء من الثامنة صباحا، بعدما جهزوا أنفسهم بكل لوازم الرحلة، خاصة المتعلقة بالعمرة (لباس الإحرام، كتب الأدعية..). - انطلقت الحافلة المقلة للتشكيلة السطايفية في حدود الساعة 9.15، غير أنها توقفت بمجرد الخروج من مدينة سطيف، حينما أعلن رياض بن شادي بأنه نسي حقيبة وثائقه، وعاد سريعا على متن سيارة أجرة قبل استعادة وثائقه والإنطلاق مجددا تحت رحمة تعليقات زملائه. - استغل المدرب رشيد بلحوت مدة الرحلة من سطيف إلى العاصمة لبرمجة مشاهدة لقاء العودة بين الوفاق والمريخ السوداني جماعيا، وهو الشريط الذي عوّل عليه بلحوت لإقناع لاعبيه بأنه يمكنهم إعادة التجربة مع الاتحاد في لقاء العودة كذلك، ويبدو أن الرسالة قد وصلت للاعبين العازمين على التأهل. - كان تنقل الوفد السطايفي مشرفا للغاية بعدما قامت إدارة الفريق بشراء بذلة رسمية موحدة لكل عناصر البعثة الذين كانوا في زي واحد حينما لبسوا البذلة عند مدخل مدينة بومرداس ووصلوا بها المطار الذي لفتوا به الأنظار. - كان مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة هادئا قبل أن يتغير الوضع سريعا مع وصول البعثة السطايفية، حيث تحول اهتمام الركاب والمسافرين في بهو المطار الى رفقاء بورحلي وطبعا كانت الفرصة ذهبية لأخذ عشرات الصور التذكارية مع نجوم الكحلة. - سجل الوزير السباق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والنائب الحالي في البرلمان الدكتور عبد القادر سماري حضوره قبل سفر التشكيلة، حيث قام بزيارة مجاملة لتشجيع الفريق، ونفس الأمر قام به النائب عبد الحكيم بوراسيدي الذي كان قد ودّع الفريق من مقره. - خطف المدرب بلحوت الأضواء بالمطار، حيث كان له النصيب الأوفر في الصور مع محبيه الذين كان أبرزهم أحد الملتحين الذي قام بوضع "شاشيته" على رأس بلحوت. - طارت البعثة المكونة من 39 فردا ويرافقها 04 صحافيين (من بينهم الشروق) على الساعة السادسة مساء من الأربعاء باتجاه تونس، أين كان الاستقال حارا بها حين الوصول إلى مطار قرطاج الدولي، بدليل منح مسؤولي المطار لقاعة شرفية خصيصا للتشكيلة لغاية مغادرتها مجددا باتجاه جدة بعد ساعتين. - الجميل في الرحلة أن الصلاة تتم "جماعة"، فبعد صلاة الظهر والعصر "جمع تقديم"، تم كذلك تأدية صلاة المغرب والعشاء "جمع تأخير" بقاعة صلاة مطار قرطاج، وقد كان بن شادي إمام "الجماعة" بجدارة بعدما أظهر قدرات معتبرة في الترتيل تضاهي قدراته في الدفاع عن مرمى فريقه. - كانت L'ambiance كبيرة بين اللاعبين الذين كانوا يتمازحون طيلة الرحلة وكان نجم التعليق في البداية عمار بلهاني قبل أن يغلبه النوم ويأخذ رحو زمام المبادرة، وطبعا كان بورحلي رائدهما في ذلك خاصة بعدما ضرب فيها "رفعة شمة". - عكس اللاعبين الذين لم يسكتوا طوال الرحلة، كان المدرب بلحوت "خاشعا" مع الجرائد والمجلات ويبدو أنه قرأها كاملة. - رئيس الفريق عبد الحكيم سرار الذي يرافق الوفد كان يقطع جديته أحيانا بمزاح عابر مع اللاعبين، ومن ذلك تعليقه على "الكوستيمات" بقوله: "لْبستوا مليح تڤول رايحين لڤرطاج". ومع ذلك فقد نصح حكوم لاعبيه بالحفاظ على الصلاة، وهو الذي بات مقتنعا بأن تشكيلة هذا الموسم الأحسن على الإطلاق في اللعب وكذا الأخلاق والتربية. - امتهن سليمان كايتا مهنة الصحافة طيلة فترات الرحلة، حيث اصطحت معه "كاميرا رقمية" وظل يصور زملاءه في الأكل والطائرة وبالمطار، حتى قال له الحاج عيسى: "أنت مابقيتش لاعب، أصبحت صحافيا وكاميرامان"، طبعا كايتا لم يكترث وواصل المهمة. - نشب خلاف فقهي كبير بين عناصر الفريق بشأن مسألة الميقات المتعلق بالإحرام بين من يرى وجوب الإحرام في الطائرة على أساس أن الوفد سيقوم بمناسك العمرة فور الوصول إلى جدة (ومنها إلى مكة) وبين من يرى تأجيل الإحرام لغاية الوصول إلى الفندق. - وقد كان يسعد بورحلي زعيم المذهب الأول، حيث أقنع اللاعبين بضرورة الإحرام من الطائرة وسرد لهم عددا من الأدلة، وكان المنظر رائعا حينها شرع اللاعبون في التكبير والتهليل والتحميد بصورة جماعية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".. - كاد ياسين دراج يعلق بمطار جدة الدولي، حينما ضيّع جواز سفره ونسي أين ضيّعه، حيث استمرت عملية البحث عنه قرابة نصف ساعة، أين وُجد بالطائرة حيث يبدو أن الجواز سقط من دراج خلال لباسه الإحرام. - كان القنصل العام السيد صالح عطية أول من استقبل الوفد بمطار جدة، وأصرّ على مصافحة كل العناصر التي طالبها بالفوز لمواصلة المشوار الرائع لحد الآن. - أدّى مجموع الوفد مناسك العمرة التي استمرت لغاية الظهيرة، حيث خلد الجميع للنوم (بعد وجبة الغذاء) لأخذ قسط من الراحة بعد 18 ساعة من التنقل. - اعترض المدرب بوزيد شنيتي بطريقة مازحة على كمية الأكل التي تناولها اللاعبون في فترة الغذاء ونسّق مع بلحوت وطبيب الفريق لوضع menu خاص بالأكل ابتداء من يوم الجمعة، خوفا على رشاقة ولياقة اللاعبين المهددة بالسمنة الأكيدة. - أجرت التشكيلة أول حصة تدريبية بأحد الملاعب الجانبية بمدينة جدة ابتداء من الساعة الثامنة مساء (توقيت المباراة حسب السعودية - السادسة بتوقيت الجزائر) وقد خصصها للاسترخاء والتوجيهات، فيما سيتواصل البرنامج بحصة تدريبية مسائية كل يوم. - استغل القنصل العام الجزائري بالسعودي (ومقره بجدة) فرصة تنظيم مأدبة عشاء فاخرة بمنتجع "SUN RIZE" الواقع بكورنيش جدة لفائدة الجالية الجزائرية المقيمة هناك، لدعوة رئيس الوفاق وأعضاء المكتب وكذا الصحافيين. - كانت فرصة المأدبة مواتية للطلب من الجالية الحضور بقوة لمناصرة الوفاق السطايفي خلال المباراة القادمة يوم الثلاثاء. - أدى الجميع صلاة الجمعة في أحد المساجد القريبة بمدينة جدة، وركز اللاعبون كثيرا على الدعاء بالنصر والفوز. مبعوث الشروق إلى جدة: نصرالدين معمري