بلغ إنتاج سوناطراك من النفط في حقولها الاستثمارية بالخارج ما نسبته 12 بالمائة من إجمالي إنتاج هذه المؤسسة، حيث أكد محمد مزيان المدير العام للشركة، أن نتائج استثمارات المؤسسة بالخارج خلال السنة الجارية كانت "جد مثمرة"، بتحقيقها لما لا يقل عن 120 ألف برميل معادل نفط يوميا من عملياتها الدولية في كل من مالي والنيجر وليبيا وبعض دول الساحل الإفريقي. وتوقع مزيان أن يرتفع مردود هذه الاستثمارات في المستقبل القريب، بدخول وحدة المؤسسة بموريتانيا العمل قريبا، وكذا بالنسبة لمصر في الأشهر المقبلة، منوها بتنوع استثمارات المؤسسة في الخارج، بانتقالها إلى إنتاج البتروكيماويات في مصنع أقيم بشراكة مع مؤسسة ريبسول الاسبانية على أراضي هذه الأخيرة. وأكد محمد مزيان أن سوناطراك تنوي استثمار ما يزيد عن 30 مليار دولار إلى غاية2011؛ لتحقيق الأهداف المرسومة، وهو المبلغ ذاته الذي تم صرفه، كما قال، في الخماسية الماضية، والتي، مع ذلك، لم تصل فيها نسبة الاستكشاف إلى الأرقام العالمية، المقدرة بحوالي 500 بئر في الكيلو متر المربع بالولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن النسبة في الجزائر لم تتعد ما معدله 8.5 بئر في الكيلو متر المربع، مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستدرس حالة بحالة. ومن أهم ما هو مخططا له، حسب مزيان، إعطاء أولوية لقطاع الغاز، وذلك بإنشاء نهائيات للغاز في موانئ بريطانية وأمريكية، لتحزين الغاز بالقرب من أماكن الاستهلاك الكبرى، لبيعها دون متاعب عند الضرورة، ووحدات إنتاج البتروكيماويات وفق المعايير الدولية، لتغطية الاحتياجات الأوروبية والأمريكية والآسيوية. وفي السياق ذاته، أوضح المسؤول الأول على المجموعة أن الجزائر قامت بتصدير ما يعادل 45 مليار دولار من المحروقات في العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية، متوقعا أن تصل القيمة الاجمالية للصادرات في نهاية السنة إلى 54 مليار دولار. من جهة أخرى، دافع الرجل الأول في أكبر الشركات الجزائرية على التعديلات التي أدخلت على قانون المحروقات، ونفى أن تكون لها تأثيرات سلبية على الاستثمار في هذا الميدان، وأوضح المتحدث في حوار للقناة الإذاعية الثالثة أمس، أن النظام الضريبي الجزائري يبقى جذابا للاستثمارات الخارجية، مقارنة بغيره في الدول المنتجة للبترول، لكون العقود التي وقعتها الجزائر مع الكثير من الشركات الأجنبية، تمت في وقت كان فيه سعر البرميل أقل من 20 دولارا، واستدل محمد مزيان على كلامه هذا؛ بما رصده من اهتمام لدى الشركات النفطية الأجنبية التي شاركت في "الندوة الدولية الخامسة حول فرص الاستثمار في الطاقة"، الذي احتضنته مدينة وهران في اليومين الأخيرين. محمد مسلم